بوش في واشنطن لتأمين انتقال السلطة

يبدأ الرئيس الأميركي المنتخب جورج بوش محادثات في واشنطن مع الرئيس بيل كلينتون، استعداداً لنقل السلطة في البلاد، بينما تعقد الهيئة الانتخابية اجتماعها لاختيار الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدة.
ويسعى بوش في زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام إلى تجاوز انقسامات عميقة مع الديمقراطيين نجمت عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومن المقرر أن يلتقي بوش زعماء الكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين لردم الهوة بين الحزبين، وفتح صفحة جديدة في العلاقة بينهما.
كما يلتقي الثلاثاء الرئيس الأميركي بيل كلينتون الذي تغلب على بوش الأب في انتخابات عام 1992. وسيلتقي أيضا بنائب الرئيس الأميركي آل غور الذي خسر الانتخابات أمام بوش.
وكان بوش اختار كوندوليزا رايس مستشارة للأمن القومي لتكون ثاني أميركية من أصل أفريقي تحتل منصبا رفيعا في البيت الأبيض، بعد كولن باول الذي عين وزيرا للخارجية، كما أنها أول سيدة تحتل هذا المنصب.
كما عين آل غونزاليس القاضي من أصل إسباني وعضو المحكمة العليا في تكساس رئيسا لهيئة المحامين في البيت الأبيض.
وكان بوش قد تعهد بمراعاة التنوع العرقي والسياسي في إدارته، وقال في هذا الصدد إن رسالته وراء هذه التعيينات هي "أن الأشخاص الذين يعملون بجد وإخلاص ويتخذون القرارات الصحيحة في حياتهم بمقدورهم تجاوز أي شيء يريدون في أميركا".
ويجري بوش الذي من المقرر أن يتسلم السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل، مشاورات لتشكيل الطاقم الوزاري الذي يتوقع أن يضم عناصر من الحزب الديمقراطي، أبرزهم السناتور جون برو المرشح لمنصب وزير الطاقة خلفاً لبيل ريتشاردسون.
ويشير مراقبون إلى أن تحركات بوش تكشف اقتناعه بأنه مضطر للتنسيق مع الديمقراطيين، الذين يحتلون نصف مقاعد مجلس الشيوخ، ويتخلفون عن الجمهوريين في مجلس النواب بفارق تسعة مقاعد فقط.
ويستهل بوش اجتماعاته في واشنطن بلقاء ألان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي لمناقشة مقترحات الرئيس المنتخب حول خفض الضرائب بنحو 1300 مليار دولار.
وكان جرينسبان قد صرح بأنه يفضل استخدام فائض الميزانية في دفع الديون لا في تغطية خطط خفض الضرائب.
وفي السياق ذاته فإن من المتوقع أن يحصل بوش على 271 صوتا من أعضاء الهيئة الانتخابية للولايات المتحدة في المحطة الأخيرة لإعلان الرئيس الأميركي الجديد، أي بزيادة صوت واحد عما كان يحتاجه للفوز برئاسة الولايات المتحدة.
الأميركيون راضون عن بوش
وأظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الأحد أن غالبية الأميركيين يعتبرون جورج بوش رئيسا شرعيا رغم أن فوزه بالانتخابات جاء بموجب قرار من المحكمة الفدرالية العليا .
واعتبر 53% من الناخبين أن بوش فاز بالانتخابات بطريقة شرعية في حين عارض 40% هذا الرأي وفق استطلاع أجرته محطة (سي بي إس نيوز) التلفزيونية.
وقال 50% من أصل 1046 شخصا استطلعت آراؤهم إنهم "راضون" عن انتخاب حاكم تكساس في حين أعرب 45 % عن عدم رضاهم.
وفي استطلاع آخر أعدته (سي إن إن/يو إس أيه، وتوداي غالوب) أكد 48% من الأشخاص أن المرشح الجمهوري فاز بطريقة نزيهة في حين رأى 32% منهم أن فوزه كان إجرائيا. واعتبر 16% أنه "سرق هذا الفوز".