مفاوضات واشنطن اختتمت دون إتفاق

أنهى المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون خمسة أيام من المفاوضات الصعبة في قاعدة بولينغ الجوية القريبة من واشنطن. وقال رئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات إن عقبات كثيرة ما تزال تحول دون التوصل لاتفاق مع الإسرائيليين. ولمح وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي إلى إمكانية عقد قمة بين كلينتون وكل من باراك وعرفات. وأضاف أن اللقاء بين الوفدين كان مشجعا. وذكر مراسل قناة الجزيرة الفضائية من واشنطن أن الرئيس كلينتون قدم مقترحات للرئيس عرفات ينتظر الرد عليها الأربعاء المقبل.
وكان المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون انتقلوا من مقر المفاوضات في قاعدة بولينغ القريبة من واشنطن إلى البيت الأبيض للاجتماع بالرئيس الأميركي بيل كلينتون وبحث فرص عقد قمة تنهي 50 عاما من الصراع العربي الإسرائيلي.
ويبذل كلينتون -الذي يحزم حقائبه لمغادرة البيت الأبيض في غضون أربعة أسابيع- قصارى جهده لتتويج مساعيه بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. ويهدف كلينتون إلى التوصل لاتفاق تاريخي ينهي النزاع ويقدم حلولا للقضايا الشائكة بين الجانبين والمتمثلة في قضية القدس ووضع اللاجئين الفلسطينيين ومساحة الدولة الفلسطينية.
وأنهىالوفدان مساء اليوم اجتماعا مع كلينتون ووزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت بعد خمسة أيام من محادثاتهما في قاعدة بولينغ الجوية. وعلى ضوء ما أحرزه الجانبان في محادثاتهما سيحدد كلينتون ما إذا كان سيوفد مبعوثا إلى الشرق الأوسط للترتيب لقمة شاملة مع الرئيس الفلسطيني عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك.
وكانت أولبرايت قد عقدت لقاءات استمرت ساعتين مع المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات بينهما إلى وضع متأزم.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب ريكر إلى أن أولبرايت أجرت مناقشات جادة جدا استمعت فيها إلى تقييم الجانبين لموقفهما من المفاوضات والمدى الذي يريدان الوصول إليه فيها ولم يعط المتحدث مزيدا من التوضيح.
لكن الوزيرة الأميركية أكدت في مقابلة تلفزيونية أن المفاوضين من الجانبين مستعدون على ما يبدو للعمل بجد لحل ما وصفته بأصعب المسائل على الإطلاق.
وأضافت "إن الأمر يتطلب اهتماما مستمرا وانكبابا أكبر، إذ أن الطرفين مستعدان على ما يبدو لفعل ذلك".
وقالت أولبرايت إن الوقت ينفد وأننا نريد الاستفادة من الفترة التي تبقت للرئيس كلينتون وهو يريد أن تتم الاستفادة من هذا الوقت بطريقة أفضل في الوقت الحالي.
وقلل مسؤول أميركي من حجم الخلاف بين الجانبين، وقال "لم نقل أبدا إن الأمر سيكون سهلا ولكن ما زلنا متفائلين بالالتزام الذي يبديه الجانبان وانفتاحهما في محاولة لإيجاد حل".
عقبات وتنازل
وفي السياق ذاته قال عرفات قبيل بدء محادثاته مع العاهل الأردني عبد الله الثاني في عمان إن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوق اللاجئين . وأشار إلى وجود العديد من العقبات في المفاوضات وأن الإسرائيليين بدؤوا يتراجعون عما قالوه من قبل.
وحمل عرفات إسرائيل المسؤولية لرفضها تنفيذ اتفاقات السلام مما أدى إلى المواجهات المستمرة منذ قرابة ثلاثة شهور. كما شدد على أن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967 هو الذي من شأنه أن يؤدي إلى تسوية سلمية دائمة.
في هذه الأثناء أفادت أنباء صحفية في واشنطن أن إسرائيل أبلغت زعماء اليهود الأميركيين بأن أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين لا بد وأن يعترف بالسيادة الفلسطينية على الحرم الشريف.
ونقلت صحيفة الواشنطن بوست عن وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي قوله أثناء محادثاته مع زعماء اليهود الأميركيين إن الفلسطينيين يسيطرون عمليا على الجزء العلوي من الحرم الشريف، وبالتالي لابد من تحويل الظروف العملية على الأرض إلى واقع ملزم.
وفسرت الصحيفة إشارات بن عامي على أنها إشارة إلى اعتزام إسرائيل التخلي عن منطقة الحرم الشريف. بيد أن مسؤولا إسرائيليا عارض ذلك التفسير وقال إن سيطرة الفلسطينيين العملية ليست محل تساؤل، ولكن السؤال هل بالإمكان إيجاد وضع مقبول للطرفين في سياق اتفاق للسلام.
شهداء وحكومة إنتفاضة
واستشهد فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها في الرابع عشر من الشهر الحالي. وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن الشهيد عبد الله قنن (40عاما) من رفح أصيب برصاص جنود إسرائيليين قرب حاجز للجيش الإسرائيلي جنوبي غزة. كما استشهد ضابط في قوات الدفاع المدني الفلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها قبل ثلاثة أيام. ووصل عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في انتفاضة الأقصى إلى أكثر من 350 إضافة إلى إصابة أكثر من 12 ألفا بجروح مختلفة. واندلعت المصادمات بين الفلسطينيين وقوات الأحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن لم تسجل أي إصابات.
وفي السياق ذاته دعا أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي إلى تشكيل حكومة للانتفاضة الفلسطينية تضم الحركات الفلسطينية المعارضة لعملية السلام. وطالب البرغوثي بتغيير طبيعة الانتفاضة ودعمها بحكومة تضم أطرافا مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي.