بدء إعادة الفرز بفلوريدا وبوش يطعن في القرار

بدأت في ولاية فلوريدا عمليات الفرز اليدوي للبطاقات الانتخابية المتنازع عليها في انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في السابع من الشهر الماضي ولم تظهر نتيجتها حتى الآن.
في هذه الأثناء لجأ المرشح الجمهوري جورج بوش الابن إلى المحكمة العليا في واشنطن وطلب منها أن توقف عملية إعادة الفرز يدويا التي قد تؤثر كثيرا على تقدمه على منافسه الديمقراطي آل غور.
ويتركز النزاع بين بوش وغور على الأصوات التي لم تتمكن ماكينات الفرز من قراءتها لأن الناخبين لم يثقبوا بطاقة الاقتراع جيدا.
ويسعى قضاة ومسؤولو ولاية فلوريدا إلى إنهاء عمليات إعادة الفرز في الموعد الذي حددته المحكمة في السابعة مساء غدٍ بتوقيت غرينتش. وقال القاضي تيري لويس إنه لن يسمح لممثلي الطرفين بإبداء اعتراضات أو أي شيء يمكن أن يؤدي إلى تعطيل عمليات إعادة الفرز.
وكانت المحكمة العليا في ولاية فلوريدا قد قضت بإعادة فرز أكثر من 43 ألف صوت انتخابي يدويا. ومن شأن هذا القرار أن يعيد الأمل إلى المرشح الديمقراطي آل غور، وربما يقلب نتيجة الانتخابات لصالحه.
ويأتي قرار المحكمة هذا بعد تقديم محامي غور مذكرة طالبوا فيها بإصدار حكم بإعادة الفرز لآلاف البطاقات التي لم تثقب بصورة جيدة وبالتالي لم تستطع أجهزة الفرز قراءتها.
وأصدرت المحكمة المكونة من سبعة قضاة حكمها في وقت متأخر أمس لصالح غور. ويقضي الحكم بإعادة فرز البطاقات المشكوك في صحتها وعددها حوالي 43 ألف بطاقة. وقد جاء القرار بأغلبية أربعة أصوات مقابل ثلاثة.
وقضى حكم المحكمة بإضافة 400 صوت لصالح غور كانت سكرتيرة ولاية فلوريدا كاثرين هاريس قد رفضت قبولها لأسباب فنية، مما يعني تقليص الفارق الذي كان يتقدم به بوش إلى 154 صوتا فقط.
وأشاد الديمقراطيون بالحكم الذي يعد الأحدث في عشرات القضايا التي نظرت فيها عدة محاكم في الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، إذ أتاح لمرشحهم فرصة ممتازة للتغلب على النتيجة المعتمدة التي يتقدم بها بوش.
ويقول مراقبون إن ما يزيد الأمور تعقيدا في انتخابات الرئاسة الأميركية هو المهلة التي تنتهي يوم الثلاثاء لجميع الولايات لتقديم قائمة مندوبيها في المجمع الانتخابي الذي سيجتمع في الثامن عشر من الشهر الحالي لاختيار الرئيس الأميركي الثالث والأربعين.
وقدمت ولاية فلوريدا بالفعل قائمة بمندوبيها الخمسة والعشرين المؤيدين لبوش استنادا إلى اعتماد فوز بوش الذي أصدرته سكرتيرة الولاية الشهر الماضي.
ودفع استمرار إجراءات التقاضي والشكوك برلمان الولاية الذي يهيمن عليه الجمهوريون إلى التهديد بفرض نهاية للنزاع من خلال اختيار قائمة مندوبيه المؤيدين لبوش قبل المهلة المحددة.
يذكر أن كلا من المرشحين يحتاج إلى أصوات مندوبي الولاية الخمسة والعشرين للفوز بالرئاسة الأميركية.
ويتعين أن يصادق الكونغرس الجديد في يناير/ كانون الثاني القادم على أصوات المجمع الانتخابي. وإذا لم تحسم الانتخابات بحلول ذلك الوقت فإن المراقبين يتوقعون أن يدخل التنافس بين الطرفين إلى مستنقعات أكثر عمقا. وسيكون للجمهوريين أغلبية تقل عن ستة أعضاء في مجلس النواب، وسيكون مجلس الشيوخ مقسما بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث يتولى الديمقراطيون زمام مجلس الشيوخ في أول ثلاثة أسابيع من يناير/ كانون الثاني القادم.