مواجهات في الخليل احتجاجا على مواصلة المفاوضات

undefined
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا في مدينة الخليل، وأصاب آخرين في مواجهات اندلعت بعد تظاهرات فلسطينية جابت المدينة داعية إلى مواصلة الانتفاضة، عقب الاتفاق على مواصلة مفاوضات السلام التي استؤنفت أمس.

وقال شهود عيان إن شاكر حسونة قتل بالرصاص في معركة بالأسلحة، بعد أن ألقيت قنبلة يدوية على جنود إسرائيليين في المدينة. وأوضح الشهود أن الجنود الإسرائيليين دخلوا مطعما وقتلوا الفلسطيني داخله، ثم جروا جثته إلى الخارج.

undefined

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجنود فتحوا النار بعد أن ألقيت قنبلة يدوية عليهم في مدينة الخليل. وأضاف المتحدث أن أحد الفلسطينيين قتل، وادعى أنه كان يحمل مسدسا.

ووقعت هذه المواجهات أثناء تظاهرات نظمها فلسطينيون في الخليل جنوبي الضفة الغربية، كانوا على وشك استئناف التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وعلى العودة إلى طاولة المفاوضات بين الجانبين.

من ناحية ثانية تواصلت محاولات تخفيف الاحتقان على الأرض، إذ رفعت إسرائيل الحظر المفروض على مطار غزة منذ أسبوعين بشكل جزئي، من الساعة العاشرة صباحا وحتى الرابعة مساء.

 وطالب مدير المطار العقيد سليمان أبو حليب إسرائيل برفع الحظر والإغلاق المفروض على المطار كليا، لأنه يعتبر انتهاكا خطيرا للاتفاق الذي يقضي بتشغيل المطار على مدار الأربع والعشرين ساعة.

إعلان

ويأتي فتح المطار بعد أن وافقت إسرائيل على فتح المعابر البرية بين قطاع غزة ومصر، وبين الضفة الغربية والأردن من ناحية ثانية.

وكانت إسرائيل قد فرضت حصارا داخليا وخارجيا على المناطق المحتلة في إطار محاولاتها لقمع الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني.

المفاوضات تستأنف غدا
وجاء تجدد المواجهات الميدانية بعد ساعات من تأكيد مسؤولين فلسطينيين أن المفاوضات ستستأنف مساء غد بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي. وأعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أن القيادة الفلسطينية تدرس ما تم التوصل إليه في الاجتماع السياسي الأمني الفلسطيني الإسرائيلي الذي عقد الليلة الماضية وانتهى فجر اليوم.

كما أعلن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات أن الفلسطينيين والإسرائيليين سيواصلون مفاوضات السلام مساء غد، لكنه قال إن "الهوة واسعة بين الجانبين". وكان المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون أنهوا صباح الجمعة اجتماعا عند معبر إيريز, باتفاق الطرفين على عقد يومين إضافيين من المحادثات. وتمحور الاجتماع على اقتراحات الرئيس الأميركي بيل كلينتون الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين.

undefinedمن جانب آخر استبعد أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك إمكانية التوصل لاتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الفترة المتبقية من حكم الرئيس بيل كلينتون، وقال إنه يتوقع أن يتراجع الاهتمام الأميركي بملف سلام الشرق الأوسط في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، مما يفسح المجال أمام أدوار أكبر للأطراف الأخرى.

وأعرب الباز عن اعتقاده أن السلام لن يشكل أولوية كبرى لدى الإدارة الأميركية القادمة، وقال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن تراجع مشاركة الولايات المتحدة في عهد جورج بوش يمكن أن يفتح الباب أمام مشاركة أكبر من جانب أطراف أخرى ولاسيما مصر.

إعلان

وتأتي تصريحات الباز بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي بيل كلينتون أن الوقت المتبقي من ولايته قد لا يسمح بإنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

كلينتون يترك الملف لبوش
undefinedوكان الرئيس كلينتون قال إن من المرجح أن يترك مهمة إنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإدارة بوش القادمة. وقال في مقابلة على متن طائرة الرئاسة إنه على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه بين الفلسطينيين والإسرائيليين فإنه غير واثق من إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل العشرين من يناير/كانون الثاني الجاري، وهو الموعد المحدد لانتهاء ولايته.

وقال كلينتون "مهما يحدث ستكون (مهمة إنجاز اتفاق) مسؤولية الإدارة الأميركية المقبلة والفائز في الانتخابات الإسرائيلية أيا كان"، وأشار إلى أن الاحتمالات لا تؤيد التوصل إلى أي اتفاق حقيقي بين الجانبين في الأيام الثمانية المتبقية له في البيت الأبيض.

اجتماع فلسطيني-إسرائيلي
وكان مفاوضون فلسطينيون برئاسة رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع عقدوا اجتماعا مع ممثلين إسرائيليين برئاسة وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي.

و قال مستشار بارز لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك إن المحادثات مع الفلسطينيين انتهت دون تحقيق تقدم يمهد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق بين الجانبين. لكن مسؤولا فلسطينيا قال إن الجانبين وافقا على استمرار المفاوضات بينهما، في محاولة للاتفاق على أفكار كلينتون للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الجانبين.

وأبلغ مستشار باراك السياسي داني ياتوم الإذاعة العسكرية الإسرائيلية بعد جلسة مباحثات استمرت أكثر من ساعتين قرب حاجز إيريز العسكري شمال قطاع غزة أن المحادثات لم تفلح في تحقيق انفراج، وأضاف "مازالت توجد خلافات كبيرة".

لكن وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه قال لإذاعة صوت فلسطين إن الجانبين اتفقا على مواصلة المفاوضات على مدى اليومين القادمين، وأضاف "تم الاتفاق أثناء الاجتماع على عقد لقاءات لاحقة لمواصلة المباحثات في اليومين التاليين".

إعلان

وشدد عبد ربه على أن الجانب الفلسطيني يرفض التوصل إلى إعلان مبادئ جديد. وقال إن "الجانب الفلسطيني أكد أن المطلوب (من المباحثات) هو اتفاق تفصيلي وشامل تطلب له ضمانات دولية لتنفيذه، ويجب أن يستند لقاعدة الشرعية الدولية، وأي أفكار تخرج عن هذه القاعدة لا يمكن اعتبارها أساسا للتفاوض". وأضاف عبد ربه "نرفض اتفاق إعلان مبادئ, اتفاقا مرحليا، نريد اتفاقا شاملا وكاملا".

وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إنهم يأملون أن تتيح المحادثات التوصل إلى إصدار إعلان مبادئ لا يرقى إلى حد اتفاق كامل، لكنه يرسم مسارا للإدارة المقبلة في واشنطن برئاسة جورج بوش لمواصلة مساعي السلام في المنطقة.

ونفى عبد ربه أنباء ترددت عن لقاء متوقع بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي شمعون بيريز اليوم في غزة.

وكانت العودة السريعة والمفاجئة لبن عامي من باريس الليلة الماضية أثارت تكهنات بقرب التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيشارك في الاجتماع، وهو ما نفاه عرفات لاحقا.



undefinedلجنة عربية لدعم الانتفاضة

وعلى الصعيد الشعبي أكد مثقفون وسياسيون عرب اليوم دعمهم المطلق للانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوحيد جهودهم وتنظيمها لدعمها ماديا ومعنويا وسياسيا.

وقرأ الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الذي يترأس اللجنة التي تم تأسيسها بناء على مبادرة من اتحاد العمال العرب واتحاد المحامين العرب بيان تأسيس اللجنة أمام ضريح صلاح الدين الأيوبي في دمشق.

وسيكون للجنة مقران أحدهما في دمشق التي تحتضن مركز اتحاد العمال العرب والثاني في القاهرة حيث مقر اتحاد المحامين العرب، كما سيكون لها فروع في جميع الدول العربية لتعمل على حشد الدعم للانتفاضة.

المصدر : وكالات

إعلان