انفجار يهز تل أبيب عقب إلغاء قمة شرم الشيخ

هز انفجار عنيف أحد شوارع تل أبيب موقعا 13 إصابة على الأقل في إحدى الحافلات، وأعلن مسؤول في حركة حماس أن الهجوم يأتي ردا على استمرار العدوان الإسرائيلي، لكن المسؤول امتنع عن إعلان تحمل الحركة مسؤولية الانفجار، الذي جاء عقب إلغاء قمة شرم الشيخ الثلاثية.
وأعلنت إسرائيل تراجعها عن التخلي عن الحرم القدسي، في حين غادر الرئيس الفلسطيني القاهرة بعد أن أجرى مشاورات مع الرئيس المصري.
وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن انفجارين وقعا في حافلة بشارع رئيسي من الضاحية الشمالية لتل أبيب، مما أسفر عن إصابة 13 على الأقل. ووقع الانفجاران أثناء اجتماع الرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات والمصري حسني مبارك في مصر، لبحث مقترحات أميركية للسلام. وقال مسؤول إن عمال الإنقاذ يفتشون عن قنابل أخرى. بعد أن اكتشفت قنبلة شديدة القوة لم تنفجر.
وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم كتائب صلاح الدين مسؤوليتها عن العملية. وقال المسؤول في حماس إسماعيل أبو شنب إن هذه العملية جزء من الرد الفلسطيني على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، ودليل على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الثابتة. وأضاف أبو شنب "إن هذه العمليات غير مرتبطة بالاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي, وليس مهما من يقف وراءها".
وفي أول رد فعل إسرائيلي أدان إيهود باراك الهجوم مشيرا إلى أن ذلك لن يثنيه عن مواصلة السعي للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وتوعد باراك بملاحقة المسؤولين عن تدبير العملية.
عرفات غادر القاهرة
وفي غضون ذلك أفاد مصدر في مطار القاهرة أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات غادر العاصمة المصرية بعد أن أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وجاء لقاء عرفات ومبارك بعد ساعات من إعلان كل من مصر وإسرائيل إلغاء قمة شرم الشيخ الثلاثية، التى كان يفترض أن يشارك فيها عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك إضافة إلى مبارك. وجاء الإلغاء بسبب التباين في المواقف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قبلت بشروط خطة الرئيس الأميركي بيل كلينتون للتوصل إلى معاهدة سلام نهائية مع الفلسطينيين، في حين بعثت السلطة الفلسطينية برسالة إلى الولايات المتحدة تطلب إيضاحات بشأن الأفكار الواردة في الخطة.
إسرائيل تتراجع
وفي تطور لاحق تراجعت إسرائيل عما قبلت به، حيث أعلن مستشار باراك لشؤون الأمن داني ياتوم أن رئيس الحكومة المستقيل سيرفض توقيع أي اتفاق ينص على منح السيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى. وقال ياتوم لإذاعة إسرائيل "إن الحكومة الإسرائيلية كانت قبلت خطة كلينتون، إلا أن هناك أمورا يجب أن نضيفها، وأن نقولها من جانبنا، فيما يتعلق بجبل الهيكل" (التسمية اليهودية للحرم القدسي). وتابع ياتوم "ينبغي إيجاد طريقة كي ينص الاتفاق على السيادة الإسرائيلية".
وفي الجانب الفلسطيني قال بيان مقتضب صدر في ختام اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن "اللجنة ناقشت بشكل معمق المقترحات الأميركية المعروضة, وأكدت على الثوابت التي عبر عنها الموقف الفلسطيني منذ (مفاوضات) كامب ديفيد" التي جرت في تموز/يوليو الماضي.
وكان الفلسطينيون طلبوا إيضاحات من الولايات المتحدة، وأكدوا أن ردهم النهائي سيتوقف على الإيضاحات الأميركية التي طلبوها في رسالة بعثوا بها إلى واشنطن لم تتضمن قبول المقترحات أو رفضها. وقالت إسرائيل أيضا إنها ستطلب إيضاحات من واشنطن بشأن عدة قضايا لم تحددها تتعلق بمصالحها الحيوية.
قضية اللاجئين
من جانب آخر قال السفير الإسرائيلي لدى فرنسا إيلي برنابي "إن تصلبا من الجانب الفلسطيني حول قضية اللاجئين قد يعني نهاية مفاوضات السلام". وقال برنابي في تصريحات إذاعية إنه إذا لم يستطع الفلسطينيون الموافقة على التخلي عن حق العودة (للاجئين) فهذا يعني نهاية المفاوضات، وهدد بأنها ستكون "الحرب الأبدية".
وأضاف "إذا كان هناك قضية يلتقي على رفضها بالإجماع جميع الإسرائيليين, من اليمين واليسار على السواء, فهي هذه" لأن أي موافقة مبدئية على عودة نحو أربعة ملايين لاجئ "ستشكل -في نظر الإسرائيليين- انتحارا جماعيا".
الموقف الفلسطيني
وقال كبير المفاوضين صائب عريقات لشبكة "سي. إن. إن" إن الرد الفلسطيني النهائي سيعتمد على الإيضاحات الأميركية. وأوضح أن "أي غموض في المقترحات الأميركية يمكن أن يؤدي إلى انفجار في وقت لاحق". وأشار إلى أن هذا هو السبب في أن الاتفاق يحتاج -أكثر من أي شيء آخر- إلى وضوح التفاصيل.
وأعرب عريقات عن قلق الفلسطينيين من أنه وفقا لمقترحات كلينتون ستحتفظ إسرائيل بـ 10% من الضفة الغربية، ولن يكون للفلسطينيين سيطرة كاملة على القدس الشرقية والأماكن المقدسة فيها. كما أن اللاجئين سيفقدون حقهم في العودة إلى ديارهم.
وتدعو خطة كلينتون إلى دولة فلسطينية في غزة ونحو 90% من الضفة الغربية بما فيها أجزاء من القدس الشرقية. وفي المقابل تقضي بأن يقبل الفلسطينيون قيودا على المطالبة بحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وقد أجرى كلينتون محادثات هاتفية مع زعماء عرب في محاولة منه للحصول على دعم عربي لخطته، ومن بين من حادثهم: الرئيس المصري حسني مبارك، والعاهل السعودي الملك فهد، وولي العهد الأمير عبد الله، والعاهل الأردني الملك عبد الله.
وقال ناطق باسم البيت الأبيض إن كل الذين تحدث معهم كلينتون أعربوا عن التأييد لجهوده وعرضوا تقديم العون. إلا أن الصحف الصادرة في كل من مصر والسعودية تحدثت عن عدم الرضا المصري والسعودي عن مضمون مقترحات كلينتون بما فيه الكفاية لدعمها.