استئناف محاكمة استرادا وسط أجواء متوترة

استأنف مجلس الشيوخ الفلبيني محاكمة الرئيس جوزيف استرادا المتهم بالفساد وتلقي رشاوى من نواد للقمار وسط إجراءات أمنية مشددة وجو متوتر بسبب سلسلة أعمال العنف والانفجارات الدموية التي اجتاحت البلاد في الأيام القليلة الماضية.
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في محيط مبنى مجلس الشيوخ، ونشر نحو مائتي جندي إضافي لحراسة بعض الأماكن الهامة في العاصمة الفلبينية، وحذرت السلطات من احتمال وقوع موجة جديدة من الانفجارات تستهدف نقاطا حساسة في البلاد مثل المراكز التجارية والمصارف والموانئ.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أعمال العنف, لكن قوات الأمن اتهمت المقاتلين المسلمين في جنوب البلاد وجماعات شيوعية متطرفة بالوقوف وراءها.
ومن ناحية أخرى منح هيلاريو دافيدي، رئيس المحكمة المكونة من 22 سيناتورا التي تنظر قضية استرادا منذ 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، محامي استرادا فرصة أخرى وطلب من الادعاء التثبت من مصدر الأموال والتأكد من أنها تعود فعلا للرئيس.
وقد رفض محامو الرئيس أمس طرح الأسئلة على نائبة رئيس بنك (إيكيتابل بي سي آي) كلاريسا أوكامبو الشاهد الرئيسي في المحاكمة بعد استجوابها من قبل الادعاء، معتبرين أنه ليس لشهادتها أي علاقة بالمحاكمة والاتهامات الموجهة ضد استرادا.
وكانت كلاريسا أوكامبو قد أضفت بعدا جديدا على القضية بعد أن تقدمت قبل شهر بشهادتها التي جاء فيها أنها رأت الرئيس الفلبيني يوقع باسم مزور على أوراق تتعلق بحساب دائن بقيمة 500 مليون بيزو (9,6 ملايين دولار).
وقد أعربت أوكامبو أخيرا عن مخاوفها من أن تكون حياتها في خطر في أعقاب الانفجارات الدموية التي هزت وسط العاصمة الفلبينية يوم السبت الماضي وأسفرت عن مصرع 15 شخصا وإصابة مائة آخرين بجروح.
وكانت المعارضة قد اتهمت فريق الرئيس بالوقوف وراء أحداث العنف الأخيرة وذلك من أجل وقف محاكمته, وإعلان تطبيق الأحكام العرفية.
لكن متحدثا باسم الرئيس الفلبيني نفى أن يكون لدى استرادا أي رغبة في إعلان الأحكام العرفية, وأكد أن الهدف من الانفجارات الأخيرة هو الضغط على الرئيس لحمله على الاستقالة. وأوضح أن المحاكمة ستستمر مع توقع صدور الحكم نهاية الشهر الجاري. ويتعين على الرئيس الفلبيني حال إدانته تقديم استقالته.
يشار إلى أن موجة العنف الأخيرة أدت إلى انهيار سعر صرف العملة الفلبينية أمس، وسجل سعر صرف البيزو أدنى مستوياته على الإطلاق حيث أصبح الدولار الواحد يعادل 52 بيزو. كما تراجعت أسعار الأسهم المالية بنسبة 3,1%.