استشهاد فلسطيني وإصابة أربعة إسرائيليين بجروح

تشييع جثمان الشهيد محمد شلش

undefinedاستشهد شاب فلسطيني برصاص جنود الاحتلال كما أصيب أربعة جنود إسرائيليين بجروح بعد أن صدمتهم سيارة عربية قرب مدينة القدس المحتلة، وتصاعدت حدة التوتر رغم استمرار محادثات واشنطن.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن قوات الاحتلال قتلت راشد برهوم (26 عاما) أثناء قصف مخيم للاجئين الفلسطينيين جنوب القطاع.


وأشارت المصادر الفلسطينية إلى أن الشهيد أصيب برصاصة في عنقه بينما كان يحاول الاحتماء من النيران الإسرائيلية الموجهة إلى مخيم يبنا للاجئين قرب الحدود المصرية بعد منتصف الليل.

وكان ثلاثة مواطنين فلسطينيين قد استشهدوا أمس وجرح خمسون آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات مختلفة بقطاع غزة عندما أطلقت قوات الاحتلال نيران بنادقها وصواريخ مضادة للدروع باتجاه مناطق سكنية فلسطينية. وقال شهود فلسطينيون إن ثلاث شقيقات عائدات من المدرسة لمنزلهن وطفلة تبلغ عاما واحدا كانت في منزلها أصبن برصاص الإسرائيليين.

كما أصيب اليوم أربعة جنود إسرائيليين بجروح إصابة اثنين منهم خطيرة عندما صدمهم فلسطيني بسيارة كان يقودها عند أحد حواجز القدس المؤدية إلى بلدة الرام.

وقالت شرطة الاحتلال إن المهاجم الفلسطيني تمكن من مواصلة طريقه إلى داخل المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية.

إعلان

وكان سائق سيارة أجرة إسرائيلي قد أصيب أمس بجروح بالغة عندما طعنه راكب فلسطيني في صدره قرب القدس. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الفلسطيني طعن السائق في صدره ثم ألقاه خارج السيارة قرب قرية شوريش وفر بالسيارة. مضيفة أنها تبحث عن المهاجم. بينما نقل السائق إلى مستشفى في القدس وهو في حال خطرة.

مفاوضات واشنطن

undefinedمن جهة أخرى كثفت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت من جهودها لدفع المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين نحو تحقيق تقدم في محادثات تستهدف وضع حد للمواجهات المستمرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ 12 أسبوعا. فقد شاركت أولبرايت في محادثات عقدت بالبيت الأبيض وستتوجه إلى القاعدة الجوية التي تجرى بها المحادثات خارج واشنطن في محاولة لمساعدة الجانبين على تحقيق تقدم حسبما أعلنت مصادر في الخارجية الأميركية.

وقالت أولبرايت إن الولايات المتحدة ترى أن هناك فرصة لحدوث تغيير في توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، وإن ذلك انعكس على قراره بالاستقالة من منصبه وخوض انتخابات رئيس الوزراء لتجديد التفويض الممنوح له من الإسرائيليين تجاه التقدم في عملية السلام.

وأضافت "هناك إحساس بوجود فرص، ومن الواضح أن هناك بعض الحسابات المتغيرة لرئيس الوزراء باراك… ونشعر بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد يرى أيضا أن الوقت مناسب" للتقدم باتجاه التوصل لاتفاق سلام حول قضايا الحل النهائي.

ويأتي تدخل أولبرايت بعد قليل من لقاء الرئيس الأميركي بيل كلينتون مع المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين في "جلسة عمل" لمناقشة سبل "دفع عملية السلام".

undefined

وقد وصف القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي المحادثات بأنها كانت "مثمرة للغاية" جرت بروح جديدة وإيجابية يمكن أن تتمخض عن اتفاق إذا ما استمرت بنفس هذه الروح. وأشار بن عامي إلى أن الرئيس كلينتون عرض على الجانبين "ملامح" اتفاق نهائي يعتبر مقبولا كقاعدة للعمل.

undefined

لكن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال إن المحادثات مع الإسرائيليين تواجه "صعوبات رئيسية وخلافات خطيرة". وأضاف عريقات "لا أريد أن أثير توقعات أحد، نحن نجري محادثات جادة للغاية لكننا في الوقت نفسه نواجه صعوبات رئيسية وخلافات خطيرة".

إعلان

وأكد عريقات أن اجتماع قمة يضم الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني لن يكون مفيدا ما لم تكن هناك فرص مؤكدة لنجاحه.

كما قلل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بي جي كراولي بدوره من التفاؤل وقال "علينا أن نكون واقعيين تماما في هذه العملية، فقد شهدنا 11 أسبوعا من العنف في المنطقة من الواضح أنها تركت ندوبا لدى الجانبين".

وأضاف كراولي أن طبيعة التقدم في المحادثات ومداه يعتمد على الطرفين واستبعد الحديث عن قمة ثلاثية في الوقت الراهن قبل أن تتضح معالم المفاوضات الجارية حاليا.

وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بأي تفاصيل وقال إن المحادثات ما زالت مستمرة.

وقال فيليب ريكر إن من السابق لأوانه التحدث عن وقف دورة العنف، ومن المتوقع أن تنتهي الاجتماعات بحلول مساء الخميس أو الجمعة عندما تبدأ عطلة عيد المنارة اليهودي.

وفي الأمم المتحدة قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة ناصر القدوة إنه سيطلب من مجلس الأمن التصويت ثانية على اقتراح إرسال قوات لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, وأضاف القدوة في مؤتمر صحفي أن الشعب الفلسطيني لن يتمكن من الانتظار بعد سقوط أكثر من ثلاثمائة شهيد وأكثر من 14 ألف جريح برصاص جنود الاحتلال منذ تفجر المواجهات في التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.

تحركات دبلوماسية مكثفة
وفي القاهرة أكد وزير الخارجية المصري عمرو موسى أن محادثات واشنطن يمكن أن تؤدي إلى اتفاق في غضون أسابيع.

وقال موسى بعد اجتماع الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إنه إذا كانت النية والإرادة السياسية نحو التوصل إلى تسوية موجودة فإنه بالإمكان إحراز تقدم في غضون أسابيع. وأضاف أن عملية التسوية النهائية هي الأساس لجميع الاتصالات الجارية.

undefined

وفي وقت لاحق أجرى مبارك محادثات مع يوسي ساريد زعيم حزب ميريتس الإسرائيلي الذي قال للصحافيين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك أرسله للتشاور حول محادثات واشنطن.

إعلان

وذكر ساريد عددا من القضايا الشائكة بين الجانبين مثل الحرم القدسي الشريف والحدود وحق عودة اللاجئين وقال "إننا نحاول حل هذه المشكلات في وقت واحد".

يذكر أن مصر استدعت سفيرها في إسرائيل محمد بسيوني الشهر الماضي احتجاجا على استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في قمع الانتفاضة الفلسطينية. وأوضح ساريد أنه واثق من أن السفير المصري سيعود إلى إسرائيل فور ظهور أصداء إيجابية في واشنطن.

المصدر : وكالات

إعلان