شارون يلجأ إلى السوق في حملته الانتخابية

قام المرشح اليميني لرئاسة الوزراء في إسرائيل إيريل شارون بنقل حملته الانتخابية إلى الأزقة الضيقة بسوق ماهاني يهودا في القدس الغربية حيث تجول في السوق وسط مؤيديه على المحلات التي كانت مزدحمة بالمتسوقين.
وهتف أنصار الجنرال البلغ من العمر 72 عاما والذي ارتفعت شعبيته في استطلاعات الرأي العام إلى 50% مقابل 22
و32 % لرئيس الوزراء الحالي إيهود باراك.
وقال رعنان جيسين المستشار السياسي لشارون "جرت العادة في إسرائيل على توجه الساسة الذين يريدون خوض انتخابات عامة للأسواق وهو ما يشبه عادة تقبيل الأطفال ومصافحة الناس في الدول الغربية والولايات المتحدة". وأضاف أن السوق غالبا ما يكون معبرا عن مشاعر الرأي العام واتجاه الريح في الانتخابات التي ستجري بعد أقل من شهر.
وقالت إحدى المتسوقات وهي ترى شارون " لقد سئمت من باراك بسبب ما يحدث الآن مع الفلسطينيين". وقدم أحد أصحاب المتاجر طبقا من السمك والزيتون لشارون عند وقوف هذا الأخير أمام متجره. وقال "شارون سيحقق الأمن لشعب إسرائيل فهو يعرف كيف يخاطب العرب".
ولكن بعض الناخبين غير مقتنعين بذلك فقد قالت ساريت ميلر وهي تمر تحت لافتات تدعو لانتخاب شارون "سياسات التيار اليميني لن تصل بنا إلى شيء ويد شارون مخضبة بكثير من الدماء.
وشق شارون طريقه وسط حراسة رجال الشرطة الذين اصطفوا على جانبي الطريق لإبعاد المتسوقين الذين كانوا هناك. وحمل أحد أنصار شارون كتابا يعرض سيرة حياة الجنرال الذي خطط لغزو لبنان عام 1982 بعنوان "المقاتل".
ويحمل الكثير من العرب مشاعر الكراهية لشارون بسبب ذلك الغزو والمذابح التي أعقبته خصوصا مذابح صبرا وشاتيلا التي قتل فيها المئات من الفلسطينيين على يد المليشيات المتحالفة مع إسرائيل. وأثبت تحقيق أجري في إسرائيل أن شارون مسؤول بشكل غير مباشر عن أعمال القتل التي جرت للفلسطينيين وهو الأمر الذي أرغمه على تقديم استقالته من منصب وزير الدفاع.
ويقول شارون إن هدفه يتركز الآن على تشكيل وحدة وطنية مع إيهود باراك في حال فوزه في الانتخابات القادمة. معتبرا أن ذلك سيكون أفضل طريق لمواجهة الانتفاضة الفلسطينية التي استشهد فيها المئات من الفلسطينيين.
وكانت الانتفاضة الفلسطينية قد اندلعت في أعقاب الزيارة التي قام بها شارون للحرم القدسي الشريف والتي اعتبرت استفزازا لمشاعر العرب والمسلمين. ويتعرض باراك لانتقادات عنيفة بسبب فشله في إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين أو تهدئة المواجهات المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.