مقتل جنديين في غزة وإسرائيل تطلب إخلاء مكاتب الارتباط

تلاحقت الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشهدت المواجهات المتبادلة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية تحولا نوعيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. فقد قتل جنديان إسرائيليان في غزة، واستشهد فلسطيني في نابلس، في اليوم التالي لانفجار الخضيرة الذي أدانه عرفات وأعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عنه، وجاء الانفجار بعد أن قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس أربعة فلسطينيين بنيران دباباتها.
ورافق هذه الأحداث تحركات دبلوماسية مكثفة في العواصم ذات العلاقة، لكن الجهود لم تفلح في وقف التصعيد، في حين أعلنت السلطة الفلسطينية أنها بدأت تتخذ خطوات وقائية لمواجهة تحرك إسرائيلي محتمل لإعادة احتلال المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
مقتل إسرائيليين واستشهاد ناشط في حماس
ودمرت إسرائيل موقعا فلسطينيا في قطاع غزة، في الوقت الذي طلبت فيه من الفلسطينيين إخلاء المكاتب العائدة للجان الارتباط الإسرائيلية الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة بأسرع وقت ممكن، في خطوة مفاجئة لم يعلن الهدف منها.
وقتل جنديان إسرائيليان متأثران بجراح أصيبا بها مع آخرين في انفجار بالقرب من مستوطنة نيفيه ديكاليم بقطاع غزة. وتزامن ذلك مع استشهاد ناشط معروف في كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- يدعى إبراهيم بني عوده كان قد أطلق سراحه مؤخرا من سجن فلسطيني.
وأكد شهود عيان أن مروحية إسرائيلية هاجمت سيارة الشهيد في نابلس وقصفتها بصاروخ دمر السيارة وهشم رأسه. وإثر ذلك نزل آلاف الفلسطينيين إلى شوارع نابلس مكبرين وداعين إلى الجهاد والثأر. وقد نفى متحدث عسكري إسرائيلي تورط قوات الاحتلال في الحادث، وقال إن القذيفة أسقطت خطأ.
تأهب لغزو إسرائيلي
من ناحية أخرى أعلن مسؤول فلسطيني أن السلطة بصدد اتخاذ خطوات وقائية لمواجهة أي تحرك إسرائيلي لإعادة احتلال المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وصرح العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي لصحيفة الشرق الأوسط أن هذه الخطوة هي السلاح الوحيد الذي لم تستخدمه إسرائيل في المصادمات المستمرة منذ حوالي شهرين. وقال دحلان "لا يوجد لدى إسرائيل أسلحة أكثر مما استخدمت، فهي احتلت نصف غزة ونصف الضفة الغربية، ولم يبق أمام الإسرائيليين إلا خطوة واحدة وهي أن يعيدوا احتلال مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل، وهذا ما نتوقعه ونعد العدة له".
الجدير بالذكر أن إسرائيل أغلقت مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني، وقيدت حركة الأفراد والبضائع بين غزة والضفة الغربية وحركة البضائع منهما إلى إسرائيل.
التحركات الدبلوماسية
وعلى الصعيد الدبلوماسي أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الموجود حاليا في القاهرة، سيتوجه غدا إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أعمال العنف في الشرق الأوسط. وهي خطوة تشير إلى رغبة في إحياء محادثات السلام المتوقفة، وفي حث روسيا للعب دور أكبر في مساعي وقف الاشتباكات الفلسطينية الإسرائيلية.
وحمل عرفات إسرائيل مسؤولية جمود عملية السلام، وقال إن باراك هو الذي أعلن تجميد هذه العملية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي بالنيابة شلومو بن عامي قد صرح أن وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أبلغته برغبة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في إحياء محادثات السلام. ومن جهته اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز أن إسرائيل ستكون مستعدة لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إذا انخفضت أعمال العنف بشكل كبير، على حد تعبيره.
وفي الأمم المتحدة استبعد الأمين العام كوفي عنان صدور قرار بشان أزمة الشرق الأوسط قبل عدة أشهر، وأن وساطته من أجل إرسال قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة لم تسفر عن شيء بعد.
وكان الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي قد تبادلا الاتهامات خلال مناقشة مجلس الأمن لموجة العنف المتفجرة بين الجانبين، واختلفا في من عليه اتخاذ الخطوة الأولى لوقفها.
تحرك إسلامي تقوده قطر
ومن جانب آخر قالت وزارة الخارجية القطرية إن وزراء خارجية من دول منظمة المؤتمر الإسلامي سيتوجهون إلى الأمم المتحدة الإثنين القادم، في مسعى لإجراء تصويت في مجلس الأمن على توفير حماية دولية للفلسطينيين من الاعتداءات الوحشية التي تشنها إسرائيل.
وأوضح بيان للوزارة أن الوفد سيرأسه وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، لكن البيان لم يحدد الأعضاء الآخرين في الوفد الذي سيجري ما يلزم من محادثات مباشرة مع الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وكانت دول عربية وإسلامية قد طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لتسليط الضوء على تزايد أعداد القتلى الفلسطينيين، وحشد التأييد لتشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من ألفي مراقب غير مسلحين لحماية المدنيين وتهدئة الموقف. وترفض إسرائيل نشر أي مراقبين دوليين.