عرفات يشاور العرب حول المقترحات الأميركية

وفي حادث منفصل أصيب ضابط إسرائيلي بجروح خطيرة في انفجار قنبلة يدوية كما أصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح طفيفة. وأفاد مصدر عسكري أن الحادث وقع داخل دبابة متمركزة في منطقة قريبة من الحدود اللبنانية.
جهود دبلوماسية
في هذه الأثناء توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى القاهرة اليوم لإطلاع الرئيس المصري محمد حسني مبارك على آخر تطورات المحادثات مع الإسرائيليين وما يجري على الأرض من مواجهات.
وشارك عرفات أمس في قداس منتصف ليل الأحد في بيت لحم يرافقه فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، ومحمد دحلان رئيس الأمن الوقائي في قطاع غزة. ويحرص عرفات منذ العام 1995 على حضور احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم.
وكان عرفات قد أجرى مشاورات مع عدد من القادة العرب حول مقترحات قدمها الرئيس الأميركي بيل كلينتون للمفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى إن لقاء عرفات ومبارك يأتي في إطار المشاورات والاتصالات التي تجري لدراسة اتفاق مقترح بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكان عرفات قد زار عمان وتشاور مطولا مع العاهل الأردني عبد الله الثاني حول التطورات الأخيرة.
ورفض وزير الخارجية المصري إبداء رأيه في المقترحات الأميركية لكنه قال إن الاتصالات مستمرة مع الجانب الفلسطيني حول عملية السلام في المنطقة.
من ناحيته قال وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه أنه توجد بعض الجوانب الإيجابية فيما طرح من أفكار بشأن السلام، بيد أنه شدد على ضرورة التعامل بدقة وحرص مع كل فكرة طرحت لأنها قضايا تتعلق بمصير الأرض الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني
وأكد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون أنه يتعين على عرفات وباراك الرد على المقترحات بحلول يوم الأربعاء القادم.
وأضاف عبد ربه أن المقترحات الأميركية الخاصة تتضمن نشر قوات دولية لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وقال إن القيادة الفلسطينية ستبدأ دراسة المقترحات الأميركية في غضون يومين على أن تقدم ردها الأربعاء.
وتسربت أنباء بأن المقترحات الأميركية تشمل موافقة إسرائيل على سيادة فلسطينية على الأماكن الإسلامية المقدسة والأحياء العربية في القدس الشرقية مقابل تنازل فلسطيني عن قضية عودة اللاجئين.
باراك يخشى العزلة
وفي الجانب الإسرائيلي شدد وزير الخارجية شلومو بن عامي على استحالة تحقيق السلام دون ثمن. وقال بن عامي إن الإسرائيليين والفلسطينيين يواجهون موقفا صعبا عقب ما تم إنجازه مع الأميركيين وأشار إلى تنازلات إسرائيلية محتملة، وإن لم يكشف عنها، وأضاف: "يجب أن نقرر إذا ما كنا سنتجاهل الأمر أو نلقي نظرة متفحصة على الواقع وندرك أنه لا يمكن تحقيق السلام بلا ثمن".
وكان باراك حذر من أن إسرائيل يمكن أن تجد نفسها معزولة على الساحة الدولية في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال أثناء الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية أمس "علينا أن نتيقظ لأنه في حال عدم إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين قد يحدث تصدع في اتفاقات السلام الأخرى مع مصر والأردن وعزل إسرائيل وتجدد العنف".
وفي المعسكر الإسرائيلي اليميني اتهم زعيم المعارضة اليمينية أرييل شارون رئيس الوزراء باراك بما أسماه "بيع أرض إسرائيل الكبرى بالرخص" بقبوله التسوية.
وقال شارون إن المقترحات الأميركية تهدد إسرائيل وتعهد بمعارضتها إذا فاز في الانتخابات.
وانتقد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بشدة السعي إلى إبرام اتفاق، وقال إن باراك يقدم إلى الفلسطينيين اتفاق سلام "غير مسؤول". وأضاف نتنياهو في مقابلة تلفزيونية أن مثل هذا الاتفاق "لا يتمتع بالشرعية ولن يكون له حظوظ من النجاح".
وأشار إلى أن الفلسطينيين يواصلون "الحرب من أجل احتلال تل أبيب والقضاء على إسرائيل"، مضيفا أن الحل يتمثل في "تهدئة الأوضاع واستقرارها وتحقيق تقدم تدريجي".
وكان استطلاع للرأي العام أظهر أن أغلبية الإسرائيليين يعارضون مقترحات السلام الأميركية. وأفاد استطلاع نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أن 48% من المشاركين في الاستطلاع يعارضون المقترحات الأميركية بينما يؤيدها 43% منهم ولم يبد بقية أفراد العينة التي شملت 501 شخصا، رأيا محددا تجاه تلك المقترحات.
عيد التضامن والتكافل
على الصعيد نفسه، دعت 13 منظمة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من بينها حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) إلى أن يكون الاحتفال بعيد الفطر المبارك يوما للتضامن والتكافل مع أسر شهداء الانتفاضة.
وقال مراقبون إن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك ستكون مختصرة في العديد من بلدان المنطقة، وذلك في ظل استمرار الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية.
ففي عمان ألغى العاهل الأردني عبد الله الثاني برنامج لقاء المهنئين بالمناسبة، كما دعت جماعة الأخوان المسلمين إلى قصر الاحتفال بالعيد على نطاق ضيق تقديرا لشهداء الانتفاضة الفلسطينية.