الصرب يختارون برلمانا جديدا وتوقع هزيمة الاشتراكييين

توافد الناخبون في صربيا على صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد يتنافس عليه ثمانية أحزاب أبرزها تحالف المعارضة الديمقراطية والحزب الاشتراكي. وتشير استطلاعات الرأي وآراء المراقبين إلى أن تحالف المعارضة الديمقراطية الصربية المؤيد للرئيس اليوغسلافي فويتسلاف كوستنيتشا سوف يحقق فيها فوزا ساحقا، ويطيح بآخر مواقع حزب الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش في السلطة.
ومن المتوقع أن تعلن النتائج الأولية للانتخابات مساء اليوم. ويتولى متابعة الانتخابات مراقبون من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومن جهات مستقلة.
وكان تحالف المعارضة الديمقراطية الذي يضم 18 حزبا وراء وصول كوستنيتشا إلى السلطة. وأعلن الرئيس في وقت سابق أنه سيعين زوران جنجيتش أبرز قيادات التحالف على رأس الحكومة المقبلة. وشارك جينجيتش عام 1989 في إنشاء الحزب الديمقراطي أحد أبرز أحزاب التحالف، وساهم في قيادة المسيرات الاحتجاجية للإطاحة بميلوسوفيتش في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن هذه الانتخابات ستقضي على ما اعتبره المراقبون آمال ميلوسوفيتش في العودة إلى السلطة، بعد أن أجبرته الجماهير على ترك الرئاسة عقب رفضه التخلي عن الحكم رغم خسارته في انتخابات الرئاسة والبرلمان بالاتحاد اليوغسلافي. ويأمل التحالف في أن يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده لمباشرة ما يعتبره إصلاحات تستهدف اجتذاب الاستثمارات الأجنبية.
كما بينت الاستطلاعات أن الناخبين سيصوتون لإنهاء سيطرة الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوسوفيتش على البرلمان. ومن المتوقع أن يحصل تحالف المعارضة على 60 إلى 80% من الأصوات، مما يتيح له السيطرة بشكل حازم على حكومة جمهورية صربيا الجمهورية الكبرى في الاتحاد اليوغسلافي الذي يضم أيضا جمهورية الجبل الأسود.
في غضون ذلك أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن لجان الانتخابات في إقليم كوسوفو فتحت أبوابها بمناطق الأقلية الصربية في شمال الإقليم وداخل مدينة بولي، في حين أكد الشهود عدم وجود لجان انتخابية في مناطق الألبان.
وتعتبر صربيا إقليم كوسوفو الذي يعيش فيه 1,8 مليون نسمة من أصل ألباني دائرة انتخابية واحدة، في حين يقاطع الألبان الانتخابات كما فعلوا في عهد ميلوسوفيتش عام 1990. ويطالب الألبان بالاستقلال عن صربيا واستغل ميلوسوفيتش ذلك ذريعة لشن حرب وحملة تطهير عرقي في الإقليم العام الماضي أدت إلى مقتل الآلاف، وتوقفت بعد ضربات جوية لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
ومن جانبه أعرب رئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو ديوكانوفيتش عن أمله في تحقيق من أسماهم بالإصلاحيين لفوز كبير، واعتبر ذلك سيحسن العلاقات المتوترة بين شريكي الاتحاد الفدرالي منذ سنوات خلال حكم ميلوسوفيتش، مشيرا إلى أن هذا الفوز سوف يفتح آفاق الحوار المشترك ويعزز التعاون بين الجانبين. وتؤيد الغالبية في الجبل الأسود تحالف المعارضة الديمقراطية الصربية وإصلاحات كوستنيتشا.
يذكر أن صربيا والجبل الأسود تشكلان اتحادا فدراليا منذ عام 1992 بعد تفكك يوغسلافيا الاتحادية السابقة.