بوش أدى القسم والشرطة الأميركية تضرب المتظاهرين

الرئيس الأميركي

undefined

أدى الرئيس الأميركي الثالث والأربعون جورج دبليو بوش اليمين الدستورية رئيسا جديدا للولايات المتحدة، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة في حفل تنصيب لرئيس أميركي. كما أدى ديك تشيني اليمين الدستورية نائبا للرئيس، وكان أداؤه لليمين سابقا لأداء بوش.

وقالت الشرطة الأميركية إنها ألقت القبض على عدد لم تحدده من المحتجين أثناء مظاهرات ضد تنصيب الرئيس جورج دبليو بوش الابن. وقال متحدث باسم شرطة واشنطن العاصمة "كانت هناك عمليات اعتقال، وما زالت هناك عمليات اعتقال تجري".

وألقت الشرطة القبض على محتجين على بعد عدة مبان من مسار موكب بوش إلى حفل التنصيب، حيث احتشد آلاف من المتظاهرين للاحتجاج على إدارة بوش وعدد من القضايا الأخرى. وقال عدد من المحتجين إنهم شاهدوا الشرطة تلقي القبض على حوالي 15 ناشطا، بينما زعموا أنها ضربت المتظاهرين بالهراوات. لكن الشرطة نفت استخدام الهراوات ضد أي متظاهر.

undefinedوركز بوش في كلمته أثناء حفل التنصيب على القيم المدنية والحضارية، ووعد الأميركيين بحكم حضاري شجاع. وأشاد بشعبه قائلا "إن ما فعلتموه يتسم بنفس القدر من الأهمية لأي عمل تقدم عليه الحكومة". وطالب الأميركيين بأن يدافعوا عن الإصلاحات المطلوبة.

وقال إن الانتقال السلمي للسلطة نادر في التاريخ الإنساني، ولكنه السائد حتى الآن في الولايات المتحدة. وشكر بوش سلفه كلينتون لما قدمه من خدمات للأمة، كما شكر آل غور على ما أبداه من منافسة شريفة انتهت بأسلوب حضاري.

إعلان

وعلى الصعيد الخارجي أعلن بوش أن "الولايات المتحدة ستحافظ على التزاماتها إزاء العالم". وقال "يجب أن لا يخطئ أعداء بلادنا وأعداء السلام، فالولايات المتحدة ستظل على التزامها إزاء العالم". وتابع "سنعارض استخدام أسلحة الدمار الشامل لنجنب القرن الجديد أي أهوال جديدة". وأضاف "سندافع عن حلفائنا ومصالحنا، وسنواجه العدوان وسوء النوايا بحزم وإصرار".

وقد دمعت عينا بوش منفعلا عندما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له بعد أداء اليمين. ولوحظ أن بوش لم يتطرق إلى المعركة القضائية التي انتهت به إلى البيت الأبيض في ظل شكوك بأحقية خصمه الديموقراطي آل غور بالرئاسة، لفوزه بالأغلبية الشعبية على نطاق الولايات المتحدة.

وغطت حبيبات الثلج المتساقطة سترة الرئيس الجديد وهو يلقي كلمته في الهواء الطلق في ساحة الكابيتل هيل، بينما تحدى الآلاف الأحوال الجوية القاسية، وتقاطروا لمشاهدة حفل التنصيب والعرض التقليدي الذي تلا الاحتفال. وشق هؤلاء طريقهم بصعوبة ليجدوا موطئ قدم لهم في الشوارع، في حين شددت إجراءات الأمن ونقاط التفتيش تحسبا لمواجهات بين المؤيدين والمعارضين من جماعات نظمت مظاهرات تزامنت مع حفل التنصيب.

وكان الرئيس الأميركي الجديد وصل إلى البيت الأبيض ترافقه قرينته قبل ساعات من حفل التنصيب، وانضم إلى الرئيس السابق بيل كلينتون قبل أن يتوجه الرجلان إلى مبنى الكونغرس ليؤدي بوش اليمين الدستورية، مع نائبه ديك تشيني.

صيحات استنكار
واستنكر آلاف المتظاهرين تنصيب الرئيس الجديد، ورفعوا لافتات تقول "تحية للسارق" تعبيرا عن الاحتجاج على توليه الرئاسة. واصطفت طوابير من المتظاهرين على الطريق الذي شقه موكب بوش إلى مبنى
undefinedالكونجرس لأداء اليمين. كما أطلق المتظاهرون صيحات استنكار مماثلة أثناء مرور السيارة الرئاسية التي أقلت بوش والرئيس السابق  بيل كلينتون. إلا أن أنصار الرئيس الجديد زاد عددهم، وتراجع عدد المتظاهرين المناوئين له مع اقتراب الموكب من الكونغرس.

ويبلغ بوش من العمر 54 عاما وهو نجل الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة. وقد انضم إلى جون آدامز سادس رئيس للولايات المتحدة بوصفهما الرجلين الوحيدين اللذين توليا الرئاسة بعد أن تولاها قبلهما والد كل منهما.

إعلان

ردود الفعل عالميا
وتلقى بوش التهاني من مختلف أنحاء العالم رغم وجود قلق أثاره استعداد بوش للمضي قدما في إقامة نظام دفاعي ضد الصواريخ، وتأييده لعقوبة الإعدام علاوة على قلة خبرته السياسية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني روبن كوك أن عهد بوش لن يؤدي إلى فتور في العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة رغم العلاقات الوثيقة التي سادت بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس السابق بيل كلينتون. وقال كوك "أميركا أقدم أصدقائنا وأوثق حلفائنا وأكبر شركائنا التجاريين، وسوف نظل موضع اعتمادهم وثقتهم في أوقات الشدة".

غير أن كوك أبدى بعض التردد تجاه عزم إدارة بوش على المضي قدما في إقامة نظام الدرع المضاد للصواريخ المثير للجدل. وقال "ليس من مصلحة الشعب البريطاني أن تشعر أميركا بانعدام الأمن عندما تواجهها تهديدات نود أن نشترك معا في معالجتها".

وأعربت الصحف في الهند واليابان ودول أخرى عن تحفظات تجاه سياسة بوش الخاصة بالدرع الصاروخي. ففي طوكيو قالت صحيفة أساهي شيمبون في افتتاحيتها إن النظام المقترح "ليس درعا بل رمح". وأضافت "إن علينا كشركاء لأميركا أن نوضح ذلك بجلاء".

أما الصحف الفرنسية فقد ركزت على الانتقادات التي توجه لبوش بسبب ضحالة خبرته السياسية. وقالت صحيفة ليبراسيون إن بوش يفتقر إلى خبرة والده. وفي باكستان أعربت بعض الصحف عن خشيتها من أن يفضل بوش الهند على باكستان. أما في تايوان فقد أعربت الصحف عن اعتقادها بأن بوش سيكون أشد حماسة من سلفه للدفاع عن تايوان، ومساعدتها عسكريا.

العرب يرحبون
أما على الصعيد العربي فقد كان أبرز رد فعل على قدوم بوش ورحيل كلينتون هو رد الفعل الفلسطيني حيث قال أكرم هنية المستشار المقرب من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن الفلسطينيين لن يذرفوا الدمع على رحيل أفراد طاقم السلام الأميركي الذين قال إنهم فشلوا بانحيازهم لإسرائيل في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.

إعلان

ودعا كل من  نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في تصريحات منفصلة الإدارة الأميركية الجديدة أن تنتهج سياسة "حيادية ومتوازنة" في الشرق الأوسط، في حين أعربت صحف الخليج العربي عن ترحيبها بالرئيس الجديد وانتقدت الإدارة السابقة.

المصدر : وكالات

إعلان