الهند تتوقع مصرع100 ألف بسبب الزلزال

في غضون ذلك زار رئيس الوزراء الهندي أتال بهاري فاجبايي المناطق المنكوبة في ولاية كوجارت وخصوصا منطقة بهوج أكثر المناطق تضررا، وأعلن عن مساعدات تبلغ عشرة ملايين دولار أميركي لحكومة الولاية لمساعدة متضرري الزلزال.
من ناحية أخرى شرعت الهند بالبحث عن مصادر مالية لمواجهة آثار هذه الكارثة، فقد ذكرت الأنباء أنها تجري محادثات مع البنك الدولي ومؤسسات مالية أخرى للحصول على قرض بقيمة 1.5 مليار دولار. وقدرت مصادر اقتصادية هندية حجم الأضرار بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.
وقد انضمت فرق إنقاذ من بريطانيا وتركيا وروسيا وفرنسا إلى القوات الهندية في جهود الإغاثة. كما وصل إلى نيودلهي فريق طبي ياباني يضم 14 جراحا وممرضا سيقيم مستشفى ميدانيا بحجم عشرين سريرا في بلدة بهوج الغربية.
وكانت العديد من الدول بما فيها باكستان العدو التقليدي للهند قد سارعت إلى إرسال مساعدات عاجلة إلى الهند لإغاثة آلاف المنكوبين. وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن عون بقيمة خمسة ملايين دولار للهند التي شهدت أسواقها المالية تراجعا كبيرا، في انتظار معرفة الآثار الحقيقية للهزة الأرضية.
ويفر مئات السكان من مناطق الكوارث بحثا عن مناطق أكثر أمنا مع استمرار الهزات الارتدادية بضرب المناطق المنكوبة وقد صل عددها إلى نحو ثلاثمائة هزة ارتدادية منذ الجمعة الماضية.
وانتشلت فرق الإنقاذ أمس عجوزا هندية في التسعين من عمرها من تحت أنقاض منزلها المكون من ثلاثة طوابق في بلدة بهوج والذي دمره زلزال يوم الجمعة وهي على قيد الحياة. وقال جنود لجؤوا إلى التنقيب اليدوي للوصول إليها إن العجوز نجت لأنها كانت تحمي رأسها أسفل ماكينة خياطة وإنها ظلت طوال ثلاثة أيام تنادي إلى أن سمعها الجيران.
كما ذكرت صحيفة إنديان إكسبريس أن عروسين في شهر العسل تم انتشالهما من تحت الأنقاض بعد 36 ساعة من انهيار مبنى مكون من أربعة طوابق عليهما، وذكرت الصحيفة أن العروسين أخذا يتبادلان النكات ويسترجعان لحظات السعادة التي غمرتهما منذ زواجهما ليقطعا الوقت، كما أخذا بإلقاء الحجارة والصراخ ليلفتا انتباه عمال الإنقاذ.
في هذه الأثناء تدفق الآلاف من سكان العاصمة نيودلهي إلى مركز الصليب الأحمر الدولي للتبرع بالدم للمصابين الذين يتوقع أن يصل عددهم إلى حوالي مائتي ألف. وفي لفتة إنسانية أعلنت جبهة تحرير جامو وكشمير إحدى الفصائل الكشميرية المؤيدة للاستقلال عن الهند أنها ستتبرع بـ 47 لترا من الدماء لضحايا الزلزال.
وتقول المصادر إن أكثر من ستة آلاف شخص لقوا مصرعهم في مدينة بهوج التي تبعد عشرين كيلومترا عن مركز الزلزال واتي دمرت تماما حسب ما صرح به وزير الدفاع الهندي. وتسابق فرق الإنقاذ الزمن في وقت حذر المسؤولون فيه من مخاطر صحية كبيرة في حالة تعفن الجثث المطمورة تحت الأنقاض.
تدمير مواقع أثرية
قال خبراء آثار هنود إن الزلزال ساوى بالأرض عددا من النصب التاريخية والمعابد الأثرية وقلاع العصور الوسطى. كما دمر الزلزال متحفا بني قبل 113 عاما في بلدة بهوج، وظهرت شقوق في عشرات من المباني التاريخية في ولايتي كوجارت وراجستان.
وتكثر في ولاية كوجارت التي تضم حاليا ولاية كوتش القديمة آثار يرجع تاريخ بعضها إلى أكثر من خمسمائة عام. ويضم متحف بهوج مجموعة من القطع النادرة من بينها تمثال لبوذا من القرن السابع.
من جهة أخرى عزت الصحف الهندية الآثار المدمرة للزلزال إلى مخالفة الأسس السليمة في البناء، وقالت إن العدد الكبير من القتلى نجم عن انهيار المساكن التي شيدت بشكل مخالف للقانون. وانتقدت صحيفة إيكنوميك تايمز غياب أسس السلامة المتبعة في بناء المساكن، حيث يلجأ أصحاب العقارات إلى الغش والتحايل لزيادة عدد الطوابق دون مراعاة قواعد البناء. وقالت صحيفة أخرى إن المجمعات السكنية الجديدة التي بنيت على عجل لمقابلة الزيادة في طلب المساكن، تفتقر إلى أبسط إجراءات السلامة.
وفي هذه الأثناء أعلن عن استئناف العمل في ميناء كندلا الرئيسي رغم تعطل شبكة الاتصالات المركزية فيه. وكان هذا الميناء قد توقف عن العمل منذ الهزة بسبب مخاوف من تسرب نفطي فيه.
يذكر أن زلزالا بلغت قوته 8.5 درجة بمقياس ريختر ضرب ولاية آسام شمال شرق الهند عام 1950 راح ضحيته 532 شخصا، وضرب آخر زلزال كبير الهند في مارس/ آذار عام 1999 وبلغت قوته 6.8 درجة بمقياس ريختر مخلفا وراءه مائة قتيل وثلاثمائة جريح، وشعر به سكان مناطق شمالي الهند وغربي نيبال وجنوبي الصين. كما ضرب زلزال بلغت قوته 8.3 على مقياس ريختر ولاية كوجارت عام 1819 راح ضحيته نحو 2500 شخص.