50 قتيلا في معارك سريلانكا

تواصل القتال بين القوات الحكومية ومتمردي حركة نمور التاميل لليوم الثاني على التوالي شمالي سريلانكا بينما وصل عدد القتلى بين الجانبين إلى خمسين شخصا، في وقت غادر فيه المبعوث النرويجي الخاص كولومبو بعد فشل محادثاته مع القيادة السريلانكية.
وقال مسؤولون عسكريون إن القتلى الخمسين في هذه المعارك التي تشهدها جزيرة جفنا يتقاسمه الجانبان بالتساوي، وأضافوا أن هناك ترتيبات تجرى لتسليم جثث قتلى المتمردين إلى الحركة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر رغم تواصل القتال.
وأكد الصليب الأحمر أنه تلقى الضوء الأخضر لنقل الجثث إلا أنه أشار إلى عدم وجود إحصائية دقيقة حتى الآن بعدد هؤلاء القتلى.
وقال المتمردون التاميل إن هذه المعارك الأخيرة تهدد من جديد الوساطة النرويجية المتعلقة بتحقيق السلام في سريلانكا.
وكانت القوات الحكومية استأنفت عملياتها في الآونة الأخيرة ضد المتمردين في جزيرة جفنا واستعادت منهم العديد من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها، وتسعى القوات السريلانكية لاستعادة معبر الفيل الاستراتيجي الذي سقط بأيدي التاميل في أبريل/نيسان من العام الماضي.
وجاءت المعارك الأخيرة وسط محاولات تقوم بها النرويج لاحتواء الموقف وإقناع الطرفين بالعودة إلى مائدة التفاوض لإنهاء هذا النزاع الذي أودى بحياة نحو ستين ألف شخص من الجانبين خلال العقدين الماضيين.
وكان المبعوث النرويجي الخاص إلى سريلانكا إيريك سولهيم قد غادر إلى بلاده بعد أن أخفقت محادثاته الأخيرة مع المسؤولين الحكوميين لوقف القتال وإحياء عملية السلام.
وعقد سولهيم قبل مغادرته سريلانكا اجتماعا مع الرئيسة شاندريكا كوماراتونغا التي أكدت موقف حكومتها الرافض للهدنة التي يطالب بها نمور التاميل حتى يتم عقد محادثات السلام.
وقالت حركة نمور التاميل إنها حذرت المبعوث الخاص من قبل بأن كولومبو تعد العدة "لمزيد من القتال". وحذرت عبر كبير مفاوضيها الموجود في لندن المبعوث الخاص بأن الهجوم الشامل الذي تعد له كولومبو سيؤدي إلى تصاعد حدة النزاع في الدولة وينسف مبادرات السلام الجارية.
وأضافت الحركة أنها سحبت قواتها الموجودة في عدد من المناطق المحيطة بمدينة جفنا الشهر الماضي لعدم تمكنها من تنسيق الأوضاع بين قواتها لوعورة المنطقة.
يشار إلى أن حركة نمور التاميل كانت أعلنت هدنة من جانب واحد لمدة شهر منذ أعياد الميلاد لم تستجب لها الحكومة، وقالت الحركة إن عملياتها الأخيرة كانت في إطار الدفاع عن النفس وليس نقضا منها للهدنة.