مساعدو بوش يتشددون مع روسيا والصين والعراق

وصل الرئيس الأميركي المنتخب جورج بوش إلى واشنطن أمس قادما من ولاية تكساس لعقد سلسلة لقاءات تمهيداً لحضور حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة بعد غد. ومن المقرر أن يتلقى بوش تقارير من المخابرات في بلير هاوس مقر الضيافة الرسمي الأميركي.
وقبل يومين فقط من تولي بوش مهامه رسميا أعرب مساعدوه عن تفاؤلهم بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول مسألة الدفاع الصاروخي، في حين شددوا من لهجتهم معها ومع الصين والعراق.
وأكدت مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندا ليزا رايس ونائبها ستيفن هادلي أن الإدارة القادمة ستبذل جهودا للتوصل إلى تفاهم مع روسيا حول برنامج الدفاع الصاروخي المثير للجدل. غير أنهما انتقدا ضمنيا معارضة الصين وروسيا للبرنامج الأميركي.
كما قالا أثناء حضورهما لمؤتمر نظمه المعهد الأميركي للسلام إن الولايات المتحدة ستسعى إلى تقوية الحصار الذي بدأ يتآكل ضد العراق، وأشارا إلى أن الإدارة ستنسق مع حلفائها في الناتو فيما يتعلق بإقليم البلقان. غير أن رايس اعترفت بعدم وجود صورة واضحة لديها عن كيفية التعامل مع الحكم الجديد في يوغسلافيا فيما يتعلق بمسألة تسليم مرتكبي جرائم الحرب إلى المحاكم الدولية.
باول يهاجم روسيا والصين
وأكد وزير الخارجية الأميركي المعين كولن باول من جانبه عزم الولايات المتحدة على المضي في مشروع الدرع المضاد للصواريخ, وتحدث بلهجة صارمة إزاء روسيا والصين، إذ قال في مداخلته أمام مجلس الشيوخ تمهيدا لتولي مهامه الجديدة إنه مع تطبيق مشروع الدرع المضاد للصواريخ لأن معاهدة الدفاع المضادة للصواريخ "إي بي أم" الموقعة مع روسيا في 1972 "لم تعد مناسبة في شكلها الحالي".
وانتقد باول روسيا متهما إياها بالتدخل في شؤون الجمهوريات السوفياتية السابقة لا سيما جورجيا, وحذر موسكو من أي محاولة للتوسع وقال "عليهم ألا يفكروا في إحياء الاتحاد السوفياتي السابق ولو بطريقة محدودة, فهذا لن يحسن علاقاتهم مع الغرب"، مضيفا أن "الضغوط" هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع روسيا. وقال باول إن العلاقات مع موسكو "يجب أن لا يمليها علينا الخوف".
وكان باول شديد اللهجة بشكل أكبر حيال الصين التي قال إنها "يجب أن تعامل بما تستحق"، وقال إنها "ليست شريكا استراتيجيا". وأضاف أن الصين ليست في نظره "خصما لا يمكن تجنبه أو ردعه"، مع تشديده على أنه سيحاول الإبقاء على علاقات جيدة مع الصين مع مساندة تايوان التي قال إن الولايات المتحدة "ستطالب" بكين بالتقارب سلميا معها.
الوجود العسكري في الخارج
من جهة أخرى ذكر باول أن الحكومة المقبلة تعتزم إعادة النظر في الوجود العسكري الأميركي في البوسنة والهرسك وكوسوفو وأن ذلك سيتم "بحذر كبير"، مضيفا أن ذلك سيتم بالتشاور الوثيق مع حلفائنا". وقد أثارت احتمالات انسحاب القوات الأميركية المبكر في الأشهر الأخيرة قلقا كبيرا لدى دول حلف شمال الأطلسي وتساؤلات حول السياسة التي ستنتهجها الإدارة الجديدة.
من جانب آخر بقيت الأجواء مشحونة في الكونغرس مع استمرار جلسات الاستماع لمناقشة ترشيح سيناتور ولاية ميسوري السابق جون أشكروفت لمنصب وزير العدل ليوم ثالث. يأتي ذلك في ظل إعلان قاض أسود -كان أشكروفت عرقل ترشيحه للمحكمة الاتحادية- استعداده للإدلاء بشهادته. وسيشرح هذا القاضي ملابسات ما يصفه بتدخل غير نزيه من جانب أشكروفت ضده عندما وصفه بأنه "مناصر للجريمة".
ومن جهته قلل بوش من شأن الجدل حول أشكروفت بعد تعهده بالعمل على تطبيق جميع قوانين الأمة بما في ذلك قرار المحكمة العليا الصادر في 1973 بإباحة الإجهاض. إلا أن أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ مازالت تساورهم الشكوك بشأنه.
ومن المنتظر أن يخوض اليوم أيضا عدد من مرشحي بوش لمناصب الداخلية والصحة والخدمات الإنسانية مواجهات داخل الكونغرس قبل إقرار ترشيحهم.