دمشق: أول صحيفة خاصة منذ 38 عاما

أعلن رسام الكاريكاتور السوري البارز علي فرزات أن الحكومة سمحت له بإصدار صحيفة خاصة هي الأولى من نوعها منذ 38 عاما، في حين دان عدد من المثقفين العرب الاعتداء بالضرب الذي تعرض له الروائي السوري نبيل سليمان.
وتأتي الموافقة على إصدار الصحيفة في إطار التوجه القائم في سوريا نحو إطلاق المزيد من الحريات وهو ما وصفه المراقبون بأنه مؤشر على تقدم الإصلاحات السياسية. وقال فرزات إن قرار الحكومة السماح له بإصدار الصحيفة يأتي في إطار إعادة تفعيل قانون الإعلام لعام 1949 الذي يسمح بإصدار صحف خاصة.
وأوضح فرزات أن اسم الصحيفة سيكون الدومري (مشعل المصابيح) وستستخدم الأسلوب النقدي الساخر والكوميديا السوداء في بحث وانتقاد عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في سوريا والعالم العربي وعلى المستوى الدولي. وذكر أن الصحيفة ستقيم حوارا بين الناس وتوفر مساحة كبيرة من "حرية التعبير والآراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة".
وقال فرزات إن الصحيفة ستجري حوارا ديمقراطيا وستناقش القضايا والمشكلات في سوريا التي لم تناقش من قبل. وأضاف أن الحكومة تنظر في عدد من الإصدارات اقترحها ناشرون آخرون من القطاع الخاص.
ومعروف عن فرزات الذي حصل على عدة جوائز دولية لرسومه الكاريكاتورية على مدى 30 عاما انتقاده الشديد لكل أشكال الفساد في سوريا ومعروف عنه أيضا رسومه الجريئة حتى في ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد.
يشار إلى أن صاحب الصحيفة يتمتع بعلاقات وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي بدأ في إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية لتحديث بلاده، وذلك حتى قبل وفاة والده حافظ الأسد في يونيو/ حزيران.
والصحف السورية الحالية كلها صحف حكومية، إلا أن الحكومة سمحت في الشهر الماضي لأعضاء ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية بنشر صحفهم الخاصة.
وكانت قد أغلقت آخر صحيفة ساخرة عندما أحكم الجناح اليساري من حزب البعث السيطرة على البلاد عام 1963 وفرض الأحكام العرفية وجمد قانون النشر. وكان ينظر للأحكام العرفية بصورة كبيرة على أنها إجراء أمني نتيجة حالة عدم الاستقرار في المنطقة في ظل غياب السلام مع إسرائيل.
تفاعلات الاعتداء على روائي سوري
وفي سياق آخر استبعد الروائي والناقد السوري نبيل سليمان أن يكون الاعتداء الذي تعرض له بسبب "دوافع شخصية". وقال "أرجح أن يكون الاعتداء موجها إلى النشاط باتجاه التغيير ليكون رسالة لكل المثقفين النقديين". وأوضح أنه كان أحد الموقعين على الرسالة المفتوحة التي وجهت إلى الرئيس بشار الأسد للمطالبة بإقامة دولة القانون. وشارك في رسالة ثانية تطالب بإجراء انتخابات ديمقراطية.
وكان سليمان الذي افتتح في منزله "الندوة الثقافية" في اللاذقية على الساحل قد تعرض لاعتداء بالضرب من قبل شخصين مجهولين لدى عودته في ساعات الفجر الأولى إلى منزله حسبما ذكرت عائلته في بيان. وهذا الاعتداء هو الأول الذي يطال منظما لندوات نقاش والتي هي ظاهرة تلقى شعبية في سوريا منذ تولي بشار الأسد الرئاسة في يونيو/ حزيران 2000.