اجتماع التنسيق الأمني الفلسطيني الإسرائيلي يبدأ في القاهرة

وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت أنها نقلت نقاط تفتيش تابعة لها إلى مواقع أكثر عمقا داخل الضفة الغربية. وقال متحدث باسم قوات الاحتلال إن قواته نقلت عدة نقاط تفتيش لمسافات أعمق داخل الضفة الغربية. وبرر المتحدث هذا الإجراء لحماية المستوطنات الإسرائيلية من هجمات المسلحين الفلسطينيين.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قالت إن خمس نقاط تفتيش على الأقل نقلت الشهر الماضي، وإن بعضا منها نقل مسافة تقل عن كيلومتر واحد.
وأبدى الفلسطينيون قلقهم من نقل نقاط التفتيش وقالوا إنها قد تكون محاولة لنقل الخط الأخضر الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن هذه الخطوة قد تكون محاولة لتحريك الحدود الإسرائيلية، وأضاف أنه لا يعتقد أن بمقدور الإسرائيليين تغيير الحقائق على الأرض بنقل نقطة تفتيش هنا أو نقطة تفتيش هناك لتغيير الحدود خلسة.
ويتبادل المسلحون الفلسطينيون وجنود الاحتلال الهجمات على نقاط التماس منذ تفجر الانتفاضة الفلسطينية في التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي. وقد أدت المواجهات بين الجانبين إلى استشهاد نحو 350 فلسطينيا وإصابة آلاف آخرين بجروح.
انتهاكات إسرائيلية
من ناحية أخرى اتهمت منظمات حقوق إنسان عربية وإسرائيلية الشرطة الإسرائيلية بإطلاق ذخيرة حية على متظاهرين من عرب 1948 في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي. وقال تقرير مشترك صادر عن رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل، والمركز القانوني لحقوق الأقلية العربية، والرابطة العربية لحقوق الإنسان إن الشرطة الإسرائيلية أطلقت الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين حتى عندما لم تكن حياة رجال الشرطة مهددة بالخطر. وأضاف أن الشرطة "فشلت في حماية أرواح المدنيين". وقد قتل 13 عربيا خلال المظاهرات التي عمت عددا من المدن والقرى العربية في إسرائيل بعيد بدء الانتفاضة الفلسطينية الحالية في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
واتهم التقرير الحكومة الإسرائيلية باستعمال معايير مزدوجة في تعاملها مع المتظاهرين العرب واليهود. وأكد التقرير أن "رصاصة واحدة حية أو مطاطية لم تطلق على متظاهرين يهود".
تنسيق أمني
وفي تطور آخر بدأ الفلسطينيون والإسرائيليون في القاهرة محادثات أمنية على مستوى رفيع برعاية مصر والولايات المتحدة. ويشارك في اللقاء رئيس المخابرات المركزية الأميركية جورج تينت، ومسؤولون أمنيون مصريون. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم كشف النقاب عن هويته إن الاجتماع سيعقد في مكان سري وبعيد عن الإعلام, مشيرا إلى أن الهدف منه هو تنفيذ ترتيبات قمة شرم الشيخ.
وكان الفلسطينيون والإسرائيليون توصلوا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى اتفاق في منتجع شرم الشيخ برعاية كلينتون لوقف المواجهات واتخاذ تدابير متبادلة لخفض مستوى التوتر في الأراضي الفلسطينية.
ويضم الوفد الفلسطيني قائد الأمن الوقائي في غزة محمد دحلان ومدير المخابرات العامة أمين الهندي ورئيس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية جبريل الرجوب. أما الجانب الإسرائيلي فكان من المتوقع أن يرأسه أمنون شاحاك وزير النقل والسياحة الحالي ورئيس أركان أسبق للجيش الإسرائيلي. ويضم الوفد أيضا رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) إفراهام ديشتر، وكذلك شلومو ياناي أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي. لكن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية قال إن الجنرال شاحاك لن يحضر الاجتماع بدعوى أنه منشغل باجتماعات الحكومة الإسرائيلية. ويحضر الاجتماع أيضا مدير المخابرات المركزية الأميركية جورج تينيت.
وكان شاحاك قد صرح للإذاعة الإسرائيلية بأن الفلسطينيين والرئيس الأميركي كلينتون "متفقون مع الإسرائيليين على ضرورة عقد هذا الاجتماع لإنهاء العنف والهجمات" على حد تعبيره. لكنه ادعى عدم وجود جدوى من الاجتماع في حال استمرار الانتفاضة.
وكان البيت الأبيض أعلن الأسبوع الماضي في ختام قمة جمعت بين كلينتون وعرفات في واشنطن أن الرئيس الفلسطيني وافق على تكثيف جهوده لوضع حد "لأعمال العنف قدر المستطاع" واستئناف التعاون الأمني مع إسرائيل فورا.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذا السياق أن إسرائيل لن تبدأ أي مفاوضات مع الفلسطينيين قبل وضع حد لأعمال العنف. وقال إنه لا يظن أن بالإمكان إبرام اتفاق بين الجانبين قبل انتهاء ولاية كلينتون.
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني بعد عودته من عمان إنه مازال ينتظر التوضيحات التي طلبها من الإدارة الأميركية حول مقترحات كلينتون.
انتقادات فلسطينية حادة
واتهم وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط دينس روس بمحاولة الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات من أجل مصلحة كلينتون وإسرائيل. وقال إن روس يقوم بمحاولات للحصول على وثيقة من الفلسطينيين تحتوي على تنازلات عن حقوقهم في القدس والأماكن المقدسة وحق اللاجئين والسيادة على الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "لا أتوقع التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية"، ومن المقرر إجراء تلك الانتخابات في السادس من فبراير/شباط القادم، وأضاف عريقات "الفجوات بيننا شاسعة جدا حول قضايا بالغة الحساسية".
أما وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث فقد وصف المقترحات الأميركية حول القدس بأنها "خزعبلات"، وشدد على أن خطة السلام الأميركية غير واضحة بشأن مصير القدس، وأن الفلسطينيين لا يفهمون معنى سيادة على السطح وسيادة تحت الأرض التي وردت في المقترحات الأميركية. وقال شعث إن الفلسطينيين لن يوافقوا على اتفاق تحدد جميع نقاطه لاحقا.
عرفات يشاور عمان والرياض
من جانبه عقد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اجتماعا مع العاهل الأردني الملك عبد الله والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز في عمان.
وأطلع عرفات المسؤولين على الأفكار الأميركية تجاه عملية السلام وموقف الفلسطينيين منها. ويسعى الرئيس الفلسطيني للحصول على دعم عربي لموقفه المتحفظ على أفكار عرضها الرئيس الأميركي لإنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان عرفات قال أثناء زيارته لسلطنة عمان أمس إنه سيعمل مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جورج بوش من أجل التوصل إلى اتفاق سلام إذا تعذر التوصل لاتفاق خلال فترة رئاسة كلينتون التي تنتهي يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتدعو اقتراحات الرئيس الأميركي بين أمور أخرى إلى أن يتخلى الفلسطينيون عن حق عودة لاجئي حرب عام 1948 مقابل منح السلطة سيادة على الحرم القدسي وأجزاء من القدس الشرقية.