بكين تفصل المسؤولين عن العنف ضد المسلمين

قالت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) إن عددا من المسؤولين فصلو من مناصبهم على خلفية أحداث عنف وقعت هذا الشهر في شرق إقليم شاندونغ، وفي إقليم لويا اعتذر مسؤول صيني لأسر ضحايا حريق أعياد الميلاد.
وقالت الوكالة إنه تمت إقالة كل من رئيس الحزب الشيوعي بمقاطعة يانغسين بشاندونغ ورئيس إدارة المقاطعة ومدير الشرطة فيها.
كما أعلنت حكومة الإقليم المحلية تغييرات في مناصب رؤساء البلديات فيها.
وتأتي هذه الإقالات والتنقلات عقب مواجهات بين المسلمين في الإقليم وقوات الأمن في الثاني عشر من الشهر الجاري، وأدت تلك المواجهات إلى مصرع ستة متظاهرين وأثارت مشاعر المسلمين في الإقليم.
وقد فتحت الشرطة النار على ألفي متظاهر مسلم قدموا من مقاطعة مينغسن لمساندة المسلمين في يانغسين، وقال شهود عيان إن واحدا على الأقل قتل بعد أن ضربته الشرطة بوحشية بالقضبان الحديدية وسحبته من رقبته مسافة طويلة أمام المارة.
وقالت شنخوا في تقريرها إن الأحداث ألقت بظلالها على أعمال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومجلسي الدولة والوزراء.
وقد رحب المسلمون في تلك المقاطعات بالقرارات، إلا أن عددا من زعمائهم قال إنها غير كافية، وقالوا إن العقاب يجب أن يشمل أولئك الذين أطلقوا النار على المتظاهرين وليس القادة فقط.
وكانت المواجهات تفجرت عندما اعتقلت الشرطة مسلمين احتجوا على استفزاز بائع للحوم الخنزير، كتب على محله أن لحوم الخنازير لديه مذبوحة على الطريقة الإسلامية، وبعد أيام علق مجهول رأس خنزير على باب مسجد، مما أثار احتجاجات قمعتها الشرطة بعنف.
رئيس بلدية يعتذر
على صعيد آخر قالت أجهزة الإعلام الرسمية في الصين إن رئيس بلدية لويانغ قدم اعتذاره عن الخطأ الذي ارتكب في مكافحة حريق شب في صالة للرقص ليلة عيد الميلاد وأودى بحياة أكثر من ثلاثمائة شخص.
وقال المسؤول الصيني إن البلدية "لا يمكن أن تتهرب من مسؤوليتها عن هذه المأساة"، واعترف بالخطأ في طريقة معالجة الحريق الذي تسبب فيه عمال لحام فروا من مكان الحادث ساعة اندلاع الحريق.
وكان معظم ضحايا الحريق قد قضوا اختناقا في الصالة لقلة مخارج الطوارئ فيها.
وفي وقت لاحق نظم أهالي الضحايا احتجاجات تسببت في تعطيل حركة المرور بالمدينة وحملوا المسؤولين المحليين المسؤولية عن الحادث، وحاول المحتجون التجمع مرة أخرى يوم الجمعة إلا أن الشرطة منعتهم من ذلك.
وتعهد رئيس الوزراء الصيني زهو رونجي بتوقيع العقوبات الرادعة على من تثبت مسؤوليتهم عن الحادث.
وأمر مجلس الوزراء بإغلاق كل الأندية وصالات الرقص التي لا تتوافر فيها معدات السلامة اللازمة، كما أمر بفحص أجهزة السلامة في المدارس والمستشفيات والفنادق والمحال التجارية الكبرى.
ويقول مراقبون إن معاقبة المسؤولين عن أعمال العنف ضد المسلمين واعتذار مسؤول محلي علنا تشكل تحولا في طريقة إدارة الدولة الشيوعية.