قصف هندي مكثف لمواقع باكستانية في كشمير
قصفت مدفعية القوات الهندية بكثافة مواقع للقوات الباكستانية عبر خط الهدنة الفاصل في ولاية جامو وكشمير المتنازع عليها مما أسفر عن تدمير ما لا يقل عن 11موقعا. وقالت باكستان إن امرأة قتلت وجرح 25 آخرون، في حين دعت واشنطن الجانبين إلى التهدئة. ويتزامن التصعيد الأخير على الحدود بين الجانبين مع زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول للمنطقة.
وأوضح قائد القوات الهندية في كشمير البريغدير بي سي داس أن قواته قصفت مواقع باكستانية قدمت التشجيع والتسهيلات للمقاتلين الكشميريين للعبور إلى الهند في مقاطعتي جامو وبونش حسب قوله. وأكد القائد الهندي أن قواته لم تعبر الحدود إلى باكستان وأن القوات الباكستانية ردت على القصف إلا إن ذلك لم يوقع خسائر في صفوف الجيش الهندي.
وقال موفد الجزيرة إلى نيودلهي إن حالة التصعيد الأخيرة مستغربة إذ كانت وزارة الخارجية الهندية أعلنت مرارا الأسبوع الماضي أنها لن تستغل الفرصة المتاحة لها لقصف مواقع لكشميريين في الجزء الخاضع للسيطرة الباكستانية من الولاية.
وأشار موفد الجزيرة إلى أن القصف الهندي قد يكون اتخذ من القيادات العسكرية الهندية الميدانية داخل كشمير وليس من القيادة المركزية وأن هذا قد يحدث أحيانا، وأكد المراسل أن تبادل إطلاق النار بين البلدين أمر غير مستغرب لكن الغريب توقيته.
وأوضح الموفد أن البلدين تعهدا بتهدئة وضع الجبهة في كشمير في اتصال هاتفي بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي خلال الأيام القليلة الماضية لأن الوضع في المنطقة لا يسمح لأي تصعيد أو توتر في العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي.
من جانبها قالت باكستان إن القصف الهندي أوقع قتيلة وجرح 25 آخرين. وأوضح المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال راشد قريشي أن القوات الهندية أطلقت نيران مدافعها دون سبب. مؤكدا أن القوات الباكستانية ردت على القصف في حين لم تورد الأنباء أية خسائر في الجانب الهندي.
في غضون ذلك طالب الرئيس الأميركي جورج بوش الهند وباكستان بالتهدئة عقب تبادل القصف المدفعي في كشمير. وأوضح بوش للصحفيين في البيت الأبيض أنه من الضروري جدا على إسلام آباد ونيودلهي أن تهدئا الوضع خلال العلميات العسكرية التي تقودها واشنطن على أفغانستان.
وفي إسلام آباد حث وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي يزور الهند غدا البلدين على البدء بحوار بينهما لمنع التصعيد الذي قد يؤدي تفجر الأوضاع واندلاع نزاع قد يضر بالحرب الذي تقودها واشنطن ضد ما تسميه الإرهاب.
وشدد باول على ضرورة الحوار في كشمير وعلى ضرورة إظهار أقصى درجات ضبط النفس على طول خط الهدنة الفاصل في كشمير بين البلدين. ويرى مراقبون أن زيارة باول جاءت لتهدئة الأوضاع بين الهند وباكستان.
أعمال عنف
على صعيد آخر قالت الشرطة الهندية إن ما لا يقل عن 19 شخصا لقوا حتفهم في مواجهات بين قوات الأمن الهندية ومقاتلين كشميريين في أرجاء متفرقة من كشمير.
وأشارت الشرطة إلى عشرة مقاتلين كشميريين واثنين من رجال الأمن وسبعة مدنيين قتلوا في المواجهات التي وقع أهمها جنوبي سرينغار العاصمة الصيفية للولاية وقرب خط الهدنة الفاصل في كشمير.
وطبقا لمصادر الشرطة فإن المقاتلين الذين لقوا مصارعهم ينتمون إلى جماعة جيش محمد التي تتخذ من باكستان مقرا لها، وكانت هذه الجماعة قد نفت مسؤوليتها عن الهجوم على البرلمان المحلي في كشمير في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري والذي أوقع 38 قتيلا بعد أن ذكرت مصادر أنها المسؤولة عن الهجوم.
من ناحية أخرى فرقت الشرطة الهندية في كشمير متظاهرين في سرينغار كانوا يحتجون على زيارة وزير الخارجية الأميركي, وقد استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع والأعيرة النارية التحذيرية لتفريقهم.