بيان طابا: تقريب المواقف من القضايا الرئيسية

وقع انفجاران شديدان صباح اليوم في قطاع غزة قبيل مرور قافلة عسكرية قرب مستوطنة نتساريم. وجاء الانفجاران غداة إعلان إسرائيلي فلسطيني مشترك صدر مساء أمس في ختام سبعة أيام من المفاوضات بمنتجع طابا المصري.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله إن وحدة من سلاح الهندسة فجرت عبوتين ناسفتين قرب نتساريم أثناء قيامها بفتح طريق أمام قافلة عسكرية.
وجاءت هذه العملية بعد أن اختتم المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات في طابا دون التوصل لاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في السادس من فبراير/ شباط القادم. لكن الطرفين قالا إنهما حققا تقدما نحو تقريب وجهات النظر حيال أبرز القضايا المطروحة للنقاش.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك خطر السقوط في هذه الانتخابات، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم مرشح اليمين الإسرائيلي أرييل شارون عليه بفارق كبير.
بيان متفائل
” |
وأصدر المفاوضون في ختام محادثات طابا بيانا مشتركا قالوا فيه إنهم أقرب من أي وقت مضى لاتفاق، وإنهم يأملون بتجاوز الخلافات المتبقية بعد الانتخابات. وناقش المفاوضون أربع قضايا رئيسية في طابا هي مصير اللاجئين الفلسطينيين والحدود والأمن ومستقبل القدس. وكانت هذه النقاط الأربع هي العقبات الرئيسية التي حالت دون التوصل لاتفاق سلام نهائي أثناء قمة عقدت بين الجانبين في منتجع كامب ديفد الأميركي في يوليو/تموز الماضي.
وقال مسؤول فلسطيني إن الجانبين اتفقا على عدم إعلان نقاط الاتفاق التي تم التوصل إليها حتى يمكن للجانبين استئناف عملهما دون تدخل بعد الانتخابات. إلا أن عضوا في الوفد الفلسطيني قال إن تقدما أحرز بشأن الحدود، وإن الجانبين اتفقا على أن تبقى إسرائيل مسيطرة على 4% من الضفة الغربية في مناطق المستوطنات اليهودية "أرييل" شمالي الضفة الغربية و"غوش عتصيون" جنوبي الضفة. وأضاف أن المفاوضين ناقشوا أيضا إزالة ما يزيد قليلا عن 100 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية وغزة وترك نحو 25 مستوطنة في مكانها.
مساعدة باراك
ويقول مراقبون إن هذه التصريحات والمجاملة الواضحة أثناء المؤتمر الصحفي المشترك لرئيسي الوفدين وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع, تشير إلى أن الفلسطينيين قرروا أن يفعلوا كل ما في وسعهم لسد الطريق على شارون.
وعبر التأكيد على أن "التقدم" المحرز في طابا يلزم الطرفين, فذلك يعني أن أي مفاوضات مع حكومة محتملة يشكلها شارون يجب أن تنطلق على أساس نتائج هذه المفاوضات، رغم أن شارون كرر مرارا أن وعود باراك لا تلزمه.
وفي السياق نفسه هدد قريع ضمنا بتصعيد الانتفاضة الفلسطينية في حال رفض شارون استئناف المفاوضات على هذه الأسس عندما قال ردا على سؤال حول احتمال فوز شارون "مرحبا به إذا أراد مواصلة المفاوضات"، إلا إنه استدرك قائلا "لدينا وسائلنا لنواصل مقاومتنا الدبلوماسية والسياسية"، وأضاف "سنلجأ إلى كل الوسائل لتحقيق أهدافنا".
قمة في السويد
في غضون ذلك أعلن مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيلتقي إيهود باراك في السويد الأسبوع القادم. وقال مسؤول فلسطيني إن الاجتماع سيعقد يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين في ستوكهولم بإشراف الاتحاد الأوروبي. وتهدف قمة عرفات باراك إلى دفع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والبحث عن فرص للاتفاق على قضايا الوضع النهائي التي تمثل لب الصراع بين الطرفين.
وفي السياق نفسه دعا عرفات الاتحاد الأوروبي إلى المشاركة في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح أن الوقت موات لدور أوروبي، إذ إن الرئيس الأميركي الجديد جورج بوش بحاجة إلى وقت لترتيب أوضاع إدارته.
يذكر أن الدول العربية طالبت مرارا بدور أوروبي أكبر في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تحقيق التوازن. ويتهم عدد من الدول العربية الولايات المتحدة الأميركية بالانحياز لإسرائيل أثناء المفاوضات.