عنان يوصي بخفض القوات الدولية في لبنان
حث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لبنان على بسط سيطرته على أراضيه التي يستخدمها مقاتلو حزب الله في شن هجمات على إسرائيل وأوصى بخفض قوات الأمم المتحدة المتمركزة هناك.
وقال عنان في تقرير لمجلس الأمن الدولي إنه يجب تحويل القوة المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان تدريجيا إلى بعثة مراقبة تضم جنودا مسلحين ومراقبين غير مسلحين مع خفض قوامها من 5800 فرد إلى 4500.
وكان هذا هو مستوى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قبل أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان يوم 24 مايو/ أيار الماضي. وقال عنان إنه تردد في الدعوة إلى خفض حجم هذه القوة في السابق بسبب المواجهات التي تفجرت في الضفة الغربية وقطاع غزة بين إسرائيل والفلسطينيين يوم 28 سبتمبر/ ايلول الماضي.
ووصف عنان جنوب لبنان عموما بأنه "هادئ ويسوده النظام" بعد ثمانية أشهر من انسحاب إسرائيل إلى "الخط الأزرق" الذي حددته الأمم المتحدة على أنه يمثل الحدود الجنوبية للبنان.
لكنه قال إن "السلوك الطائش لمتظاهرين لبنانيين على الخط الأزرق مستمر ويتسبب أحيانا في ردود مفرطة الشدة من الجنود الإسرائيليين في الجانب الآخر ويؤدي إلى وقوع ضحايا وهو ما يجب تجنبه".
غير أنه قال إن "أشد باعث للقلق" هو سلسلة الهجمات التي شنت عبر الحدود في منطقة مزارع شبعا الواقعة أسفل هضبة الجولان السورية والتي احتلتها إسرائيل عام 1967. وقال إن لبنان قبل هذا الخط ثم غير رأيه وطالب باستعادة مزارع شبعا.
وقال عنان إن أفضل وسيلة لضمان الهدوء في المنطقة هو أن تلتزم جميع الأطراف بقرارات مجلس الأمن "وهذا يعني أن تبسط حكومة لبنان سلطتها بصورة فعالة وأن تحافظ على القانون والنظام في أنحاء أراضيها حتى الخط الذي حددته الأمم المتحدة".
ويسيطر حزب الله على منطقة الحدود الجنوبية في الجانب اللبناني، وبفضل عملياته المسلحة أمكن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتصر بيروت على أن الانسحاب الإسرائيلي غير كامل. وتطالب باستعادة مزارع شبعا وتقول إن لها الحق في استخدام جميع الوسائل ضد القوات الإسرائيلية التي تحتلها.
لكن الأمم المتحدة استثنت مزارع شبعا عند إعادة ترسيم الحدود كجزء من لبنان قائلة إن الخرائط التي عثرت عليها أظهرت أنها جزء من سوريا. وقالت إن هذا الأمر يمكن أن يصبح موضوع محادثات بين إسرائيل وسوريا ولبنان.
وقال عنان إنه يجب على بيروت أن تعيد النظر في موقفها من مزارع شبعا "في ضوء التزاماتها وقرارات مجلس الأمن". وقال إن هجمات حزب الله والعمليات الانتقامية الإسرائيلية في الأشهر الستة الماضية شكلت خمسة انتهاكات "خطيرة" للخط الأزرق.
وأضاف عنان أن القوات البرية الإسرائيلية ردت بعد عدة هجمات. وقال إن الانتهاكات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني التي استؤنفت بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي شنه حزب الله "استمرت بصورة شبه يومية".
وأوصى عنان بتمديد فترة عمل قوة الأمم المتحدة التي تنتهي مع نهاية يناير/ كانون الثاني الحالي لمدة ستة أشهر أخرى. وقال إن القوة بعد تخفيض قوامها ستكون كافية للحفاظ على وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق، لكنها لا يمكنها بالطبع أن تجبر الحكومة اللبنانية على اتخاذ الخطوة الأخيرة ونشر أفرادها حتى ذلك الخط.