العراق يدعو لفحص الجنود العرب المشاركين في حرب الخليج

دعا العراق الدول العربية التي شاركت في حرب الخليج الثانية إلى القيام بإجراء فحص شامل على جنودها بعد الكشف عن آثار استخدام اليورانيوم المنضب في كل من العراق ويوغسلافيا، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن استعدادها لإرسال فريق من الخبراء للعراق للتحقق من آثار اليورانيوم المنضب.
وحثت صحيفة "العراق" الحكومات العربية على إيلاء موضوع الفحص الطبي الاهتمام الذي يستحقه كما فعلت الحكومات الأوروبية التي شاركت في حرب البلقان. وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تشمل الفحوص كل الذين ظهرت عليهم أعراض المرض والذين يمكن أن تظهر عليهم في المستقبل كأبنائهم، من أجل التخفيف من الأضرار الصحية التي لحقت بهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أولئك الأبناء أيضا.
وحذرت الصحيفة من التهاون في هذا الأمر باعتباره من الجرائم الإنسانية الكبرى، لأنه تهاون بحياة المواطنين وتفريط بسلامتهم على حد قولها.
ومن جهتها ذكرت صحيفة "الجمهورية" الرسمية في مقال لها أن عشرات الألوف من الجنود الفرنسيين والبريطانيين والأستراليين والكنديين إضافة إلى جنود سعوديين وكويتيين وغيرهم، يعانون من أعراض نتجت عن استخدام اليورانيوم المنضب في حرب الخليج عام 1991.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرياح الشمالية الغربية التي كانت تهب على منطقة العمليات العسكرية في جنوب العراق كانت تحمل غبار اليورانيوم الناجم عن القذائف والمعدات العسكرية الأميركية التي تم تدميرها في الحرب. وأضافت أن تلك الرياح كانت تهب باتجاه الأراضي السعودية وأراضي الكويت ودول الخليج العربي والأجزاء الغربية من إيران التي تطل على الخليج العربي، وهو ما يعني وصول آثار التلوث إلى تلك المناطق.
وفد من الأمم المتحدة إلى العراق
وفي السياق نفسه قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن منظمة الصحة العالمية ستقوم بإرسال فريق إلى العراق لدراسة الآثار الصحية لاستخدام اليورانيوم المنضب الذي استخدم في ذخائر حرب الخليج منذ عشرة أعوام.
وأعلن برنامج الأمم المتحدة للتنمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهما يدرسان طلبات تتعلق بإيفاد بعثات لتقصي الحقائق إلى العراق والبوسنة ويوغسلافيا لدراسة الموضوع. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فريد إيكهارد إن المنظمات الدولية الثلاث ستقوم بتنسيق نشاطاتها، ولكنه لم يحدد موعدا لإرسال فريق المنظمة التي يوجد مقرها في جنيف إلى العراق.
وأثار استخدام حلف شمال الأطلسي "الناتو" لذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب ضجة في أنحاء أوروبا حول مزاعم بأن بعض جنود حفظ السلام الذين يعملون في البوسنة وكوسوفو قد أصيبوا بسرطان الدم جراء تعرضهم لليورانيوم. ورفض الحلف الذي يضم 19 عضوا المزاعم التي تربط بين ذخائر اليورانيوم المنضب والإصابة بالسرطان، وأيدت هذا القول لجنة طارئة أنشأها الناتو وتضم خمسين دولة.
وتصر بغداد منذ سنوات على أن هناك علاقة بين اليورانيوم المنضب المستخدم في الأسلحة المضادة للدروع أثناء حرب الخليج وزيادة عدد العراقيين الذين يعانون من سرطان الدم وأنواع أخرى من السرطان. وقال وزير الصحة العراقي أوميد مدحت مبارك إن وفيات مرض السرطان ارتفعت بشدة منذ حرب الخليج عام 1991 التي أمطرت الأهداف العراقية بذخائر اليورانيوم المنضب المضادة للدبابات.
وتقدم وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف بطلب إلى الأمم المتحدة لإجراء تحقيق للتأكد من تأثر آلاف المدنيين العراقيين باليورانيوم المنضب. وقالت وزارة الصحة العراقية إن حالات الإصابة بالسرطان قد ارتفعت من 6555 عام 1989 إلى 10931 عام 1997 وخاصة في المناطق التي قصفت بقنابل قوات التحالف في حرب الخليج.