لندن وواشنطن تحملان طرابلس المسؤولية والتعويضات

طالبت بريطانيا والولايات المتحدة ليبيا بتحمل المسؤولية الكاملة عن حادث تفجير طائرة خطوط بان أم الأميركية، وذلك عقب صدور حكم إدانة على أحد المتهمين الليبيين. وقالت الولايات المتحدة إن ملف القضية ما يزال مفتوحا.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن "الكرة الآن في ملعب ليبيا، والحكم الصادر بحق مواطنها يؤكد شكوكنا الطويلة بأن مسؤولين ليبيين حرضوا على تفجير الطائرة"، وأضاف "نتوقع من المسؤولين الليبين تحمل المسؤولية الكاملة ودفع التعويض الذي تقرره المحكمة".
وأعلنت الحكومة البريطانية أنها تنتظر من ليبيا دفع تعويضات بقيمة سبعمائة مليون دولار قبل رفع العقوبات نهائيا عن طرابلس.
ورحبت الولايات المتحدة الأميركية بحكم القضاة الأسكتلنديين، بيد أن مسؤولا قانونيا أكد أن القضية لم تقفل بعد. وقال القائم بأعمال النائب العام الأميركي بوب مولن إن التحقيقات ستستمر لتقديم أي متورط محتمل في ما وصفه بالعمل الإرهابي للمحاكمة.
وكانت محكمة أسكتلندية أدانت اليوم عبد الباسط المقرحي وهو أحد ليبيين متهمين بتفجير طائرة أميركية فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية، في حين برأت الأمين خليفة فحيمة من تفجير الطائرة وقررت إطلاق سراحه. وكانت الطائرة قد تحطمت فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988 وقتل ركابها الـ 270.
وطالب بيان صادر عن البيت الأبيض طرابلس بتحمل المسؤولية، وأضاف أن الإدانة لا تعني بالضرورة الرفع الفوري للعقوبات المفروضة على طرابلس. واعتبر البيت الأبيض الحكم نصراً لجهود المجتمع الدولي نتج عنه إدانة أحد أعضاء الاستخبارات الليبية، بحسب البيان.
وكانت الأمم المتحدة قد علقت العقوبات المفروضة على طرابلس عام 1999 بعد أن وافقت على تسليم مواطنيها للمحاكمة، غير أن واشنطن اعترضت على رفع تلك العقوبات نهائيا.
وأعربت ليبيا في أول رد فعل رسمي لها على الحكم عن احترامها لقرار القضاء الأسكتلندي والحكم الصادر عنه. وقال الأمين المساعد للشؤون الإعلامية باللجنة الشعبية للاتصال الخارجي حسونة الشاوش إن المتهم المدان أمامه فرصة كاملة للاستئناف.
لكن الشاوش أكد أن القضية بالنسبة لليبيا قد انتهت تماما، بغض النظر عن إدانة أحد المتهمين.
وقال اللورد ساذرلاند رئيس المحكمة التي انعقدت في هولندا إن الحكم بالنسبة للاثنين صدر بإجماع قضاة المحكمة الثلاثة بعد محاكمة استمرت تسعة أشهر.
وقضت المحكمة بحبس المقرحي مدى الحياة في أحد السجون الأسكتلندية، أما الأمين فحيمة فسيطلق سراحه. ومن حق الدفاع أن يستأنف الحكم الصادر بحق المقرحي في غضون أربعة عشر يوما.
أقارب الضحايا
وقد غصت قاعة المحكمة بعدد من أقارب الضحايا ومعظمهم من الولايات المتحدة الأميركية، وحضر المحاكمة أيضا أقرباء المتهمين. وحين النطق بالحكم سقط جيم سوير والد إحدى الضحايا والمتحدث باسم أقارب الضحايا البريطانيين داخل قاعة المحكمة وأغمي عليه لمدة 15 دقيقة.
وسوير طبيب بريطاني متقاعد في الرابعة والستين من عمره، وقد حضر جميع جلسات المحكمة تقريبا.
وقال سوير إن هناك أسئلة تبحث عن إجابات مثل من أمر بالحادث؟ ولماذا لم يجد الضحايا الحماية المفروضة؟ وأضاف أن أقارب الضحايا البريطانيين سيسعون إلى إجراء تحقيق عام حول الطريقة التي تعاملت بها الحكومة والمخابرات البريطانية مع قضية لوكربي.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن المقرحي وفحيمة كانا عضوين في المخابرات الليبية، عملا في شركة الخطوط الجوية الليبية في مطار لوقا بمالطا، وزرعا قنبلة في حقيبة نقلتها طائرة متجهة إلى فرانكفورت، ثم نقلت فيما بعد في مطار هيثرو بلندن إلى الطائرة المنكوبة أثناء رحلة لها إلى نيويورك. وحوكم المواطنان الليبيان أمام هيئة قضاة أسكتلندية في قاعدة كامب زايست العسكرية السابقة في هولندا.
وكانت ليبيا سلمت مواطنيها إلى القضاء الأسكتلندي بعد أن وافقت بريطانيا والولايات المتحدة على محاكمتهما في بلد محايد، ودون وجود محلفين.