المستوطنات عقبة كأداء في طريق السلام
تعتبر المستوطنات اليهودية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أهم العوائق التي تمنع من الوصول إلى سلام دائم وحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينظر العديد من الفلسطينيين إلى المستوطنين القابعين في هذه البؤر الاستيطانية بوصفهم أهدافا مشروعة يتعين اقتلاعها.
ويعترف بعض الإسرائيليين بأن المستوطنات المقامة في الضفة الغربية وقطاع غزة تعرض أمن الإسرائيليين للخطر. وقد عمقت الانتفاضة الحالية من الجدل الدائر في إسرائيل حول ما إذا كان من المنطقي تعريض حياة الجنود الإسرائيليين للخطر من أجل حماية المستوطنين.
والمستوطنات التي يقطنها نحو مائتي ألف مستوطن يهودي متناثرين بين ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة كانت ولا تزال حجر عثرة في طريق عملية السلام، ومصدر إحباط للفلسطينيين.
ويرى المحلل الفلسطيني غسان الخطيب أن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط من المستوطنات لأنها "كلما ازدادت اتساعا تقلصت فرص نجاح عملية السلام وتقوضت أحلامهم بالاستقلال وإنشاء دولة".
وأضاف أن السبب الوحيد الذي يمكن أن يدفع الفلسطينيين لتأييد عملية السلام هو أنها تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الاحتلال، لكنه يستدرك قائلا إن هذه المستوطنات تكرس وجود الاحتلال.
وتعترف ناشطة في جماعة "السلام الآن" أنه على الرغم من مضي سبع سنوات على عملية السلام مع الفلسطينيين فإن إسرائيل استمرت في ضخ الأموال لبناء المزيد من المستوطنات.
وادعت أن الاسرائيليين يدركون أنه لا يمكن أن تكون هناك تسوية سلمية مع استمرار وجود المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضافت أن المستوطنين يدركون أيضا أنهم لا يحظون بأي شعبية لأن الدولة تدرك أن المستوطنات تشكل عقبة كبيرة، بل العقبة الأكبر، وأن طوق العزلة يضيق الخناق عليهم أكثر من أي وقت مضى.
وكانت إسرائيل قد أعادت نحو 40% من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة للسيطرة الفلسطينية بمقتضى عملية سلام مرحلية بدأت عام 1993، وهي العملية التي يقول الطرفان إنها في طريقها إلى الانهيار.