قادة المسلمين في إندونيسيا يدعون لاحتفالات عيد هادئة

دعا قادة منظمات إسلامية إندونيسية أتباعهم إلى لالتزام بالهدوء أثناء الاحتفال بعيد الفطر خوفا من هجمات انتقامية محتملة قد تشن بعد موجة من تفجيرات قنابل استهدفت كنائس عشية عيد الميلاد وراح ضحيتها أكثر من 14 شخصا.
وناشد علي ماشان موسى المسؤول في حركة نهضة العلماء إلى عدم المشاركة في الاحتفالات المسائية التي تقام ليلة العيد في الشوارع بسبب الأوضاع السياسية التي تحيط بالبلاد والخوف من انتقام محتمل بعد تفجيرات الكنائس. ودعا موسى إلى التقيد بالذهاب إلى المساجد فقط.
وقال مسؤول في حركة المحمدية محمد فسيح، وهي ثاني أكبر حركة بعد نهضة العلماء، إن هناك محاولة لإحداث حرب إسلامية مسيحية في جزر إريان جايا أو الملوك أو جزيرة جاوة أو جاكرتا.
ونشرت الشرطة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا قوات إضافية تقدر بثمانية عشر ألف عنصر لمواجهة احتمال تجدد حوادث العنف ليلة عيد الفطر وأيام العيد الأخرى كتلك التي شهدتها العاصمة ومدن أخرى عشية عيد الميلاد.
استمرار العنف في آتشه
وفي إقليم آتشه تجددت حوادث العنف وقتل مدني واحد جنوبي الإقليم في الوقت الذي رفض فيه المقاتلون الذين يطالبون بالانفصال عن إندونيسيا دعوات الحكومة إلى تسليم أسلحتهم في كوندا واشتبكوا مع جنودها.
وهاجم المقاتلون حامية عسكرية لعشرين دقيقة وأعلن ناطق عسكري أنه لم تسجل إصابات. وتم إلقاء قنبلة على مدرسة ثانوية لا يوجد فيها أحد إلى الجنوب من الإقليم.
ورفضت حركة آتشه الحرة التي تقاتل من أجل قيام دولة إسلامية في الإقليم منذ عام 1976 دعوات الشرطة لتسليم أسلحتها. وقال أحد المسؤولين فيها إنه ليس على استعداد لتسليم السلاح وإنما لشرائه من الشرطة نقدا وبالكمية التي يتم عرضها.
وجاء هذا الرفض ردا على الإنذار الذي وجهه رئيس الشرطة في الإقليم والذي حدد فيه 15 يناير/ كانون الثاني القادم موعدا نهائيا لكل سكان الإقليم من أجل تسليم ما بحوزتهم من سلاح. وقالت جاكرتا إنه من غير المحتمل تمديد مدة الهدنة بعد فشلها في تخفيف المواجهات بين الشرطة والحركة في الإقليم.
وقتل 850 شخصا هذا العام في المواجهات وسط تصاعد الضغوط من أجل إقرار الحق بالتصويت على الانفصال.
وترفض جاكرتا فكرة الانفصال وتعرض بالمقابل حكما ذاتيا موسعا.
واحد يهدد بإجراءات قاسية
وفي إقليم إريان جايا توعد الرئيس الإندونيسي عبد الرحمن واحد باتخاذ إجراءات قاسية ضد المسؤولين عن موجة الانفجارات التي ضربت العاصمة وثماني مدن أخرى عشية احتفالات عيد الميلاد. وحذر في الوقت نفسه من الانفصال وأعلن تأييده لاعتقال قادة الحركة الانفصالية.
ووصف الرئيس واحد التفجيرات بأنها عمل بربري وفعل إرهابي، وقال إن حكومته لن تصاب بالخوف من أولئك الذين يريدون شق الوحدة الوطنية وعليها أن تتعامل بحزم معهم.
وتم إلقاء القبض على اثنين ممن يعتقد بتورطهم في التفجيرات التي تقول الشرطة إنه استخدمت فيها قنابل من صنع محلي ويتم استجواب 60 آخرين. وكانت 18 قنبلة قد انفجرت فيما أبطل مفعول 15 أخرى في جاكرتا وعدد من المدن الإندونيسية. ويعتقد أن وراء سلسلة الانفجارات عملا منظما، وتحوم الشكوك حول عناصر في الجيش يعتقد أنها متورطة في الحرب الطائفية خصوصا تلك التي وقعت في جزر إريان جايا.