كولومبيا تسعى لمفاوضات مع المتمردين

كشف الرئيس الكولومبي أندريه باسترانا النقاب عن مسودة اتفاق أعدتها حكومته للشروع في محادثات مع جيش التحرير الوطني ثاني أكبر جماعات المتمردين الكولومبيين، مؤكدا أن الحكومة تسعى لإنشاء منطقة منزوعة السلاح لإجراء مفاوضات مع المتمردين فيها.
وأكد باسترانا في كلمة له بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد أن تقدما قد تحقق في المحادثات مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية، أكبر جماعات المتمردين في البلاد، رغم إعلان المتمردين مقاطعتهم لمحادثات السلام الشهر الفائت.
وقال الرئيس الكولومبي إنه قد يتم التوصل قريبا إلى اتفاق إنساني لتبادل الأسرى مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
وقال "علينا أن نكون متفائلين، يجب أن يكون لدينا أمل، ويجب علينا توحيد قوانا، لأننا إذا عملنا معا سنتمكن من تطوير كولومبيا".
وتأتي تصريحات باسترانا بعد يوم واحد من قيام جيش التحرير الوطني بالإفراج عن 42 شرطيا وجنديا في بادرة حسن نية بمناسبة أعياد الميلاد.
وكان الإفراج عن الأسرى تم بعد محادثات غير رسمية استمرت لأسبوعين بين متمردي جيش التحرير الوطني والحكومة لتمهيد الطريق أمام إجراء محادثات سلام مماثلة لتلك التي أجرتها الحكومة مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية.
وقال مسؤولون إن الإفراج عن الأسرى الحكوميين بعد احتجاز دام أكثر من عامين قد يشجع الجهود لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في شمال كولومبيا، تمكن من إجراء محادثات سلام شاملة بين الحكومة والمتمردين.
ويسيطر متمردو القوات المسلحة الثورية على نحو 40% من أراضي البلاد، وهم يحتجزون نحو 450 جنديا حكوميا يعرضون مبادلتهم بمتمردين محتجزين لدى السلطات.
وكانت الحكومة رفضت في الماضي عروضا من المتمردين لتبادل الأسرى، لكنها قالت في وقت سابق من هذا الشهر إنها على وشك التوصل إلى اتفاق قد يفتح المجال أمام أول تبادل للأسرى في كولومبيا.
تجدر الإشارة إلى أن مالا يقل عن 35 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية الدائرة بين القوات الكولومبية والمتمردين اليساريين منذ عشر سنوات.
اغتيال محافظ
من ناحية أخرى لقي محافظ مدينة تنريفي في شمال كولومبيا حتفه بعد أن أطلق عليه مسلحون مجهولون النار.
وقالت الشرطة إن جثة أورنالدو سانوفال الذي كان سيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري وجدت ملقاة على جانب الطريق خارج المدينة.
وتقول السلطات إن المنطقة التي وقع فيها الحادث، تعد منطقة صراع بين المتمردين اليساريين وقوات يمينية متطرفة.
وتشير إحصاءات حكومية إلى أن 41 مسؤولا محليا قتلوا في أعمال عنف مماثلة منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 1997، كما يحتجز المتمردون أربعة محافظين يتهمونهم بالفساد، في حين أرغمت تهديدات المتمردين عشرة محافظين على مغادرة البلاد.