الخرطوم تطرد دبلوماسيا أميركيا وتعتقل معارضين
طردت الحكومة السودانية دبلوماسيا أميركيا وأوقفت سبعة من مسؤولي التجمع الوطني الديموقراطي المعارض بتهمة التآمر والتخطيط لاضطرابات في البلاد.
وأوضح بيان للسلطات الأمنية أن مسؤولي المعارضة اعتقلوا أثناء اجتماعهم مع الدبلوماسي الأميركي في منزل بالخرطوم، ووجدت بحوزتهم وثائق خطة تقضي بإحداث اضطرابات داخلية يسندها عمل عسكري خارجي.
وأضاف البيان أن الموقوفين كانوا يخططون لانتفاضة شعبية بدعم عسكري، وبتمرير معلومات لحركة التمرد لمساعدتها على احتلال مدن وتدمير منشآت، بمساعدة من الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبرت الخرطوم المسؤول السياسي في السفارة الأميركية غلين وارن شخصا غير مرغوب فيه، وأمهلته 72 ساعة لمغادرة البلاد. وقال وزير الخارجية مصطفى عثمان إسماعيل إن الدبلوماسي الأميركي قام بعمل يتعارض مع مهمته الدبلوماسية في الخرطوم.
ورفض التجمع الوطني الديموقراطي هذه الاتهامات واعتبرها خيالية. وقال أحد قادته المحامي غازي سليمان "اللقاء كان عاديا كتلك التي عقدناها سابقا، وستعقد حتما في المستقبل مع مسؤولين من القوى الإقليمية والعالمية، من أجل إطلاعهم على الأوضاع في السودان".
ويأتي التطور الجديد وسط تصاعد التوتر في العلاقات السودانية الأميركية، والاستعدادات للانتخابات التي ستجري بين 11 و 20 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، والتي أعلنت المعارضة مقاطعتها.
وازدادت العلاقات السودانية الأميركية جمودا في الشهر الماضي، إثر زيارة سوزان رايس مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لمناطق يسيطر عليها متمردون، دون الحصول على تأشيرة من الخرطوم.
وقدمت الخرطوم إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان احتجاجا شديد اللهجة على الزيارة. وتتهم الخرطوم واشنطن بتقديم دعم غير محدود للمتمردين الجنوبيين. وذكرت الخرطوم قبل يومين أن واشنطن تعمل على تجنيد سودانيين من مخيمات اللاجئين في كينيا، لإلحاقهم بوحدات مشاة البحرية الأميركية.
في غضون ذلك أعلن حزب الأمة المعارض بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي رفضه المشاركة في السلطة مع النظام الحاكم. ونفى المهدي الذي عاد إلى الخرطوم في الـ23 من الشهر الماضي، بعد أربعة أعوام قضاها في المنفى، أن يكون حزبه ينوي التوقيع على اتفاق ثنائي مع السلطة.
وقال المهدي إن حزب الأمة يجري مفاوضات مع الحكومة، بهدف تحقيق الديموقراطية والسلام العادل والحل السياسي الشامل. وأضاف "لا يمكننا دعم نظام (توتاليتاري) بأي حال من الأحوال".