عرفات يلتقي في غزة بمسؤولين إسرائيليين سرا

أعلنت مصادر إسرائيلية أن لقاء سريا عقد الليلة الماضية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومسؤولين إسرائيليين، وذلك قبل ساعات من وصول داني ياتوم المستشار الأمني لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن وزير السياحة أمنون شاحاك وعامي أيالون -الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلي (شاباك)- عقدا لقاء مع عرفات لم يكشف عن مضمونه.
ورفض شاحاك تأكيد أو نفي عقد الاجتماع، وقال إنه لا يود الدخول في لعبة الإعلام، مشيرا إلى أن "الجيش لا يمكنه حمل مسؤولية حل الأزمة الراهنة وحده". وأضاف "لذا يجب اللجوء لوسائل سياسية أخرى".
ويرجع تاريخ آخر لقاء بين عرفات ومسؤولين إسرائيليين إلى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عندما التقى عرفات مع وزير التعاون الإقليمي شمعون بيريس، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك الذي تحدث هاتفيا مع عرفات يوم الجمعة الماضي رفض السماح لبيريس بعقد لقاء آخر مع الرئيس الفلسطيني.
وقال بيريس إن عرفات "مستعد للقائي"، وأضاف "لقد نقلت الرسالة إلى رئاسة مجلس الوزراء، لكنها لم تعطني جوابا بعد". وتقول مصادر إسرائيلية إن باراك يعتقد أن لقاء كهذا "سابق لأوانه".
وكان بيريس قاد المفاوضات مع الفلسطينيين قبل سقوطه في الانتخابات العامة عام 1996 أمام مرشح اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وخلف باراك بعد ذلك بيريس في قيادة حزب العمل.
ويلتقي اليوم الرئيس المصري مع مستشار باراك الأمني داني ياتوم، وذلك في محاولة لوقف تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، بعد أن قررت القاهرة استدعاء سفيرها من تل أبيب ردا على قصف إسرائيل قطاع غزة بالطائرات والسفن الحربية الأسبوع الماضي. وقالت مصر إنها لن تعيد سفيرها إلى إسرائيل إلا بعد توقف المواجهات.
وقالت مصادر مصرية إن ياتوم وصل القاهرة وكان في استقباله في مطار القاهرة أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري.
وكان مبارك استقبل أمس الرئيس الفلسطيني الذي أطلعه على نتائج اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الماضي.
وكان عرفات قد أبلغ التلفزيون الأردني بعد وصوله عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إنه يأمل في أن تحقق التحركات الدبلوماسية شيئا ما باتجاه وضع حد لأعمال العنف الدامية في الأراضي الفلسطينية. وجاءت تصريحاته بعد زيارة قام بها لموسكو والتقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف إن بلاده تؤيد نشر مراقبين دوليين في الأراضي الفلسطينية، وقال إيفانوف "نعتقد أن المراقبين الدوليين أو الوجود الدولي يمكن أن يكون مفيدا"، وأضاف "نحن مستعدون لتأييد صيغة من الوجود الأجنبي مقبولة من الجانبين".
وطالبت السلطة الفلسطينية بنشر قوة حماية دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، غير أن إسرائيل رفضت ذلك، كما رفضت نشر مجموعة مراقبين غير مسلحين، وهي صيغة اقترحتها فرنسا وأيدتها بريطانيا، لكن مجلس الأمن الدولي طلب من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إجراء مشاورات مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول الصيغة المقبولة لديهما لنشر المراقبين.
استمرار المواجهات
ولم تفلح التحركات السياسية حتى الآن في وقف المواجهات التي أدت إلى استشهاد أربعة فلسطينيين أمس بينهم اثنان في جنين وثالث في نابلس شمال الضفة الغربية، بينما استشهد الرابع وهو فتى في الثالثة عشرة من عمره في خانيونس، أصيب بقذائف دبابة إسرائيلية، وقالت مصادر طبية فلسطينية إن مواجهات أمس أدت إلى جرح نحو ستين فلسطينيا إصابات بعضهم خطيرة.
وقالت مصادر فلسطينية إن زوارق إسرائيلية أطلقت قذائفها باتجاه منطقة خانيونس في ساعات الليل، لكن متحدثة باسم القوات الإسرائيلية قالت إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا نيران أسلحتهم باتجاه الزوارق، وذكرت أنها لا تعلم شيئاً عن قصف بحري لخانيونس.
وقصف جنود الاحتلال مقرات للشرطة الفلسطينية في رفح بالقنابل اليدوية لكن لم يبلغ عن إصابات، كما تبادل المسلحون الفلسطينيون وجنود الاحتلال إطلاق النار في مدن رام الله والخليل وسط وجنوب الضفة الغربية على التوالي.
من ناحية ثانية دعا الرئيس العراقي صدام حسين الأمم المتحدة لإضافة بند لاتفاق النفط مقابل الغذاء يسمح بتزويد الفلسطينيين بشحنات من النفط العراقي.
وطالب الرئيس العراقي مجلس وزرائه بتقديم مذكرة رسمية لمجلس الأمن ولـ عنان، لتضمين الاتفاق القائم بين العراق والأمم المتحدة مثل هذا البند، وقال في تصريحات نقلها التلفزيون العراقي إن "الهدف من تقديم هذه الإمدادات المقترحة هو دعم الانتفاضة ضد إسرائيل".