خاتمي: عهد جديد في العلاقات مع الجزائر

عينت الجزائر أول سفير لها في طهران بعد قطيعة دامت ثماني سنوات، ووصف الرئيس الإيراني محمد خاتمي لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير عبد القادر حجار تبادل السفراء بين البلدين بالعهد الجديد في العلاقات بين البلدين.
وأكد خاتمي أن العلاقات بين البلدين ستتطور بسرعة في جميع المجالات خصوصا على الساحة الدولية بفضل الإرادة السياسية للعلاقات، مضيفا أن مستقبل العلاقات بين البلدين "واعدة" بسبب "الخبرة التي اكتسبها البلدان من الثورتين العظيمتين الجزائرية والإيرانية".
وأشار خاتمي إلى "الماضي الثوري" للسفير الجزائري الجديد، واعتبر هذا الاختيار بمثابة رغبة طيبة لدى المسؤولين الجزائريين في تطوير العلاقات بين البلدين.
يشار إلى أن السفير الجزائري الجديد كان ممن حارب المستعمر الفرنسي إبان حرب الاستقلال الجزائرية، كما أصيب أثناء نضاله بجروح وسجن لمدة خمس سنوات.
وقد شغل لفترة قصيرة جدا ولمدة خمسة أيام فقط مهام سفير الجزائر لدى إيران قبيل قطع العلاقات مع طهران في 1993، ومثل بلاده في كل من سوريا وليبيا.
وكانت الجزائر قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عام 1993 متهمة طهران بدعم الجماعات الإسلامية المسلحة الذين تحملهم السلطات الجزائرية مسؤولية أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ عام 1992.
وفي عام 1999 عقب انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر شهدت العلاقات بين البلدين تحسنا ملحوظا، ودعمت طهران سياسة المصالحة الوطنية التي انتهجها الرئيس الجزائري.
وقرر البلدان بدء تطبيع علاقاتهما في مطلع أيلول/سبتمبر من العام الماضي إثر لقاء بين الرئيسين الجزائري والإيراني في نيويورك على هامش قمة الألفية للأمم المتحدة.
وبدأت الدولتان تبادل السفراء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ عينت طهران محمد رضا موالي زاده وهو نائب سابق وعضو في التيار المحافظ سفيرا لها في الجزائر.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد دعمت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ولعبت دور الوسيط أثناء الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت من عام 1980 إلى عام 1988. كما يتبنى البلدان غالبا المواقف نفسها خصوصا ضمن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".