وزير الدفاع في أندونيسيا يحذر من انقلاب عسكري

حذر وزير الدفاع الإندونيسي اليوم من أن الجيش قد يستولي على السلطة إذا لم تنته الأزمة السياسية في جاكرتا، ويركز الساسة على إدارة شؤون البلاد، وذلك بعد يوم من مظاهرة طلابية كبرى ضد الرئيس عبد الرحمن واحد.
وقال وزير الدفاع الإندونيسي محمد محفوظ إنه لا توجد إشارات تدل على أن الجيش يفكر في انقلاب عسكري، إلا أنه قد يفكر في التدخل إذا ما بدا له أن السياسيين فقدوا السيطرة على زمام الأمور، و"لم يتمكنوا من إدارة شؤون البلاد".
وقال محفوظ بعد لقائه بالرئيس واحد "إن الجيش قد يتدخل إذا عمت الفوضى، لأنه لا يريد أن يرى البلاد تتفجر"، وأضاف أن العسكريين سيتدخلون في حالة حدوث أي انتهاكات للدستور من أي جهة.
وكان قرابة عشرة آلاف طالب تظاهروا أمس الاثنين ضد الرئيس واحد، وحاولت مجموعة منهم اختراق مبنى البرلمان، في الوقت الذي كانت فيه لجنة برلمانية تستعد لإعلان النتائج بشأن فضائح مالية يعتقد أن الرئيس الإندونيسي تورط فيها.
وقد ثارت مخاوف المراقبين السياسيين من أن صدور أي إدانة للرئيس، وعدم تقبل الإدارة السياسية للبلاد لها، قد تؤدي إلى حدوث مواجهات دموية بين السلطات ومؤيدي الرئيس واحد من جهة، والمعارضين من جهة أخرى.
الهدوء الحذر يسود جاكرتا
وساد الهدوء اليوم شوارع جاكرتا والمدن الرئيسية الأخرى، إلا أن التوقعات تشير إلى أن معارضي الرئيس واحد يعدون لتنظيم احتجاجات كبيرة يوم الخميس القادم، عندما يعلن البرلمان الإندونيسي النتائج التي توصلت إليها اللجنة الخاصة المكلفة بالتحقيق في القضية.
ومن الممكن أن يلجأ البرلمان إلى توبيخ الرئيس عبد الرحمن واحد إذا ثبتت مسؤوليته في القضية، إلا أنه من غير المتوقع أن يستخدم سلطاته، ويبدأ في رفع دعوى قضائية ضد الرئيس.
ورغم التماسك البادي على الرئيس واحد أمام الأزمة الأخيرة فإن المراقبين يرون أنه من المستبعد أن يصمد سياسيا حتى نهاية ولايته في العام 2004. كما حذرت صحيفة إندونيسية من اشتعال حرب سياسية قد تكون دموية، مشيرة إلى احتجاجات يوم الاثنين العنيفة، التي يمكن أن تتطور إلى صدامات دموية بين الأطراف السياسية المؤيدة والمعارضة.
يذكر أن الشرطة فرقت أمس بالغاز المسيل للدموع مظاهرة طلابية ضخمة، عندما حاول الطلبة اقتحام مبنى البرلمان للمطالبة بمحاسبة الرئيس واحد، وهدد الطلبة أثناء المظاهرة بمواصلة ضغوطهم لإرغام واحد على الاستقالة، إذا ما ثبتت إدانته بالتهم الموجهة له.
ويقول محللون إن مظاهرة الأمس دقت ناقوس الخطر في البلاد، إذ إن الرئيس واحد مازال يحتفظ بمؤيدين، قيل إنهم يخططون للخروج إلى شوارع جاكرتا لإعلان تأييدهم له، وهو أمر لا تخفي أجهزة الأمن الإندونيسية قلقها من تحوله إلى صدامات دموية مع معارضي الرئيس، كما أن نائبته ميغاواتي سوكارنو مازالت تقف إلى جانبه سياسيا، في مواجهة معارضيه في البرلمان.
غير أن استطلاعا للرأي العام في إندونيسيا أظهر أن الرئيس واحد يحظى بتأييد 12% من الإندونيسيين فقط.
يشار إلى أن الرئيس واحد يواجه فضيحتين ماليتين، تتعلق الأولى بقيام مقربين منه باستغلال اسمه لسرقة أكثر من أربعة ملايين دولار من الهيئة الحكومية للرقابة على السلع "البولوج"، كما تتعلق الثانية بقبول الرئيس واحد خارج القنوات الرسمية هبة قيمتها مليونا دولار من سلطان بروناي لمساعدة إقليم آتشه المضطرب، اعتبرها الرئيس هدية شخصية له.