فشل اجتماع القاهرة والفلسطينيون يرفضون المقترحات الأميركية

undefined
حثت الولايات المتحدة الأميركية الفلسطينيين والإسرائيليين على التفاهم من أجل السلام عقب أنباء عن فشل محادثات التنسيق الأمني في القاهرة. وقال مسؤولون فلسطينيون إن المبعوث الأميركي روس سيصل إلى المنطقة الأربعاء لاحتواء الموقف بعد أن رفض الفلسطينيون مقترحات الرئيس الأميركي حول الحل النهائي. في هذه الأثناء استشهد مواطن فلسطيني على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة نتساريم في جنوب غزة.
 
وناشدت الولايات المتحدة الأميركية الأطراف المعنية على ضرورة التوصل للتفاهم المطلوب لإنهاء الجمود في محادثات سلام الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بي جي كراولي في تعليقه على رفض الفلسطينيين لخطة كلينتون، إن بلاده تسعى لتجسير فجوة الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
 
القيادة الفلسطينية أكدت تمسكها بأسس السلام القائمة على الالتزام بالقرارات الدولية وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وحذرت القيادة في بيان أصدرته عقب اجتماع عقدته مساء الإثنين حذرت من التعنت الإسرائيلي واستمرار الحصار والإغلاق وحشد القوات والدبابات حول المدن والقرى الفلسطينية.

وكان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أعلن رفض السلطة لأفكار كلينتون كأساس لمفاوضات أو تسوية في المستقبل. وعلل الرفض بأن كلينتون لم يضع تحفظات عرفات في الحسبان، وأن الأفكار لا تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. وقال الوزير في السلطة الفلسطينية حسن عصفور إن كلينتون فشل في مساعيه لتحقيق سلام نهائي لأن فريقه في مفاوضات السلام تأثر بالمواقف الإسرائيلية التي رفضها الفلسطينيون.

إعلان

وأعلنت إسرائيل رسميا قبولها لمقترحات الرئيس الأميركي بيل كلينتون بعد دقائق معدودة من إعلان الرفض الفلسطيني لها. وكان مسؤولون فلسطينيون اتهموا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط دينس روس بأنه يحاول ابتزاز الفلسطينيين لإرضاء رئيسه والإسرائيليين.


undefinedوعلى الصعيد نفسه أصدر مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري فتوى تفيد بعدم جواز أي سيادة غير إسلامية على الحرم القدسي الشريف بجميع أجزائه بما في ذلك الحائط الغربي الذي يقدسه اليهود. وتأتي فتوى الشيخ صبري عقب أيام من تصريح لكبيري الحاخامات في إسرائيل اعتبر فيها أن مجرد دخول الحكومة الإسرائيلية في مفاوضات حول ما يسمونه جبل الهيكل يعد تدنيسا وانتهاكا لحرمته.

عودة روس
من ناحية أخرى أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط دينس روس وفريقه سيصلون إلى المنطقة الأربعاء لعقد لقاءات منفصلة مع الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح عريقات عقب لقاء مع القنصل الأميركي في القدس أنه من المقرر أن تجرى لقاءات أميركية فلسطينية وأميركية إسرائيلية بشكل منفصل.

وكان كلينتون قد قال "أمامي 13 يوما وسأبذل كل ما بوسعي.. نعمل مع مصر ومع الأطراف الأخرى لإنهاء العنف، وسأوفد دينس روس الى المنطقة هذا الأسبوع، وآمل أن نتمكن من أن نفعل شيئا، لكن هناك حاجة إلى قفزة طويلة يقوم بها أناس من الجانبين".

وكان مسؤول أميركي قال إن كلينتون يعتزم إرسال روس في الأيام المقبلة إلى إسرائيل, ولم يدل المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته بأي معلومات حول مهمة روس في المنطقة. لكن المسؤول اعترف بصعوبة التوصل لاتفاقية سلام قبل أن يغادر كلينتون البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

ميدانيا

undefinedوعلى الصعيد الميداني استشهد فلسطيني في قطاع غزة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر في مستشفى الشفاء بمدينة غزة قولها إن الشهيد عبد الحميد أحمد الخرطي (32 عاما) -وهو ممرض يسكن في قرية المغراطة قرب مستوطنة نتساريم بجنوب غزة- استشهد في منزله جراء إصابته في صدره ورأسه وساقه بعدة عيارات نارية أطلقتها قوات الاحتلال.

وتجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال استهدفت هذه المنطقة منذ ليلة أمس، وأطلقت نيرانها على السكان، واقتحمت العديد من منازلهم ودمرت أثاثهم، واعتقلت عددا من السكان بحجة الرد على مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار على مستوطنة نتساريم اليهودية. وفي قرية حارس المحاذية لمفترق طرق جنوب غرب نابلس استشهد الشاب محمد أحمد صوف البالغ من العمر 27 عاما بعد أن أطلق مستوطنون النار عليه.

إعلان

وذكرت مصادر فلسطينية أن أربعة فلسطينيين أصيبوا بجراح من جراء قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قذائف في جنوب قطاع غزة. وتعرضت عدة منازل وموقع لقوى الأمن الفلسطينية لأضرار من جراء سقوط هذه القذائف .

وأفاد متحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلية أن فلسطينيين أطلقوا النار على حافلة وسيارة إسرائيليتين بالقرب من رام الله بالضفة الغربية دون أن يسفر الحادث عن إصابات، كما تعرضت سيارتان إسرائيليتان أخريان للنيران بالقرب من نابلس.

ومن ناحية أخرى أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس مسؤوليتها عن الإنفجارات التي هزت مدينة نتانيا شمال تل أبيب مطلع الشهر الحالي. وأدت الإنفجارات إلى إصابة عشرات الإسرائيليين بجراح.

فشل المحادثات الأمنية
في هذه الأثناء اتهم الفلسطينيون الإسرائيليين بإفشال محادثات التنسيق الأمني في القاهرة. وأفاد مصدر فلسطيني أن المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة بسبب تعنت الإسرائيليين وإصرارهم على استمرار فرض الحصار على الأراضي الفلسطينية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإسرائيليين مصممون على عدم وقف العدوان على الفلسطينيين ومستمرون في تطبيق ما يسمونه بالخطة الأمنية الصارمة على الأراضي الفلسطينية وقمع الفلسطينيين.

وأفاد مصدر أمني فلسطيني رفيع أن الوفد الفلسطيني عاد إلى غزة اليوم من القاهرة لإطلاع القيادة الفلسطينية على تفاصيل الاجتماع الأمني الرباعي الذي اختتم فجر اليوم في القاهرة. ويتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الفلسطيني الليلة اجتماعا برئاسة عرفات لبحث ما أسفر عنه الاجتماع.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الجانب الفلسطيني أصر في الاجتماع على رفع الحصار ووقف العدوان وعمليات الاغتيالات التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

 وفي السياق ذاته أعلنت متحدثة باسم السفارة الإسرائيلية في القاهرة أن الوفد الأمني الإسرائيلي الذي شارك في اجتماع أمنى مع الفلسطينيين برعاية أميركية ومصرية غادر القاهرة لإجراء مشاورات مع وزارة الدفاع.

إعلان

وعلم من مصادر فلسطينية أن اللقاء الأمني استمر حتى الخامسة صباحا، ولم تتوفر أي معلومات حول ما إذا كانت المحادثات ستنعقد من جديد أم لا، وعقد اللقاء وسط تكتم شديد في مكان سري بالعاصمة المصرية. وشارك فيه مدير وكالة الاستخبارات الأميركية جورج تينيت ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان.

كلينتون يكشف بنود خطته

undefinedوكان كلينتون حدد الخطوط العريضة لخطته بشأن التوصل لاتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بما يلي:

أولا: قيام دولة فلسطينية ذات سيادة تضع في الاعتبار متطلبات الأمن الإسرائيلي والحقائق السكانية. ويعني هذا سيادة فلسطينية على قطاع غزة ومعظم الضفة الغربية، وضم تجمعات المستوطنات لإسرائيل، مع تقليص أعداد المستوطنين في الأرض التي ستضم لفلسطين.

ثانيا: يجب التوصل إلى حل للاجئين الفلسطينيين بما يسمح لهم بالعودة إلى دولة فلسطينية، كما يجب أن يتمكن الآخرون الباحثون عن ديار جديدة سواء في موقعهم الحالي أو في دولة ثالثة من تحقيق رغبتهم بما يتماشى مع قرارات تلك الدول ذات السيادة، وهذا يسري على إسرائيل. ويجب أن يحصل كل اللاجئين على تعويضات من المجتمع الدولي عن الخسائر التي تكبدوها، ومساعدات لبناء حياتهم الجديدة.

ثالثا: ضمانات أمنية دائمة لإسرائيل، وهذا يجب ألا يأتي على حساب السيادة الفلسطينية، أو التدخل في وحدة وسلامة الأراضي الفلسطينية.

رابعا: قضية القدس:

– يجب أن تكون القدس مدينة مفتوحة غير مقسمة يتمتع فيها الجميع بحرية التنقل والعبادات، وأن تضم عاصمتي دولتي إسرائيل وفلسطين المعترف بهما دوليا.

– يجب أن يصبح كل ما هو عربي فلسطينيا، فلماذا تريد إسرائيل أن تحكم للأبد حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين؟

– يجب أن يصبح كل ما هو يهودي إسرائيليا، وهذا يسمح بقدس يهودية أكبر تنبض بالحياة أكثر من أي وقت في التاريخ.

إعلان

– ما هو مقدس بالنسبة للجانبين يتطلب رعاية خاصة لتلبية احتياجات الجميع. لن يدوم اتفاق سلام إذا لم يقم على الاحترام المتبادل للمعتقدات الدينية ومقدسات اليهود والمسلمين والمسيحيين.

وأخيرا يجب أن يضع أي اتفاق نهاية للصراع، وإلا لن يمكن لأي جانب اتخاذ هذه الحلول الوسط المؤلمة ليقع مرة أخرى تحت طائلة المزيد من المطالب.

المصدر : وكالات

إعلان