مجلس الشيوخ الفلبيني يبدأ محاكمة استرادا

بدأ مجلس الشيوخ الفلبيني محاكمة الرئيس جوزيف إسترادا، في حين نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع مطالبين بتنحيه عن السلطة حتى في حال تبرئته من التهم الموجهة إليه.
ويواجه إسترادا أربع تهم رئيسية وهي الرشوة والفساد وانتهاك الدستور وخيانة ثقة المواطنين.
وقد تم تكليف أعضاء مجلس الشيوخ بمحاكمة الرئيس إثر تصويت لمجلس النواب على إجراءات إقالة إسترادا.
وقال معارضوه البارزون ومن بينهم الرئيسة السابقة كورازون أكينو ورئيس بطارقة الكاثوليك الرومان في مانيلا الكاردينال جيم سن، إن على إسترادا أن يتنحى عن السلطة الآن لتجنيب البلاد الدخول في المزيد من الأزمات.
وينفي إسترادا التهم الموجهة إليه مؤكدا استعداده لإثبات براءته. وقال إنه يضع ثقته بالله وبنزاهة أعضاء مجلس الشيوخ الذين سيقررون ما إذا كان قد تلقى رشى بملايين الدولارات من شركات القمار غير الشرعية أم لا.
وتجمع عشرات من أنصار الرئيس الفلبيني خارج مبنى المجلس، في حين انتشر آلاف من رجال الشرطة في العاصمة مانيلا للحفاظ على النظام.
يذكر أن إدانة إسترادا بالتهم الموجهة إليه تتطلب الحصول على ثلثي أصوات أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 22 عضوا.
وينتظر الفلبينيون بفارغ الصبر نتيجة هذه الدراما السياسية التي قد تتضمن استجواب عدد من عشيقات إسترادا.
وكان الرئيس الفلبيني اعترف بأنه أب لسبعة أطفال من خمس نساء غير زوجته.
وركز منتقدوه على القصور التي تسكنها بعض عشيقات الرئيس، وقالوا إنه حصل على هذه القصور بطريقة غير مشروعة. ونفى إسترادا هذه التهمة لكن أعضاء مجلس الشيوخ يطالبونه بتقديم تفسير كامل لذلك.
وكانت الاتهامات بتلقي مبالغ غير قانونية قد أثيرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بناء على اقتراح قدمه عضو مجلس الشيوخ هيهيرسون ألفاريث.
ويعول إسترادا كثيرا على دعم عدد من أعضاء المجلس للنجاة من المحاكمة، لكن منتقديه تعهدوا بمواصلة حملتهم لتنحيته عن السلطة.
في غضون ذلك سار آلاف المتظاهرين نحو مكان المحاكمة مطالبين بتنحي إسترادا عن السلطة.
وطالب الكاردينال جيم سن الرئيس إسترادا بالاستقالة، وقال في قداس عام أقيم قبيل بدء المحاكمة إن الاستقالة عمل بطولي لا يستطيع أن يقدم عليه إلا الرجال الشجعان.
وخاطب سن إسترادا قائلا "لا تخش الحقيقة.. حقيقة أنك فقدت مصداقيتك الأخلاقية لقيادة البلاد".
كما طالبت الرئيسة السابقة كورازون أكينو إسترادا بالتنحي عن السلطة.
وقالت إن هناك نهاية سريعة لهذه العملية المضنية التي يتعين على أي رجل عاقل في موقع الرئيس أن يكون حكيما بما يكفي للإقرار بها، وهي خيار الاستقالة.
يشار إلى أن الفضائح التي طالت الرئيس الفليني قد أوقعت البلاد في أسوأ أزمة سياسية منذ أعوام وأثرت سلبا على الاقتصاد، حيث سجلت العملة الوطنية البيزو أقل مستوى لها على الإطلاق كما هرب المستثمرون من البورصة.