القصف الإسرائيلي على غزة يخلف شهيدا وعشرات الجرحى

فلسطيني يحمل ابنته الجريحة في طريقه إلى المستشفى عقب القصف الإسرائيلي لمدينة غزة

undefined

تفجرت اشتباكات جديدة بالأسلحة النارية بين مسلحين فلسطينيين وجنود الاحتلال وذلك بعد ليلة من القصف الصاروخي الإسرائيلي تعرض له قطاع غزة، وأدى إلى استشهاد فلسطيني على الأقل وإصابة نحو 120 آخرين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن فلسطينيين آخرين استشهدا برصاص جنوده الليلة الماضية، إلا أنه لم ترد أية تفاصيل أخرى عن ظروف استشهادهما.

وقالت تقارير إن مسلحين فلسطينيين تبادلوا إطلاق النار مع جنود الاحتلال في مدن رام الله والخليل في الضفة الغربية ومناطق متفرقة من قطاع غزة.

وكانت المروحيات الإسرائيلية قد شنت الليلة الماضية هجمات صاروخية على مبان ومواقع فلسطينية مختلفة في غزة، رداً على هجوم بالمتفجرات استهدف حافلة للمستوطنين اليهود في منطقة كفار داروم وسط قطاع غزة، وأدى إلى مقتل مستوطنَين وإصابة نحو تسعة آخرين بجروح. وتقول إسرائيل إن الحافلة كانت تقل طلبة مدارس، في حين تقول أوساط الفلسطينيين إن دوريات عسكرية ترافق حافلات المستوطنين كانت هي هدف الهجوم.

واتهمت الحكومة الإسرائيلية من وصفتهم بالمتشددين في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالوقوف وراء الهجوم، غير أن بياناً للحركة نفى أي علاقة لها، وقال إن الحركة عندما تشن هجوما فإنها تعلن عنه بنفسها.

إعلان

وكانت مجموعات "صقور فتح" الجناح العسكري للحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قد أعلنت قبل ثلاثة أيام مسؤوليتها عن هجوم بالأسلحة النارية نفذه ضابط في الشرطة الفلسطينية أدى إلى مصرع جنديين إسرائيليين وإصابة ثالث، قبل أن يستشهد الضابط برصاص التعزيزات الإسرائيلية التي وصلت إلى المنطقة.

واستهدف القصف الإسرائيلي مقرات للشرطة الفلسطينية ومركزاً للاتصالات وأحياء سكنية. وقال متحدث باسم الموفد الأوروبي الخاص بالشرق الأوسط ميغيل موراتينوس إن الموفد الأوروبي كان في مقر عرفات لإجراء محادثات معه عند بدء الغارات، وحسب المتحدث فإن صواريخ أصابت أبنية قريبة من المقر الذي لم يتعرض للقصف.

القصف مجرد رسالة
ووصف مسؤول إسرائيلي كبير قصف غزة أمس بأنه "تحذير للسلطة الفلسطينية"، وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أفراييم سنيه إن القصف يستهدف تحذير السلطة من شن "حرب عصابات وإرهاب ضد إسرائيل".

undefined

وكانت السلطة قد دانت الهجوم على الحافلة، وقالت إنها ضد كل أعمال العنف بغض النظر عن مصدرها، وقررت فتح تحقيق لمعرفة منفذي الهجوم.

وأيد باراك أقوال سنيه مؤكدا أن الهجوم على الحافلة "عمل بربري وإجرامي"، وشدد أثناء تفقده المصابين جراء الهجوم على الحافلة في مستشفى بمدينة بئر السبع على أن حكومته "لا تكبل يد الجيش" الإسرائيلي كما تتهمها المعارضة اليمينية.

وقال باراك "لن تستطيع أية قوة في العالم أن تستأصلنا من هذه الأرض، ولن تفرض علينا حلولاً لا تناسبنا"، غير أنه دعا مواطنيه إلى عدم الوقوع في "الوهم"، وقال "ما ينتظرنا ليس نزهة، ولكنه معركة صعبة ستحفل بأوقات عصيبة".

من جانبه اتهم عرفات "الجنرالات الإسرائيليين" بالإصرار على "الاستمرار بالعدوان علينا ضمن خطة أعدوها مسبقاً"، وأبلغ عرفات موراتينوس أنه "غاضب للغاية"، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على غزة "تصعيد خطير جداً".

إعلان

إدانة وقلق أميركيين
وحثت واشنطن على لسان عدد من المتحدثين باسم الإدارة الأميركية الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على ضبط النفس، وحذرت من أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى خروج الأمر عن السيطرة.

فقد أدان المتحدث باسم البيت الأبيض بي جي كراولي الهجوم على الحافلة، باعتباره "إرهابيا" استهدف "تلاميذ أبرياء ومعلميهم"، لكنه اكتفى بالإعراب عن قلق واشنطن إزاء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وطالب كراولي السلطة الفلسطينية باعتقال منفذي هجوم كفار داروم، وقال إن التطورات الأخيرة التي أنهت يومين من الهدوء النسبي تظهر "مدى الحاجة إلى أن يواصل الجانبان بذل كل ما بوسعهما لخفض العنف".

undefined

مجموعة المراقبة الدولية
وقد جددت إسرائيل أمس موقفها الرافض لنشر قوة مراقبين دوليين في الأراضي الفلسطينية، واكتفى ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة بوصف اجتماع جمعه مع الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان بالقول إن "الاجتماع كان مفيداً"، ورفض المتحدثون الإسرائيليون مراراً أي تواجد دولي في الأراضي الفلسطينية.

من جانبه قال مندوب منظمة التحرير الفلسطينية لدى الأمم المتحدة ناصر القدوة إن الفلسطينيين يوافقون على انتشار مجموعة مراقبة تحمل علم الأمم المتحدة، عوضاً عن اقتراحهم السابق بنشر ألفي مراقب دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وقال القدوة في أعقاب لقائه عنان إن موافقة إسرائيل ليست شرطاً كي يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات لحماية المدنيين الفلسطينيين، مشدداً على أن الصراع دولي وليس ثنائيا مما يتطلب تحركاً دولياً تجاهه.

وطلب مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي بحث الخيارات المتاحة لنشر مراقبين دوليين مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، قبل عرض نتائج مباحثاته على المجلس ليقرر عرض الاقتراح بشكل رسمي على المجلس أو التخلي عنه.

المصدر : وكالات

إعلان