الأمم المتحدة تحذر من الجفاف في السودان

حذرت الأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من السودانيين سيموتون جوعا بسبب الجفاف في عدد من الولايات السودانية إذا لم يصلهم الغذاء الكافي، في وقت اعترفت فيه الخرطوم بوجود نقص في المواد الغذائية لدى الدولة.
وقال مسؤول في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) إن بعض المناطق جنوب مدينة الفاشر غربي السودان تتعرض للجفاف لأول مرة منذ عام 1972 مما أدى إلى جفاف خزان يغذي نحو مائة ألف شخص بمياه الشرب.
كما ضرب الجفاف مناطق أخرى في ولاية شمال دارفور غربي السودان، وولاية شمال كردفان في وسطه، وولايات شرق الاستوائية وجونقلي وبحر الغزال في الجنوب.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن تسعمائة ألف شخص سيتأثرون بالجفاف في تلك المناطق بينهم أربعمائة ألف سيتعرضون لخطر حقيقي.
وقال إنهم يواجهون الجوع والتهجير وفقدانهم مصادر الرزق والصراع مع القبائل المتنافسة على موارد المياه.
وقال مصدر آخر إن الحرب المستعرة في جنوبي السودان تحول دون إيصال المعونات الغذائية لمواطني ولاية شرق الاستوائية التي يقع معظمها في أيدي حركة التمرد السودانية، خاصة بعد رفض الخرطوم السماح لمنظمات الغوث من الوصول إلى تلك المناطق بعد أن اتهمتها بنقل السلاح والعتاد للمتمردين.
ومن جهتها أعلنت منظمة الفاو في بيان مشترك مع برنامج الأغذية العالمي اليوم أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعانون من نقص في الغذاء في السودان بسبب الجفاف والحرب الأهلية. وأشار البيان إلى أن احتياطي الأغذية آخذ في الانخفاض في وقت تصاعدت فيه أسعار المواد الغذائية.
وأوضح بيان الوكالتين أن قرابة تسعمائة ألف شخص يتضررون بسبب نقص المحاصيل الزراعية في وقت يحتاج فيه ستمائة ألف غيرهم إلى مساعدات غذائية عاجلة. كما أشار البيان إلى أن نحو 2,4 مليون شخص سيكونون بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية بحلول عام 2001.
ورأى البيان أن يستورد السودان نحو 1,2 مليون طن من الحبوب بينها مليون طن من موارده المالية والباقي كمساعدات إنسانية لمواجهة الوضع الحالي.
وأعلنت الوكالتان الدوليتان أن المساعدات الحالية المقترحة للسودان لا تتعدى 34 ألف طن.
ومن جهتها اعترفت الحكومة السودانية بوجود نقص في المواد الغذائية في مختلف أنحاء البلاد، وقالت إنها تتطلع إلى الأسرة الدولية لتقديم مساعدات لها لمواجهة هذا النقص.
وقد عزا وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل هذا النقص إلى ندرة الأمطار، وقال إن حكومته لن تألو جهدا في معالجة الوضع مشيرا إلى أنها على اتصال مع برنامج الأغذية العالمي لتنسيق المواقف.