إسرائيل تغتال شابا والمحادثات تتكثف

اغتالت إسرائيل ناشطا في حركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في الوقت الذي تجري فيه لقاءات فلسطينية إسرائيلية تهدف إلى استئناف مفاوضات السلام رسميا وترتيب لقاء بين عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود باراك.
وقال مسؤول في حركة فتح إن ناشطا بارزا من أعضاء الحركة قتل في انفجار هذا الصباح وصفه المسؤول بأنه عملية اغتيال إسرائيلية. وذكر أن الشهيد يدعى سامح ملاعبة وهو من مخيم قلنديا للاجئين القريب من القدس.
وأوضح المسؤول أن الشهيد استدعي إلى مكان في المخيم حيث قتل بمتفجر أدى إلى احتراق وجهه ويديه. ويذكر أن إسرائيل كثفت مؤخرا من عمليات القتل التي استهدفت نشطين فلسطينيين في هجمات مدروسة.
وشيع آلاف الفلسطينيين شهداء المواجهات السابقة وهم يهتفون "الموت لإسرائيل". وتحدث الإسرائيليون عن اشتباكات خفيفة متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي هذه الأثناء دعت ثلاث حركات شعبية فلسطينية هي حركة الجهاد الإسلامي والجبهتان الديمقراطية لتحرير فلسطين والشعبية (القيادة العامة) في بيانات منفصلة إلى مواصلة الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية. وشددت على رفض استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي الأخرى قد دعت السلطة الفلسطينية إلى "وقف كل أشكال اللقاءات السرية والعلنية مع العدو". كما طالبت "بوقف كل أشكال التنسيق الأمني".
اعتقال متعاون
وفي سياق آخر ذكر مصدر أمنى فلسطيني أن جهاز الأمن الوقائي اعتقل مؤخرا فلسطينيا مشتبها بتعاونه مع المخابرات الإسرائيلية وتزويدها بمعلومات أدت إلى مقتل أحد نشطاء حركة فتح في رفح وثلاثة آخرين في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال المصدر الأمني "إن التحقيق ما زال مستمرا مع المشتبه به الذي رفض المصدر الكشف عن اسمه".
يذكر أن هذا هو ثاني عميل يعتقل منذ اعتقال علان بني عودة الشهر الماضي في الضفة الغربية الذي قضت عليه محكمة فلسطينية بالإعدام بتهمة مساعدة جهاز المخابرات الإسرائيلي في مقتل أحد قياديي كتائب عز الدين القسام في نابلس الشهر الماضي أيضا.
استئناف المفاوضات
في غضون ذلك عقد مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون محادثات في ساعة متأخرة من مساء أمس استهدفت استئناف مفاوضات السلام الرسمية وسط جو من الغموض بشأن إمكانية ترتيب اجتماع بين باراك وعرفات. لكنها المرة الأولى التي يبدي فيها الجانبان اتجاها جديا لإنعاش عملية السلام المتوقفة منذ اندلاع المواجهات.
والتقى المفاوضان الفلسطينيان صائب عريقات ومحمد دحلان مع نظيريهما الإسرائيليين شلومو بن عامي وجلعاد شير في مكان لم يكشف عنه بعد يوم من الهدوء النسبي في الضفة الغربية وغزة.
وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن المحادثات الرسمية قد تبدأ هذا الأسبوع إذا خفت أعمال العنف، في حين حذر الفلسطينيون من أنه لن يتم تحقيق تقدم يذكر دون تقديم تنازلات إسرائيلية.
وكان عريقات قد أكد أن الجانبين يعقدان اتصالات استكشافية للتحضير لاجتماع قمة محتمل في الولايات المتحدة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك لكنه قال "إن الحديث عن المفاوضات أو القمة قبل أن تلتزم إسرائيل بإنهاء الاحتلال تفاؤل غير مبرر وسابق لأوانه".
وعلى الجانب الإسرائيلي قال وزير العدل يوسي بيلين إن وضع شروط مسبقة خطأ. وأعلن فيه مسؤولون قريبون من المفاوضات أن باراك مستعد للذهاب إلى مدى أبعد من الحلول الوسط التي قبلها في اجتماع قمة كامب ديفيد مقابل مرونة الفلسطينيين بشأن حق العودة للاجئين.
إلا أنهم أضافوا أن باراك لن يقدم حلولا وسطا بشأن سيادة إسرائيل على الحرم القدسي الشريف أو خطط لتركيز نحو 170 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات ضخمة بالضفة الغربية.
كلينتون يهاتف عرفات
من جهة أخرى أعرب الرئيس الأميركي بيل كلينتون في اتصال هاتفي مع عرفات عن تفاؤله بقرب التوصل إلى حلول نهائية بعد أن بدأ الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي إجراء محادثات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ب.ج. كرولي إنه من الممكن أن يجتمع المفاوضون في واشنطن في الأيام القليلة القادمة وإذا أحرز تقدم فمن شأن هذه المحادثات أن تمهد الطريق لقمة محتملة بين عرفات وباراك.