استشهاد فلسطيني ومشروع المراقبين أمام مجلس الأمن

استمرت المواجهات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال مع دخول الانتفاضة شهرها الثالث، فقد استشهد فتى دهسه مستوطن بسيارته. وكانت مواجهات جرت الليلة الماضية أدت إلى إصابة ستة فلسطينيين بجروح.
وقالت مصادر فلسطينية إن الفتى شادي أحمد حسن زول (14 عاماً) استشهد بعد أن دهسه مستوطن بسيارته قرب قرية حوسان جنوبي الضفة الغربية. وقالت عائلة الشهيد إن المستوطن تعمد دهس ابنها بسيارته قبل أن يفر إلى مستوطنة بيتار عليت القريبة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت المستوطن للتحقيق معه، غير أن متحدثاً باسمها قال إن الشرطة تتعامل مع الملف باعتباره مجرد حادث سير.
وكانت مصادر طبية قالت إن ستة فلسطينيين بينهم طفلة في التاسعة من عمرها جرحوا برصاص الاحتلال وقذائفه في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.
وقد أصيبت الطفلة الفلسطينية ومواطن آخر في خان يونس، في حين أصيب الأربعة الآخرون في دير البلح أثناء اشتباكات تفجرت عندما اقتلعت جرافات الاحتلال أشجارا للمواطنين الفلسطينيين في المنطقة.
وتبادل مسلحون فلسطينيون وجنود الاحتلال إطلاق النار في محيط مستوطنات غوش قطيف، وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية قصفت منازل فلسطينية في المنطقة وألحقت أضرارا كبيرة بها.
وكان فلسطينيان استشهدا الليلة الماضية متأثرين بجروح أصيبا بها في مواجهات سابقة مع جنود الاحتلال.
وقالت مصادر طبية إن محمد المشهراوي (14 عاماً) استشهد متأثراً بإصابة في الرأس تعرض لها أثناء مواجهات مع جنود الاحتلال قرب معبر المنطار يوم السبت الماضي.
كما استشهد الشاب أشرف الباسوس (20 عاماً) في مستشفى أردني كان قد نقل إليه لتلقي العلاج من جروح أصابته في صدره أثناء مواجهات قرب المنطار أيضاً.
مطالب فلسطينية بالتحقيق
وطالبت أسر خمسة فلسطينيين استشهدوا برصاص الاحتلال قبل أيام في منطقة قلقيلية شمال الضفة الغربية بإجراء تحقيق دولي في مقتل أبنائهم. وقالت أسر الشبان الخمسة إن جنود الاحتلال قتلوا يوم الإثنين الماضي الشبان –الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والسادسة والعشرين- بدم بارد.
ومنعت القوات الإسرائيلية الفرق الطبية من تقديم الإسعافات للشبان الجرحى الذين ظلوا ينزفون عشر ساعات حتى وفاتهم.
وقالت قوات الاحتلال إن الشهداء الخمسة أعضاء في مجموعة مسلحة هاجموا دورية إسرائيلية وأصيبوا أثناء تبادل لإطلاق النار، لكن شهود عيان وضباط أمن فلسطينيين قالوا إن الشهداء لم يكونوا مسلحين.
وقالت أسر الشهداء في رسالتها التي بعثت بها إلى السيناتور الأمريكي جورج ميتشل باعتباره رئيساً للجنة تحقيق جرى تشكيلها بموجب اتفاق شرم الشيخ، إن أبناءها لا ينتمون لأي تنظيم وإنهم لم يكونوا مسلحين ساعة إطلاق النار عليهم.
وقالت مصادر فلسطينية إن لجنة ميتشل ستتوجه إلى الأراضي الفلسطينية في الحادي عشر من ديسمبر/ كانون الأول القادم، وذلك في إطار مهمتها لتقصي الحقائق في المواجهات الدائرة منذ التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، وأدت تلك المواجهات إلى استشهاد نحو 280 فلسطينياً برصاص جنود الاحتلال.
تقديم مشروع المراقبين
وقدم ممثل مالي في مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية مشروع قرار فلسطيني يقضي بنشر قوات رقابة دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقدمت مالي القرار باسم مجموعة دول عدم الانحياز رغم اعتراضات إسرائيلية وأميركية عليه.
ويقضي المشروع بنشر ألفي مراقب دولي غير مسلحين لمراقبة الأوضاع في الضفة والقطاع، كما يقضي بوقف فوري للمواجهات، ويدعو إسرائيل إلى وقف الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين.
ويطالب المشروع الذي أعده المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة ناصر القدوة بتأمين حرية التنقل للفلسطينيين، وتأمين الاتصال بين الشرطة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية.
ووصف وزير العدل الإسرائيلي يوسي بيلين المشروع بأنه "فكرة سخيفة"، وقال إن المطلوب هو استئناف المفاوضات وليس نشر قوات دولية.
وقال بيلين وهو أحد عرابي اتفاقات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل "يمكن نشر مثل هذه القوة ضمن اتفاق سلام مع الفلسطينيين، على غرار تلك المنتشرة في شبه جزيرة سيناء بموجب الاتفاقات مع مصر".
وأضاف بيلين "إن الاقتراح مضيعة للوقت، من شأنه أن يتيح الفرصة للمتطرفين من الجانبين" لإلحاق المزيد من الضرر بعملية السلام على حد تعبيره.