استشهاد ثلاثة فلسطينيين وكلينتون يلتقي المتفاوضين

استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين وجرح 50 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهات مختلفة بقطاع غزة. ويتزامن ذلك مع بدء يوم ثان من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن. وقد التقى الرئيس الأميركي بيل كلينتون المفاوضين للبحث عن مخرج لإنقاذ عملية السلام المتوقفة منذ الصيف الماضي.
وقالت مصادر طبية إن هاني يوسف الصوفي البالغ من العمر 14 عاما استشهد في منطقة رفح بقطاع غزة بالقرب من الحدود المصرية. وأضافت أن رفعت فيصل أبو مرزوق وهو موظف في الدفاع المدني استشهد أيضا عندما قصفت القوات الإسرائيلية السيارة التي كان يستقلها بالقرب من مستوطنة نتساريم جنوب قطاع غزة. كما أصيب 50 آخرون على الأقل في المصادمات التي استمرت خمس ساعات في القطاع.
وفي رفح أطلقت القوات الإسرائيلية نيران بنادقها وما بدا أنه صواريخ مضادة للدبابات باتجاه مناطق سكنية فلسطينية. وقال شهود فلسطينيون إن ثلاث شقيقات عائدات من المدرسة لمنزلهن وطفلة تبلغ عاما واحدا كانت في منزلها، أصبن برصاص الإسرائيليين.
وفي حادث منفصل أصيب سائق سيارة أجرة إسرائيلي بجروح بالغة عندما طعنه راكب فلسطيني في صدره قرب القدس. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الراكب طعن السائق في صدره ثم دفعه إلى خارج السيارة قرب قرية شوريش وفر بالسيارة, مضيفة أنها تبحث عن المعتدي. ونقل السائق إلى مستشفى في القدس وهو في حال خطرة.
وفي أول رد فعل على المواجهات اعتبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استشهاد الفلسطينيين تصعيدا عسكريا يهدف إلى تخريب عملية السلام. وقال عرفات للصحفيين لدى وصوله غزة قادما من القاهرة إن الشهداء الذين سقطوا دليل على أن هناك أوامر عسكرية صادرة لتصعيد العمل العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. وأضاف بأنها تستهدف أيضا عرقلة المحادثات الجارية في واشنطن والرامية إلى إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات من جديد.
مفاوضات واشنطن
على صعيد آخر أعلن في واشنطن أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون التقى المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال "جلسة عمل" لمناقشة سبل "دفع عملية السلام".
وصرح الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عقب المحادثات التي جرت في البيت الأبيض مع كلنتون ووزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي أن المفاوضات تواجه مزيدا من الصعوبات وخلافات عميقة.
وأضاف عريقات أن اجتماع قمة بين كلنتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لن يكون مثمرا ما لم تكن هناك فرصة مؤكدة لنجاح مثل هذه القمة.
من ناحيته قال وزير الخارجية الإسرائيلي شلومو بن عامي في تصريحات أدلى بها للصفيين إن المفاوضات تعقد بروح جديدة وإيجابية معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق.
وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن الإدلاء بأي تفاصيل, وقال إن المحادثات ما زالت مستمرة. وقال فيليب ريكر إن من السابق لأوانه التحدث عن وقف دورة العنف، ومن المتوقع أن تنتهي الاجتماعات بحلول مساء الخميس أو الجمعة، عندما تبدأ عطلة عيد المنارة اليهودي.
وفي الأمم المتحدة قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة ناصر القدوة إنه سيطلب من مجلس الأمن التصويت ثانية على اقتراح إرسال قوات لحماية الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, وأضاف القدوة في مؤتمر صحفي أن الشعب الفلسطيني لن يتمكن من الانتظار بعد سقوط أكثر من ثلاثمائة شهيد وأكثر من أربعة عشر ألف جريح.
تحركات دبلوماسية مكثفة
وفي القاهرة أكد وزير الخارجية المصري عمرو موسى أن محادثات واشنطن يمكن أن تؤدي إلى اتفاق في غضون أسابيع. وقال موسى بعد اجتماع الرئيس حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إنه إذا كانت النية والإرادة السياسية نحو التوصل إلى تسوية موجودة، فإن بالإمكان إحراز تقدم في غضون أسابيع. وأضاف أن عملية التسوية النهائية هي الأساس لجميع الاتصالات الجارية.
وفي وقت لاحق أجرى مبارك محادثات مع يوسي ساريد زعيم حزب ميريتس الإسرائيلي الذي قال للصحفيين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك أرسله للتشاور حول محادثات واشنطن.
وذكر ساريد عددا من القضايا الشائكة بين الجانبين مثل الحرم القدسي الشريف والحدود وحق عودة اللاجئين، وقال "إننا نحاول حل هذه المشكلات في وقت واحد".
يذكر أن مصر استدعت سفيرها في إسرائيل محمد بسيوني الشهر الماضي احتجاجا على استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في قمع الانتفاضة الفلسطينية. وأوضح ساريد أنه واثق من أن السفير المصري سيعود إلى إسرائيل فور أن تظهر أصداء إيجابية في واشنطن.