اعتقال إصلاحي إيراني
اعتقلت السلطات الإيرانية المعارض عزت الله سحابي الذي ينتمي لحركة تحرير إيران المؤيدة للإصلاح.
ويواجه سحابي وهو نائب سابق وأحد المعارضين لحكم الشاه تهما تتعلق بالتهجم على مرشد الثورة الإيرانية أية الله علي خامنئي وبث دعايات مناهضة للنظام في خطبة وجهها للطلاب في طهران في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وكان سحابي قد وجه خطابا في حشد طلابي أقيم في جامعة أمير كبير بطهران في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هاجم فيه المحافظين وقال "إن سياسة القمع لا تستطيع البقاء طويلا".
وسبق لسحابي أن واجه المحاكمة في الشهر نفسه على خلفية إسهامه في حلقة دراسية أقيمت في برلين بداية هذا العام وتناولت مستقبل الإصلاح في إيران.
وأدار سحابي في سنوات عدة المجلة الشهرية السياسية "إيران إي فردة" (إيران غدا) المحظورة حاليا والتي كان ينشر فيها مقالات وتحليلات لشخصيات من الأوساط الإصلاحية.
يذكر أن حركة تحرير إيران حركة علمانية غير معترف بها في إيران أسسها مهدي بازركان الذي اختاره الخميني ليكون أول رئيس للوزراء في أعقاب نجاح الثورة الإيرانية عام 1979.
ويقود الحركة الآن إبرهيم يزدي وزير الخارجية السابق في عهد بازركان.
واستطاع سحابي أن يشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة في إطار ائتلاف ضم تشكيلات صغيرة وطنية ودينية وتقدمية نجحت في الفوز بثلاثة مقاعد.
استقالة مهاجراني
ومن جهة أخرى أبدى فنانون وسياسيون إصلاحيون إيرانيون أسفهم لاستقالة وزير الثقافة عطاء الله مهاجراني بينما أبدى المحافظون ارتياحا للخلاص من الرجل الذي طالما عارضوا وجوده على رأس المؤسسة الثقافية في البلاد.
واستقال مهاجراني يوم الخميس الماضي بضغط من المحافظين بقيادة الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وكان مهاجراني الذي حظي بشعبية هائلة بين الشباب المهندس الرئيسي للنهضة الثقافية التي مهدت الطريق لحرية صحافة لم يسبق لها مثيل وازدهار للفنون عبر عن نفسه بفوز أفلام إيرانية عدة بجوائز دولية.
غير أن الازدهار الثقافي القصير الذي بدأ عندما تولى مهاجراني منصبه عام 1997 أثار غضب المحافظين الذين اتهموه ومساعديه بتدمير قيم ثورة 1979 الإسلامية.
وحظر القضاء الذي يسيطر عليه المتشددون أكثر من 30 صحيفة ومجلة استنادا لتلميح من خامنئي الذي اتهم في إبريل/نيسان الماضي وسائل الإعلام الإصلاحية بأنها "قواعد للعدو".
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن مهاجراني قوله "إن القيود والشروط التي وضعت في مجالات الفن والثقافة والفكر جعلت من الصعب علي مواصلة مهامي".
واعتقد بعض المحللين أن الرئيس الإيراني المعتدل محمد خاتمي المؤيد الرئيسي لمهاجراني سيكون الهدف التالي.
وقال السياسي المخضرم محمد رضا تراقي "كانت جميع أنشطة مهاجراني سلبية. لقد فتح الطريق لأولئك الذين يعارضون الدين لذلك كان على القائد أن يرده".
ووجه قاض كبير من المحافظين هو قربان علي دوري نجف أبادي رئيس المحكمة الإدارية وسط مدينة ري تحذيرا لأحمد مسجد جامع الذي عين مشرفا على وزارة الثقافة خلفا لمهاجراني بضرورة ملاحظة المشاغل التي تواجه زعيم الثورة.