خاتمي يطالب الإيرانيين بالدفاع عن الحرية
ونوه خاتمي إلى أنه يجب أن لا ينتظر الشعب بطلا ليعمل من أجله. وقال "لا بد أن يؤكد شعب إيران على حقه في تقرير المصير، وحقه في الديموقراطية. لا بد أن تدافعوا عن حريتكم، التي هي مطلب للإنسانية كلها، والتي أعطتها لكم الثورة الإسلامية".
مساندة ألمانية
من ناحية أخرى أكدت ألمانيا تأييدها للرئيس خاتمي وأنصاره من الإصلاحيين، ونوهت بأنها ما زالت تتطلع إلى تحسين العلاقات مع إيران رغم التوترات الأخيرة في العلاقات بين البلدين.

وجاء في بيان نشره المكتب الإعلامي للحكومة إن مصلحة الحكومة الألمانية في تحسن العلاقات بين البلدين، وتأمل في أن "تنتصر القوى الإصلاحية للرئيس محمد خاتمي في الصراع الداخلي على السلطة". وأكدت رغبتها في ألا يواصل المحافظون هيمنتهم على خاتمي صاحب الاتجاه الإصلاحي.
في الوقت نفسه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حامد رضا آصفي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إن أي ربط بين محاكمة مواطنين إيرانيين والعلاقات الثنائية أمر غير مقبول وغير منطقي". ودعا المسؤولين الألمان إلى التعامل مع هذه المسألة بتعقل لتفادي تعريض العلاقات بين البلدين لأي توترات جديدة.
وكانت العلاقات بين البلدين قد توترت جراء الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإيرانيين الذين شاركوا بمؤتمر في برلين العام الماضي، اعتبرته إيران معاديا للإسلام والحكومة الإيرانية. وتم على إثرها استدعاء وزارة الخارجية الألمانية للسفير الإيراني في برلين واستيضاحه حول الأمر، مما أثار المخاوف من تجدد التوتر بين الدولتين اللتين تحسنت العلاقات بينهما في وقت قريب. وعبرت ألمانيا للسفير الإيراني لديها عن "قلقها العميق" تجاه الأحكام الصادرة بحق الإيرانيين المشاركين في المؤتمر.
يذكر أن العلاقات الإيرانية الألمانية ساءت إبان حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق التي وقعت بين عامي 1980 و1988 بسبب بيع ألمانيا السلاح لبغداد. كما اتهم القضاء الألماني القيادة الإيرانية بتورطها في حوادث اغتيال معارضين أكراد في برلين عام 1992.
شقيق خاتمي يندد بالأحكام
في غضون ذلك ندد محمد رضا خاتمي نائب رئيس مجلس الشورى والزعيم الإصلاحي بما أسماه "الطابع السياسي" للأحكام التي أصدرها القضاء الإيراني بحق المثقفين المشاركين بالمؤتمر.
وكان القضاء الإيراني قد أصدر أحكاما بالسجن بحق عدد من المشاركين في مؤتمر نظمته مؤسسة هاينريتش بويل المقربة من حزب الخضر الألماني ببرلين في أبريل/ نيسان العام الماضي، لمناقشة المستقبل السياسي الإيراني، بعد أن اتهمت محكمة الثورة في طهران المؤتمر بأنه ضد الإسلام، وأنه كان يخطط للإطاحة بالحكومة الإيرانية. وقد حكم على الصحفي الإصلاحي أكبر غانجي بالسجن عشر سنوات والنفي خمس سنوات.
وأكد المراقبون تنامي شعبية خاتمي، وأن عدم خوضه في الانتخابات يمكن أن يثير قلاقل في إيران. ويرى المراقبون أن خاتمي وجد أن إصلاحاته خلال أول عامين له في السلطة لم يكتب لها النجاح تقريبا بسبب حملة المحافظين ضدها منذ عام، في حين يعتبر الإصلاحيون أنه ما زال بطلا لم يتراجع إلا قليلا، وساعد على تحقيق انفتاح وحريات أكبر في إيران.