العراق يكذب أنباء عن إصابة صدام بجلطة دماغية
نفى العراق تقاريرا تفيد أن الرئيس صدام حسين أصيب بجلطة خلال مطلع الأسبوع وقال إنها من السخف بحيث لا تستحق الرد عليها. في الوقت الذي دعا فيه النجل الأكبر للرئيس العراقي إلى مزيد من التقدم باتجاه الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية وهاجم سوء أداء بعض الوزارات الحكومية.
وتناقلت بعض وسائل الإعلام في بريطانيا وألمانيا تقاريرا حول مزاعم للمعارضة العراقية التي تقيم في الخارج بأن صدام يمكث في العناية المركزة بعد إصابته بجلطة دماغية.
وقالت وكالة الأنباء العراقية أن صدام حسين رأس اجتماعا لمجلس الوزراء الأربعاء وهو أول اجتماع للمجلس في عام 2001. وأضافت الوكالة أن المجلس أشاد بشجاعة الشعب الفلسطيني في انتفاضته ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبثت الوكالة العراقية صورة للرئيس العراقي قالت إنها التقطت في اجتماع مجلس الوزراء. وقال سلام خطاب الناصري المدير العام لشعبة الإعلام في وزارة الثقافة والإعلام إن العالم كله رأى كيف وقف الرئيس صدام حسين أكثر من خمس ساعات لتحية وحدات الجيش العراقي خلال عرض نداء الأقصى.
وأضاف أن الرئيس أطلق أيضا أكثر من 140 طلقة بيد واحدة وهو أمر لا يقوى على فعله الكثير من الشبان وهذه النقطة وحدها كافية للرد على مثل هذه الأخبار السخيفة.
وشهد صدام الأحد ما يبدو أنه أكبر عرض عسكري يقام في بغداد منذ حرب الخليج عام 1991 محييا وحدات الجيش بطلقات من بندقية كان يحملها بيد واحدة.
وتضمن العرض العسكري الذي استمر أربع ساعات استعراضا لصواريخ (أرض–أرض) متطورة وصواريخ مضادة للطائرات وقطع مدفعية وأكثر من ألف دبابة روسية الصنع بالإضافة إلى وحدات من المشاة.
وحلقت تشكيلات للمقاتلات وطائرات الهليكوبتر الحربية فوق بغداد في الوقت الذي سارت فيه قوات تمثل كل أفرع الجيش العراقي بما في ذلك البحرية والمشاة والقوات الخاصة.
ولم تعلن تفاصيل حول عدد القوات أو الأسلحة المشاركة في عرض نداء الأقصى والذي استهدف إظهار التأييد للفلسطينيين في انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد دمرت العقوبات الفروضة على العراق منذ عشر سنوات البنية التحتية للعراق وتسببت في تدني مستوى معيشة مواطنيه.
انتقادات عدي
في غضون ذلك دعا عدي الابن الأكبر للرئيس العراقي صدام حسين إلى مزيد من التقدم باتجاه الديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية في العراق. وهاجم عدي الذي انتخب عضوا في البرلمان في مارس/آذار الماضي سوء أداء الوزارات الحكومية في ورقة قدمها للمجلس الوطني العراقي في أول ظهور له في 24 ديسمبر/كانون الأول.
واتهمت الورقة البرلمان بالإخفاق في الوصول إلى مستوى هيئة فاعلة مختلفة عن البرلمانات الأخرى. وأبدى عدي أسفه من أن مسيرة البرلمان الحالي فيها الكثير من النواقص معربا عن أمله في أن تستوفى لكي تخدم مسيرة العراق الديمقراطية.
ويرأس عدي عددا من المؤسسات الرياضية والإعلامية العراقية مثل اللجنة الأولمبية واتحاد الصحفيين ويملك صحيفة بابل أهم صحف العراق ويدير قناة تلفزيون الشباب. وفي الشهور الأخيرة أشارت وسائل الإعلام التي يمتلكها إلى حالات فساد وعدم كفاءة في عمل مؤسسات الحكومة.
ودعا عدي في البرلمان في جلسة 24 ديسمبر/كانون الأول إلى تطبيق نظام تعددية حزبية في العراق ولكن قال إن ذلك يستلزم الأخذ في الاعتبار الوضع الحالي للبلاد الواقعة تحت عقوبات قاسية تفرضها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن والده تحدث عن نظام التعددية الحزبية في العراق ولكن من الصعب تطبيقه بسبب الظروف التي تمر بها بلاده. وكان عدي فاز بمقعد في البرلمان في انتخابات جرت في 27 مارس/ آذار الماضي. وفاز معه أيضا كل مرشحي حزب البعث وعددهم 165 من أصل 220 مرشحا فازوا في الانتخابات. ويبلغ عدد مقاعد المجلس الوطني العراقي 250 مقعدا.
وبعد حرب الخليج عام 1991 تعهد الرئيس العراقي صدام حسين بإجراء تغييرات ديمقراطية بما في ذلك وضع دستور جديد واعتماد التعددية الحزبية وحرية الصحافة. ولكنه أكد مرارا لكبار مساعديه أنه لا مكان لديمقراطية على النمط الغربي في العراق.
وفي أكتوبر/تشرين الأول اصدر الرئيس العراقي تعليمات لدراسة احتمال تشكيل أحزاب سياسية جديدة وإنشاء مجلس للدولة ووضع دستور جديد. وقال عدي أن وزير الأوقاف والشؤون الدينية عبد المنعم أحمد صالح لا يتعاون في بناء المساجد في المناطق التي يقطنها شيعة ودعا للعدل في بناء المساجد والكنائس.
كما اتهم وزارة التربية بتعزيز الفروق بين الطبقات من خلال إنشاء أنواع جديدة من المدارس. وانتقد أيضا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإخفاقها في معالجة مشكلة هجرة العقول التي شهدها العراق بعد فرض الحظر.
وانتقد عدي أيضا وزارة التجارة متهما إياها باستيراد بضائع ذات نوعية رديئة في إطار برنامج النفط مقابل الغذاء.