شهيد في الخليل وعشرات الجرحى قرب بيت لحم

استشهد فلسطيني في الخليل بعد أن ضربه جنود إسرائيليون بأعقاب البنادق وقبضات الأيدي. وادعى أفراد من قوات الاحتلال كانوا يرابطون فوق سطح منزله أن الرجل شتمهم وتهجم عليهم وأنه تعرض لأزمة قلبية أثناء شجاره معهم.
وأصيب ثلاثون فلسطينيا بينهم خمسة جروحهم خطيرة في صدامات وقعت عقب الإفطار مع القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود قرب بيت لحم في جنوب الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن المواجهات الجديدة بدأت في قرية حوسان الفلسطينية جنوب بيت لحم بين السكان ومستوطنين يقيمون في مستوطنة مجاورة. وأدى تدخل قوات الاحتلال إلى امتداد العنف إلى القرى المجاورة .
من جهة أخرى, قالت مصادر فلسطينية إن تبادلا لإطلاق النار سجل بين قرية بيت جالا الفلسطينية وحي غيلو الاستيطاني اليهودي جنوب القدس. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية حدوث إطلاق النار وقالت إن منازل تضررت في غيلو. ولم تتوفر بعد تفاصيل كافية عن تلك المواجهات.
وأصيب إسرائيلي بجروح خطيرة عند تقاطع طرق يشهد توترا بالقرب من رام الله شمالي القدس. وذكرت إذاعة إسرائيل أن مهاجما طعنه بسكين ولاذ بالفرار تحت وابل من الرصاص.
عرفات ينفي وجود محادثات سرية
وعلى الصعيد السياسي نفى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وجود مفاوضات سرية بين السلطة وإسرائيل مؤكدا استمرار الانتفاضة. جاء ذلك ردا على أنباء جرى تداولها في الأيام الأخيرة عن مفاوضات سرية تجري في عاصمة عربية.
وواصل عرفات جولة عربية لم يفصح عن الغرض منها حيث وصل اليوم إلى صنعاء قادما من أبو ظبي للالتقاء بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بعد أن التقى برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة زايد بن سلطان آل نهيان.
ومن المتوقع أن يصل عرفات هذا المساء إلى الدوحة للاجتماع بأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وفقا لما ذكرته الصحف القطرية.
إسرائيل تقبل لجنة تحقيق
وأعلنت إسرائيل أنها ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية التي تقودها الولايات المتحدة. وأكد جلعاد شير مدير مكتب باراك أن إسرائيل ستوافق على قيام اللجنة بمهمتها قبل وصولها في منتصف الشهر الجاري. ويأتي الإعلان وسط مؤشرات متضاربة حول فرص توقيع اتفاق سلام نهائي بين الجانبين.
وأكد شير أن إسرائيل ستتعاون مع اللجنة بشكل كامل، مشيرا إلى أن محامين ووزراء إسرائيليين سيعملون مع لجنة التحقيق التي سيرأسها السيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل. وكانت إسرائيل قد أعلنت مرارا على لسان وزير خارجيتها بالإنابة شلومو بن عامي رفضها بدء أعمال التحقيق قبل توقف المواجهات وعودة الهدوء إلى الأراضي الفلسطينية.
ويأتي هذا التحول في الموقف الإسرائيلي في أعقاب مكالمة بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون وباراك الليلة قبل الماضية تركزت حول الموعد المناسب لبدء أعمال التحقيق في المواجهات التي تفجرت في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي وأدت إلى استشهاد نحو 300 فلسطيني وإصابة نحو 13 ألفا.
مواقف إسرائيلية متباينة
من جانب آخر قال وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين إن الرئيس الأميركي بيل كلينتون جعل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي على رأس أولويات سياسته الخارجية خلال الأيام الخمسين المتبقية له في الرئاسة. غير أن بيانا صدر في ختام الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية أفاد أنه ليس لدى الأميركيين مشروع لتسوية الأزمة الراهنة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي محاولة لتعزيز فرصه في الانتخابات المبكرة المتوقع إجراؤها في مايو/ أيار قام رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بزيارة -لتنقية الأجواء- لبلدة عربية في إسرائيل في وقت متأخر من مساء أمس.
ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الزيارة بأنها بداية للحملة الانتخابية لزعيم حزب العمل، بعد أن أظهرت نتائج استطلاعات الرأي تقدم رئيس الوزراء السابق اليميني بنيامين نتنياهو عليه بفارق كبير.
وتجري حاليا محاولات في الكنيست الإسرائيلي لإلغاء الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء، على أن يتولى الكنيست ذلك نيابة عن الشعب كما كان يفعل قبل انتخابات 1996.
الطيبي مرشح لانتخابات الرئاسة
ويبدو من المرجح أن يخسر باراك أصوات عرب إسرائيل بعد مقتل 13 منهم برصاص الشرطة خلال الاحتجاجات التي تفجرت في الجليل في سبتمبر/ أيلول تعاطفا مع الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة.
وأعلن مستشار سابق لعرفات عن ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الوزراء في إسرائيل. وقال حزب الحركة العربية للتغيير في بيان له إن أمانة الحركة قررت ترشيح الدكتور أحمد الطيبي المستشار السابق لعرفات لرئاسة الحكومة الإسرائيلية.
والطيبي -وهو طبيب سابق- هو الممثل الوحيد للحزب في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا، وعمل مستشارا لعرفات منذ مؤتمر مدريد التاريخي للسلام في عام 1991. وترك الطيبي منصبه في العام الماضي عندما انتخب عضوا في الكنيست.
وناشد البيان لجنة المتابعة العربية التي تمثل العرب في إسرائيل أن تتفق على قائمة للمرشحين للبرلمان ورئاسة الوزارء.