السلطة الفلسطينية تمهل العملاء 45 يوما لتسليم أنفسهم

أمهلت السلطة الفلسطينية المشتبه بتعاونهم مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدة 45 يوما لتسليم أنفسهم لها، كي يستفيدوا من عفو أعلنه وزير العدل الفلسطيني. واستشهد فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في حين قتل ملثمون فلسطينيا يشتبه في تعاونه مع إسرائيل.
وحثت السلطة الفلسطينية من يشتبه بتعاونه مع أجهزة الأمن الإسرائيلية على تسليم أنفسهم خلال 45 يوما، والكشف عن علاقتهم بقوات الاحتلال كي يستفيدوا من عفو عنهم.
وحث وزير العدل الفلسطيني فريح أبو مدين المشتبه بعمالتهم على انتهاز هذه المهلة التي بدأت من 13 يناير/كانون الثاني الحالي، وطالبهم بأن "يتوجهوا من تلقاء أنفسهم للسلطة الفلسطينيية وإلا فإنهم سيواجهون العقوبة القانونية".
وأعدمت السلطة الفلسطينية يوم السبت فلسطينيين بعد أن أدانتهم محكمة فلسطينية بتزويد قوات الاحتلال بمعلومات مكنتها من اغتيال نشطاء فلسطينيين بارزين.
وقال أبو مدين إن سبعة فلسطينيين وصفهم بأنهم جواسيس سلموا أنفسهم للسلطة الفلسطينية في اليومين الماضيين. وأضاف "لن تكون هناك مشكلة في العفو عمن يسلم نفسه، ويقدم اعترافات كاملة معربا عن توبته، ويكشف كل المعلومات التي يعرفها بصراحة وبدقة".
ودافع وزير العدل عن إعدام متعاونين يوم السبت قائلا إن الاثنين "يستحقان الموت، لأنهما كانا أداة في يد إسرائيل لقتل فلسطينيين آخرين".
وقال إن إسرائيل استخدمت المتعاونين الفلسطينيين لتعقب عناصر بارزة من الجماعات الفلسطينيية، وإنها استغلتهم حتى الآن في اغتيال أكثر من 18 من النشطين في غزة والضفة الغربية. وتابع قائلا إنه "يتعين على الجانب الفلسطيني الرد بكل السبل المتاحة".
من جانبه دافع المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية فيصل الحسيني عن الحملة الفلسطينية ضد العملاء، وقال "إن لمحاكم الأمن الفلسطينية أسبابها لإصدار عقوبات الإعدام".
وأضاف "حين يقدم شخص ما معلومات للإسرائيليين لقتل أحد مسؤولينا بدون إمهاله حتى دقيقة واحدة للدفاع عن نفسه, يكون من الصعب توجيه انتقادات إلينا حين نلجأ إلى المحاكم العسكرية".
لكن الحسيني دعا الفلسطينيين إلى "عدم أخذ حقهم بيدهم". وقال في لقاء مع عناصر من حركة فتح في القدس "ليس هناك سوى مؤسسة واحدة مخولة باتخاذ هذه القرارات وتطبيقها" في إشارة للسلطة الفلسطينية، وأضاف أن "أي تصرف مخالف تقوم به مجموعة أو شخص سيخضع لمساءلة القضاء".
مواجهات واستشهاد فلسطيني
من ناحية أخرى، قالت مصادر طبية إن فلسطينيا استشهد اليوم الاثنين برصاص الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات وقعت في قرية سالم قرب نابلس بشمال الضفة الغربية. وأوضح المصدر نفسه أن ماضي إشتية (24 عاما) أردته رصاصة حية في الصدر. وقال شهود ومصادر عسكرية إن الشهيد كان في عداد مجموعة من المتظاهرين، كانت ترشق بالحجارة الجنود الإسرائيليين المكلفين بمراقبة حظر التجول المفروض في قرية سالم.
وفرض حظر التجول بعد أن أصيب مستوطن بجروح طفيفة في يده صباحا بطلقات مصدرها قرية سالم.
وأغلقت قوات الاحتلال قطاع غزة بعد العثور على مستوطن يهودي مقتولا بالرصاص. وفي وقت لاحق أضرم مستوطنون يهود النار في منازل وحقول ومزارع فلسطينية في قطاع غزة، ردا على مصرع المستوطن.
وأغلق جنود الاحتلال مطار غزة الدولي بعد العثور على الجثة. وقالت الشرطة الفلسطينية إن قوات الاحتلال وضعت متاريس خرسانية، ونشرت دباباتها على طول الطرق الرئيسية في القطاع، وسدت مداخل مدينة غزة، وقسمت بذلك المنطقة إلى أربعة أجزاء معزولة.
وقال شهود إن معبر المنطار التجاري بين إسرائيل وغزة أغلق. كما أعلن مسؤولون مصريون أن إسرائيل أغلقت معبر رفح الحدودي، وهو المعبر الرئيسي بين مصر وغزة.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بالانتقام من مقتل المستوطن مدعيا أنه لن يمر دون عقاب. وقال في بيان صادر عنه "لن يفلت المجرمون. إسرائيل ستصل إليهم وستعاقبهم مثلما عوقب آخرون على هجمات نفذت في الماضي ضد مدنيين وجنود اسرائيليين". واعتبر باراك السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن مقتل المستوطن.
وتراجعت حدة المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولكن قوات الاحتلال قالت إن معارك بالأسلحة النارية اندلعت خلال الليل في الضفة الغربية وقطاع غزة بما في ذلك مناطق خاضعة جزئيا لسيطرة السلطة الفلسطينية.
ووقع مزيد من الاشتباكات اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأصيب سبعة فلسطينيين على الأقل في مظاهرات رشقت خلالها الحجارة بالقرب من معبر المنطار بقطاع غزة. وفتح مسلحون فلسطينيون النار على قافلة إسرائيلية قرب مستوطنة ألون موريه اليهودية في الضفة الغربية. وأصيب إسرائيلي إصابة طفيفة. وقال شهود إن القوات الإسرائيلية طوقت في وقت لاحق منزلا قريبا من نابلس وفتحت عليه النيران لاعتقادها بوجود مسلحين داخله.
تأجيل لقاء مشترك
من ناحيته نفى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات وجود اتفاق على عقد اللقاء السياسي الإسرائيلي الفلسطيني حول التسوية السلمية الثلاثاء بدلا من الاثنين. وقال عريقات "لا يوجد أي ترتيب ولا موعد جديد لعقد لقاء فلسطيني إسرائيلي بدل اللقاء الذي كان مقررا اليوم (الاثنين) وألغته إسرائيل".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد ذكرت أن اللقاء تأجل إلى الثلاثاء. وأضافت الإذاعة أن لقاء اليوم "تأجل بعد العثور على مستوطن يهودي مقتولا في قطاع غزة".
وقالت الإذاعة إن المفاوضات ستستأنف غدا بمشاركة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع (أبو العلاء) ووزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي.
ويفترض أن يبحث اللقاء في مقترحات السلام التي قدمها الرئيس الأميركي بيل كلينتون.
وكان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع صرح أن الجانب الإسرائيلي ألغى الاجتماع التفاوضي المقرر اليوم بمشاركة أعضاء الوفدين المفاوضين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف قريع "لقد ألغوا الاجتماع رغم ضيق الوقت ونحن نعتبر هذا تهربا إسرائيليا من المفاوضات وعملية السلام، ونحمل الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا التهرب والمماطلة".
من جهة أخرى, قالت مصادر رسمية إسرائيلية إن لقاء ثانيا مقررا اليوم بين مسؤولين في أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية ألغي حتى إشعار آخر. وكان نائب وزير الدفاع اأفراييم سنيه سيمثل الجانب الإسرائيلي في اللقاء.
فلسطينية تقاضي باراك
وأفادت مصادر قضائية إسرائيلية أن المحكمة العليا التي رفعت أرملة ثابت ثابت المسؤول الفلسطيني الذي اغتيل مؤخرا في طولكرم شكوى أمامها, طلبت من السلطات الإسرائيلية تقديم تفسيرات بشأن تصفية ناشطين فلسطينيين.
فقد أمرت المحكمة وزارة الدفاع الإسرائيلية بالرد على استفساراتها بحلول 30 كانون الثاني/يناير حسب ما أعلنت محامية أرملة ثابت ثابت لوكالة الصحافة الفرنسية. وأكدت الوزارة هذا الطلب موضحة أنها ستقدم التبريرات المطلوبة قبل 30 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وكانت أرملة ثابت ثابت رفعت في التاسع من الشهر الجاري شكوى أمام المحكمة العليا ضد السياسة التي تنتهجها الدولة العبرية، وتهدف إلى تصفية ناشطين فلسطينيين شاركوا في الانتفاضة.
ويؤكد الفلسطينيون ووسائل الإعلام الإسرائيلية أن ثابت ثابت قتل بعدة رصاصات في الصدر أطلقها جنود الاحتلال في 31 ديسمبر/ كانون الأول. وكان ثابت أمين سر حركة فتح في طولكرم في الضفة الغربية والمدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية.