محكمة جرائم الحرب تحقق باستخدام الناتو لليورانيوم المنضب

أعلنت مسؤولة في محكمة جرائم الحرب اليوم أن المحكمة قد تفتح تحقيقا في استخدام حلف شمال الأطلسي (الناتو) لذخيرة اليورانيوم المنضب، التي يعتقد أنها كانت السبب في إصابة العديد من الجنود والمدنيين بمرض سرطان الدم.
وقالت كارلا ديل بونتي كبيرة القضاة في المحكمة إن الحقائق الجديدة التي ظهرت قد تقود المحكمة إلى فتح تحقيق بالقضية.
ويأتي تصريح ديل بونتي بعد تزايد المخاوف من أن التعرض لذخيرة اليورانيوم المنضب ربما كانت السبب في إصابة العديد من الجنود الذين خدموا في البلقان بسرطان الدم.
ويصر حلف الناتو والولايات المتحدة التي استخدمت أيضا اليورانيوم المنضب في حرب الخليج عام 1991 على عدم وجود دليل يربط بين ارتفاع نسبة السرطان واستخدام الجنود لهذه القذائف.
وأعلنت بريطانيا اليوم أنها توصلت إلى أن هناك مخاطر محدودة مرتبطة بذخيرة اليورانيوم المنضب، لكنها أصرت على عدم وجود صلة بين الذخيرة والمرض.
وكانت إيطاليا قد طالبت حلف الأطلسي بالتحقيق في وفاة سبعة من جنودها الذين عملوا في البلقان بمرض سرطان الدم. وتبعت روما بعد ذلك دول أوروبية أخرى أصيب عدد من جنودها بنفس الأعراض.
وبدأت عدة دول أوروبية تحقيقا للكشف عن المخاطر الصحية لليورانيوم المنضب.
وأنشأ الاتحاد الأوروبي مجموعة عمل تتألف من عدد من الخبراء يتوقع أن تنهي عملها الشهر القادم.
وقالت ديل بونتي إن المحكمة ستنتظر نتائج التحقيقات العلمية التي يجريها الاتحاد الأوروبي والبلدان الأعضاء الأخرى.
وأضافت أنه إذا كانت هذه النتائج تربط بصورة مباشرة استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب بالمشاكل الصحية التي يعاني منها الجنود والمدنيون فإن المحكمة ستفتح تحقيقا في الأمر.
ويقول العديد من العلماء والأطباء وجمعيات المحاربين القدامى إن اليورانيوم المنضب هو السبب في المشاكل الصحية الخطيرة التي يعاني منها الجنود الذين عملوا في الخليج والبلقان.
وقال الطبيب اليوغسلافي زوران ستانوفيتش إن حوالي 400 من صرب البوسنة توفوا جراء إصابتهم بأنواع مختلفة من السرطان نتيجة قصف حلف الناتو لمناطقهم بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب عام 1994.
لكن منظمة الصحة العالمية وخبراء آخرين يقولون إنهم لا يعتقدون أن التعرض لليورانيوم المنضب هو السبب في إصابة الجنود الذين عملوا في البلقان بسرطان الدم.