قمة في شرم الشيخ بين باراك وعرفات

ويأتي الإعلان عن هذه القمة مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأميركي للإسرائيليين والفلسطينيين للرد على مقترحات التسوية التي قدمها للجانبين بالقبول أو الرفض دون إدخال أي تعديلات عليها.
تحفظات الجانبين
وأعلن وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه أن هناك فجوات واسعة وكبيرة في خطة السلام الأميركية ولا يمكن القبول بها لأن ذلك يشكل خطرا على المصير الوطني الفلسطيني.
وقال عبد ربه للصحافيين قبل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في غزة لبحث خطة السلام الأميركية إن هناك فجوات واسعة وكبيرة في الورقة الأميركية، وهي بعيدة عن مرجعية المفاوضات ولا يمكن القبول بها لأن ذلك يشكل خطرا على مصيرنا الوطني وعلى مستقبل كل طفل فلسطيني، ولن نتحمل هذه المسؤولية التاريخية.
وأضاف عبد ربه "رغم أننا قيادة مرنة وواقعية ولا تضيع الفرص فإن ما هو مطروح علينا فخ سوف يدفع ثمنه الفلسطينيون ولأجيال طويلة قادمة".
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد صرح بأن الجانب الفلسطيني لا يمكنه إعلان موقفه من خطة السلام الأميركية دون الحصول على توضيحات, وأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وجه رسالة بهذا المعنى إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون. كما أجرى عرفات سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع عدد كبير من القادة العرب والأجانب.
ويرى الفلسطينيون أن الجديد في المقترحات الأميركية هو مسألة نشر قوات دولية، إلا أن ذلك لن يكون له معنى إذا كانت مهمتها الإشراف على الاتفاق المقترح.
وعلى الجانب الإسرائيلي عقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعا لمناقشة الموقف من خطة السلام الجديدة. ويضم المجلس الوزاري المعني بالشؤون الأمنية بجانب باراك وزير الخارجية شلومو بن عامي ورئيس هيئة أركان الجيش شاؤول موفاز ورئيس المخابرات العسكرية أموس مالكا. وينتظر أن تجري الحكومة الإسرائيلية دراسة مستفيضة للمبادرة في اجتماع تعقده الخميس.
وقال نائب وزير الدفاع أفرايم سنيه إن اجتماع مجلس الوزراء المصغر نظر بإيجابية إلى المقترحات الأميركية، وأضاف سنيه أن موقف الحكومة الإسرائيلية سيتبلور في غضون الساعات القادمة، لكن وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي أكد أن لدى إسرائيل تحفظات عديدة على الخطة ستتضمن في الرد عليها، بيد أن موقف إسرائيل الرسمي لن يعلن حتى يتضح الموقف الفلسطيني من المقترحات.
ووفق مقترحات كلينتون تحتفظ إسرائيل عمليا بنسبة 9% من أراضى الضفة الغربية وغزة في اتفاق سلام نهائي وتضم إليها 5% من الأراضي الفلسطينية، تمثل تجمعات مستوطنات يهودية على أن يعطى الفلسطينيون مقابل ذلك أراضي بديلة, إضافة إلى استئجار إسرائيلي طويل الأمد لـ3% من الأراضي الفلسطينية وإلحاق مستوطنات يهودية في أرض نسبتها 1% بالقدس.
وتهدف مقترحات الرئيس الأميركي التي جاءت في أعقاب فشل خمسة أيام من المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن الأسبوع الماضي إلى وضع نهاية لمأزق عملية السلام والتوصل إلى اتفاق قبل مغادرته للبيت الأبيض الشهر المقبل.
في هذه الأثناء منعت الشرطة الإسرائيلية عشرات اليهود المتشددين من دخول الحرم القدسي للاحتجاج على خطة السلام الأميركية التي تنص على نقل السيادة على الحرم القدسي إلى الفلسطينيين وتقود هذه الاحتجاجات جماعة "أمناء جبل الهيكل" وبعض اليهود المتشددين الذين يطالبون بهدم الحرم القدسي الشريف وإقامة هيكل سليمان مكانه.
مخاوف إسرائيلية من تجدد العنف
في غضون ذلك توقع قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال آموس مالكا في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية عودة العنف في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وحسب تقديرات الجنرال مالكا فإن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيبطئ عملية التفاوض إلى حين تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بعد انتخابات منصب رئيس الوزراء في 6 فبراير/ شباط المقبل واستلام الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب جورج بوش مهامها رسميا في يناير المقبل.
وأضاف مالكا "أن الرئيس الفلسطيني يدرك أن المقترحات التي وضعها الرئيس كلينتون هي أفضل ما يمكنه الحصول عليه من إسرائيل وأن عملية السلام مهددة بالنسف في حال عدم استغلال هذه الفرصة".