التباينات تلغي قمة شرم الشيخ قبل عقدها

واصل الفلسطينيون تأبين شهداء انتفاضتهم، وأقاموا عدداً من التجمعات الجماهيرية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط توقعات بفضل أحدث محاولة لاستئناف محادثات السلام مع الجانب الإسرائيلي بعد أن قرر الإسرائيليون مقاطعة قمة ثلاثية بحضور الرئيس الفلسطيني في منتجع شرم الشيخ.
وأدت التباينات في الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي تجاه مقترحات الرئيس الأميركي بيل كلينتون للتسوية، إلى إلغاء القمة التي كان من القمرر عقدها في شرم الشيخ بين الرئيس المصري حسني مبارك والفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك.
كما أدى الموقفان المتضاربان إلى إلغاء زيارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مصر كانت مقررة ظهر اليوم للاجتماع مع الرئيس المصري. وكان مسؤول إسرائيلي أكد أن باراك ومبارك اتفقا أن يتحادثا هاتفيا لتقويم الموقف قبل الوقت المقترح لعقد الاجتماع.
وكانت إسرائيل قبلت بشروط خطة الرئيس الأميركي بيل كلينتون للتوصل إلى معاهدة سلام نهائية مع الفلسطينيين، في حين بعثت السلطة الفلسطينية رسالة إلى الولايات المتحدة تطلب إيضاحات بشأن الأفكار الواردة في الخطة.
وأكدت مصادر مصرية أن عرفات سيتوجه إلى القاهرة لمواصلة مشاوراته مع الرئيس المصري حول التطورات الجارية, رغم إعلان إسرائيل رسميا أن باراك لن يشارك في قمة مع عرفات في شرم الشيخ.
شروط إسرائيلية
وفي هذه الأثناء قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إفرايم سنيه في مقابلة تلفزيونية إن أهم شروط إسرائيل لقبول المقترحات الأمريكية "هو موقف إيجابي من جانب الفلسطينيين، وأن يوافقوا على جعل أفكار الرئيس كلينتون أساسا للمفاوضات قبل استئنافها". وكان باراك قال في وقت سابق إن مصير اجتماع القمة المقترح مع عرفات يتوقف على الرد الفلسطيني على مقترحات السلام الأميركية.
وأعلن مكتب باراك في ختام اجتماع لمجلس الوزراء الأمني المصغر أن إسرائيل قبلت مقترحات الرئيس الأميركي للتسوية باعتبارها "أساسا للنقاش" شرط أن يعتبرها الفلسطينيون أساسا للنقاش أيضا.
وقال بيان وزعه المكتب على وسائل الإعلام إن إسرائيل ستطلب إيضاحات عدة من الولايات المتحدة في قضايا لم يفصح عنها تتعلق "بمصالح إسرائيل الحيوية".
وجاء الرد الإسرائيلي بعد أن بعث الفلسطينيون في وقت سابق برسالة استيضاحية إلى الولايات المتحدة بشأن عناصر رئيسية في خطة كلينتون، وقالت مصادر فلسطينية إن الرسالة الفلسطينية لم تتضمن قبولاً أو اعتراضاً على المقترحات.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات إن الرد النهائي على خطة كلينتون سيعتمد على الإيضاحات الأميركية.
وكان من المقرر أن يرد الجانبان على المقترحات الأميركية في موعد أقصاه يوم أمس الأربعاء، إلا إن اعتراضات فلسطينية على ما يبدو حالت دون ذلك.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الرسالة الفلسطينية لا تناقش الأفكار التي طرحتها واشنطن ولذا "فإننا مازلنا ننتظر ردا فلسطينيا". غير أن الرئيس الأميركي من جانبه قال إن الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحوا أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال كلينتون "المسألة كلها الآن هي هل سيقبلان استئناف المفاوضات على أساس هذه الأفكار".
الموقف الفلسطيني
و قال كبير المفاوضين صائب عريقات لشبكة سي. أن. أن. إن الرد الفلسطيني النهائي سيعتمد على الإيضاحات الأميركية. وأوضح "إن أي غموض في المقترحات الأميركية يمكن أن يؤدي إلى انفجار في وقت لاحق". وأشار إلى أن هذا هو السبب في أن الاتفاق يحتاج أكثر من أي شيء آخر إلى وضوح التفاصيل.
وأعرب عريقات عن قلق الفلسطينيين من أنه وفقا لمقترحات كلينتون ستحتفظ إسرائيل بعشرة في المئة من الضفة الغربية ولن يكون للفلسطينيين سيطرة كاملة على القدس الشرقية والأماكن المقدسة فيها. كما أن اللاجئين سيفقدون حقهم في العودة إلى ديارهم. وتدعو خطة كلينتون إلى دولة فلسطينية في غزة ونحو 90% من الضفة الغربية بما فيها أجزاء من القدس الشرقية. وفي المقابل تقضي بأن يقبل الفلسطينيون قيودا على المطالبة بحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وقد أجرى كلينتون محادثات هاتفية مع زعماء عرب في محاولة منه للحصول على دعم عربي لخطته، ومن بين من حادثهم الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك فهد وولي العهد الأمير عبد الله والعاهل الأردني الملك عبد الله.
وقال ناطق باسم البيت الأبيض إن كل الذين تحدث معهم كلينتون أعربوا عن التأييد لجهوده وعرضوا تقديم العون.