حزب العمل يرشح باراك لانتخابات رئاسة الحكومة

اختار حزب العمل الإسرائيلي رئيس الوزراء المستقيل إيهود باراك مرشحا له لخوض انتخابات رئاسة الوزراء المقرر إجراؤها في غضون ستين يوما. واختارت اللجنة المركزية في الحزب باراك فيما يشبه الإجماع أثناء اجتماع عقدته في تل أبيب. وقال باراك إن الانتخابات القادمة ستكون حاسمة لمستقبل إسرائيل.
وقدم باراك استقالته أمس للرئيس الإسرائيلي موشيه قصاب بعد أسابيع من الضغوط السياسية وفشله في وضع حد للمواجهات التي تشهدها الأراضي المحتلة. وستصبح الاستقالة سارية المفعول بعد مرور 48 ساعة.
ويقول مراقبون إن باراك وجه بقرار الاستقالة ضربة وقائية لخصمه رئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو والذي يتقدم حاليا على باراك في استطلاعات الرأي العام. ويرى محللون إسرائيليون أن باراك المحاصر بسبب خسارة أغلبيته البرلمانية وانهيار شعبيته في استطلاعات الرأي منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية لجأ إلى التكتيك الوحيد الذي يوفر له أملا ولو ضئيلا للبقاء في السلطة عبر حرمان نتنياهو من الترشيح.
وبموجب القانون الإسرائيلي الحالي لا يسمح إلا لأعضاء الكنيست بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات الخاصة التي ستجرى في غضون ستين يوما. واستقال نتنياهو من عضوية الكنيست ومن زعامة حزب ليكود بعد أن هزمه باراك العام الماضي.
وقال داني نافيه عضو الكنيست عن حزب ليكود المستشار السابق لنتنياهو في السنوات الثلاث التي رأس فيها الحكومة إن المعارضة يجب أن تضغط من أجل انتخابات عامة بغض النظر عن قرار استقالة باراك. وأضاف أنه ومع إجراء الانتخابات العامة فمن المحتمل أن يتغير تركيب الكنيست بحيث تكون هناك أغلبية لليمين.
وكان الكنيست قد أقر في الثامن والعشرين من الشهر الماضي قانونا لحل نفسه أيده باراك. وقد استعدت الساحة السياسية الإسرائيلية عقب ذلك لانتخابات مبكرة على الأرجح في مايو/ أيار من العام المقبل، أشارت معظم استطلاعات الرأي إلى فوز نتنياهو الأكيد فيها.
وسيبقى باراك في منصبه رئيس وزراء بالوكالة لحين تشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات. ويتوقع أن يكون زعيم الليكود أرييل شارون المنافس الأول لباراك، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شارون سيواجه صعوبات جمة في مواجهة باراك.
ردود أفعال
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لدى عودته إلى غزة من زيارة للسعودية أن قرار استقالة باراك سيجمد عملية السلام إلى ما بعد الانتخابات. وقال إن الاستقالة كانت متوقعة وإنها نتيجة طبيعية للفوضى التي تشهدها إسرائيل.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عصمت عبد المجيد إن الانتفاضة أدت إلى استقالة باراك وهي خير تعبير عن أزمة السياسة الإسرائيلية.
وأكد خالد مشعل أحد قياديي حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الانتفاضة هي التي أطاحت بباراك وهذا خير دليل على ضرورة استمرارها.
وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر طاهر إن الاستقالة تعكس عمق الأزمة في إسرائيل وآثار سياساتها العدوانية في المنطقة.