مقتل شخصين في هجوم على دورية إسرائيلية بغزة

قتل إسرائيليان وأصيب 13 شخصاً بجروح، نتيجة انفجار عبوة ناسفة قرب دورية إسرائيلية كانت ترافق حافلة للمستوطنين في منطقة كفار داروم جنوب غزة، وقال التلفزيون الحكومي الإسرائيلي إن ستة جرحى في حالة خطرة.
وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن الإصابات وقعت في صفوف جنود دورية كانت ترافق حافلة تقل طلاباً من المستوطنين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إنه فكك عبوة ناسفة شديدة الانفجار الليلة الماضية في قطاع رفح قرب الحدود مع مصر، وأشار إلى أن قنابل حارقة استهدفت دورية كانت تراقب منطقة الحدود، غير أنه نفى وقوع إصابات بين جنوده.
ويأتي الهجوم بعد يوم واحد من تأكيدات إسرائيلية بانحسار موجة العنف الحالية، وأدت سبعة أسابيع من المواجهات الدامية بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استشهاد نحو 230 فلسطينياً، وإصابة آلاف بجروح.
وكان شاب فلسطيني قد استشهد في ساعة متأخرة من الليلة الماضية في منطقة نابلس، أثناء تبادل إطلاق النار بين قوات الاحتلال ومسلحين فلسطينيين، وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهيد يدعى راسات جودة (22 عاماً).
وباستشهاد جودة ارتفع عدد شهداء مواجهات أمس إلى ثلاثة شهداء، بينهم فتى في الـ14، وشرطي أصيب بنوبة قلبية نتيجة استنشاقه كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع.
إسرائيل تستدعي احتياطيها
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي شاؤول موفاز إن الفلسطينيين تعبوا من المواجهة، وقال "إن إغلاق المناطق (الفلسطينية)، وتوجيه ضربات ضد قادة التحريض على المواجهات، زاد من الضغوط على السلطة الفلسطينية، وأرغمها على التحرك لكبح جماح العنف" حسب تعبيره.
لكن موفاز أعلن أن الجيش الإسرائيلي يعتزم استدعاء جنود الاحتياط "تدريجيا.. لكي يقوموا ببعض المهمات الأمنية"، وأشار إلى أن خطوة كهذه ترمي لمساعدة القوات الإسرائيلية على مواصلة برامجها التدريبية.
وقررت إسرائيل أمس إغلاق معبر المنطار الذي يربط قطاع غزة بإسرائيل، وهو المعبر الرئيس للبضائع والسلع الأساسية إلى القطاع.
وقال وزير التموين الفلسطيني أبو علي شاهين إن الحصار "خنق" المناطق الفلسطينية، واتهم إسرائيل بأنها "تدفعنا نحو الانفجار".
مشاورات لنشر المراقبين
وفي سياق متصل بالمواجهات التقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالسيناتور الأميركي السابق جورج ميتشل، وبحثا أفكاراً حول إرسال قوة رقابة دولية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرأس ميتشل لجنة تحقيق شكلها الرئيس الأميركي بيل كلينتون مؤخراً بموجب اتفاق توصل إليه الفلسطينيون والإسرائيليون أثناء لقائهما برعاية الولايات المتحدة في منتجع شرم الشيخ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال ميتشل عقب اجتماعه مع عنان في مقر الأخير بنيويورك إن اللجنة التي تضم شخصيات أوروبية وأميركية ستبدأ عملها قريباً، وتجنب الرد على أسئلة حول موقفه من اقتراح عنان إنشاء مجموعة رقابة عسكرية ترافق اللجنة إلى الأراضي الفلسطينية.
واكتفى ميتشل بالقول "سنطلب المشورة والتوصيات من أكبر مجموعة ممكنة من المصادر، لكننا سنعمل بشكل مستقل، ونأمل المضي قدماً وبسرعة".
وكان مجلس الأمن قد كلف عنان بدراسة الفرص المتاحة لنشر مراقبين دوليين في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتخفيف حدة التوتر هناك.
وتقول الفايننشال تايمز إن مفاوضات سرية تجري بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أوروبية، للبحث في فرص نشر مراقبين دوليين في الأراضي الفلسطينية، ونقلت الصحيفة عن باراك قوله إنه قد يسمح بدخول مراقبين بموجب اتفاق مع السلطة الفلسطينية.
واقترحت فرنسا نشر مراقبين عسكريين غير مسلحين في الأراضي الفلسطينية، وهو ما وافقت عليه بريطانيا، وذلك بعد أن طالبت السلطة الفلسطينية بنشر ألفي مراقب عسكري في الضفة والقطاع لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وتوقعت الصحيفة تشكيل المجموعة من جنود غربيين، وليس من جنود الأمم المتحدة، لأن إسرائيل تعارض محاولات إقحام الأمم المتحدة في الصراع مع الفلسطينيين، وسيقتصر دور هؤلاء المراقبين على مراقبة الأوضاع، وإجراء اتصالات بين القوات الإسرائيلية والشرطة الفلسطينية، لخفض مستوى التوتر.