المعونات تتدفق على الهند وتخوف من انتشار الأوبئة

تضاءلت الآمال في إمكانية العثور على ناجين تحت أنقاض المباني المنهارة مع وصول الدفعة الأولى من عملية نقل جوي ضخمة لشحن مواد الإغاثة، في حين وجهت السلطات جهودها إلى منع عمليات النهب في ولاية غجرات الهندية التي ضربها الزلزال الجمعة الماضي.
ويزداد الوضع في منطقة الزلزال سوءا مع حاجة آلاف الأشخاص المشردين إلى مأوى، وتقارير تتحدث عن وقوع عمليات نهب.
وقد نشرت السلطات حراس أمن في جميع أنحاء ولاية غجرات وأقامت معسكرات للشرطة، كما ضاعفت من الدوريات للحد من عمليات النهب التي طالت العديد من المنازل والأحياء المنكوبة.
وتحدثت أنباء عن وقوع مشاجرات بين الناجين الغاضبين المطالبين بتوفير الماء والغذاء وقوات الحماية، وأشارت تقارير إلى وقوع أعمال سرقة في عدد من القرى الصغيرة.
تضاؤل الأمل
ورغم تواصل أعمال الإغاثة الدولية بحثا عن أحياء تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب الهند قبل ستة أيام، فإن أحد أفراد بعثة الإنقاذ البريطانية شكك في العثور على ناجين.
ومن الصعب تقدير الحصيلة النهائية لضحايا زلزال الهند العنيف الذي بلغت قوته 7,9 درجات على مقياس ريختر قبل أن تنهي فرق الإنقاذ عملها وسط الحطام. إلا أن التقديرات تتراوح بين 20 و100 ألف.
وتشارك فرق إنقاذ من بريطانيا وتركيا وروسيا وفرنسا مع القوات الهندية التي وصل عددها إلى 20 ألف جندي في عمليات الحفر وإزاحة الركام.
ومن بين البلدان التي أرسلت مساعدات باكستان التي تعتبر الخصم التقليدي للهند، فقد أرسلت طائرة محملة بالخيام والبطانيات إلى الولاية المنكوبة، كما أرسلت اليابان وسويسرا وغيرها معونات عاجلة.
وتمكنت فرق الإغاثة الثلاثاء من انتشال عدد من الناجين من تحت الأنقاض بينهم رضيع عمره سبعة أشهر يرقد في حجر أمه المتوفاة بعد أكثر من أربعة أيام من وقوع الزلزال، في حين مازالت آلاف الجثث مطمورة تحت الركام.
كما تم إنقاذ شاب في الرابعة والعشرين من عمره بينما كان راقدا على سريره في منزله الواقع في بلدة بهوج القريبة من مركز الزلزال بعد أربعة أيام ونصف اليوم دون ماء أو غذاء.
وفي بلدة أحمد آباد تم انتشال سيدة وابنها البالغ من العمر 14 شهرا من مبنى سكني مؤلف من أربعة طوابق.
وتمكن عمال إنقاذ اليوم من إخراج سيدة هندية في الخامسة والخمسين من عمرها من تحت الأنقاض، لكنهم اضطروا إلى بتر ساقيها وأحد ذراعيها تحسبا من تفاقم جروحها، وقد عثر على جثة ابنها البالغ من العمر خمسة وعشرين عاما إلى جوارها.
مخاوف انتشار الأوبئة
وبينما تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين، تسعى السلطات إلى تفادي انتشار الأوبئة باتخاذ إجراءات سريعة لدفن الجثث أو حرقها. وقد قللت منظمة الصحة العالمية من المخاوف من انتشار الأمراض المعدية.
ويفر عشرات الآلاف من مناطق الكوارث بحثا عن مناطق أكثر أمنا مع استمرار الهزات الارتدادية في المناطق المنكوبة. وقال خبراء رصد الزلازل إن عددها بلغ حتى الآن نحو ثلاثمائة تابع زلزالي منذ الجمعة الماضية.
وقالت الأنباء إن الآلاف من سكان مدينة أحمد آباد البالغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة فروا من المدينة خشية وقوع مزيد من الزلازل، بينما قضى آخرون ليلتهم الخامسة في العراء وسط جو شديد البرودة.
عمليات شحن جوية
من ناحية أخرى بدأت عملية نقل جوي ضخمة لشحن مواد الإغاثة في الوصول للمناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال في شمال غربي الهند. وناشد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المجتمع الدولي التبرع بنحو خمسة عشر مليون دولار لتوفير المساعدة العاجلة لآلاف الناجين.
وقد هبطت ثلاث طائرات شحن في بلدة بهوج القديمة، وقال المتحدث باسم الاتحاد إن الطائرات تحمل أكثر من مائة طن من الإمدادات التي تشمل مستشفى ميدانيا ومعدات لإعداد 130 ألف لتر من مياه الشرب الصالحة يوميا.
وتشكو فرق الإنقاذ من وجود نقص كبير في المواد والمستلزمات الصحية والأطباء، كما تزداد الحاجة لإمدادات عاجلة للماء والغذاء في الكثير من المناطق المتضررة.
وكان رئيس الوزراء الهندي أتال بهاري فاجباي قد ناشد المجتمع الدولي ببذل المزيد من المساعدات لإغاثة المنكوبين، وأعلن عن مساعدات تبلغ مائة وسبعة ملايين دولار أميركي لحكومة الولاية لمساعدة الضحايا. يذكر أن الهند طلبت مساعدات بقيمة مليار ونصف المليار من الخارج تعهد البنك الدولي بدفع خمسها فورا.