استشهاد صبي فلسطيني وإسرائيل تمنع البضائع عن غزة

الأطبار يسعفون طفلاً فلسطينياً أصيب في رأسه

undefined

استشهد صبي فلسطيني برصاص جنود الاحتلال في صدامات شهدها قطاع غزة، وأعلنت إسرائيل أنها قررت إغلاق حدودها مع القطاع، في حين أكد مجلس الأمن الفلسطيني مجددا قراره منع إطلاق النار من مناطق السلطة الفلسطينية.

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الصبي زياد عبد الرحمن دهشان (14 عاماً) استشهد نتيجة إصابته برصاصة في صدره أطلقها جندي إسرائيلي أثناء مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال وقعت بالقرب من معبر المنطار، كما أدت هذه المواجهات إلى إصابة ثمانية فلسطينيين بجراح.

يذكر أن المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال قد أسفرت منذ اندلاعها قبل ما يقارب الشهرين عن استشهاد أكثر من 240 فلسطينياً، وإصابة نحو خمسة آلاف آخرين بجروح.

الإغلاق قتل جماعي
وفي السياق نفسه أعلنت إسرائيل أنها قررت إغلاق معبر المنطار بعد أن تعرضت قافلة إسرائيلية لإطلاق نار من جانب مسلحين فلسطينيين، وطالبت بالحصول على معلومات عن الهجوم قبل أن تعيد فتح المعبر الذي تمر البضائع عبره إلى قطاع غزة.

واعتبرت السلطة الفلسطينية إغلاق المعبر ومنع إسرائيل دخول السلع الأساسية إلى مناطق الفلسطينيين عملية قتل جماعي. وقال وزير التموين الفلسطيني عبد العزيز شاهين إن إسرائيل لجأت إلى الإغلاق كنوع من التطهير العرقي بعد أن فشلت في تطهير الإسرائيليين سياسيا، وأضاف أن إسرائيل تمارس عملية خنق سياسي وحربا اقتصادية وتستهدف من ذلك انفجار الوضع الداخلي، وأشار إلى أن لذلك نتائج مدمرة على الوضع الاقتصادي المتردي للغاية في قطاع غزة.

إعلان

وأكد مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة الفلسطينية ناصر السراج وجود شلل تام في القطاعات الاقتصادية والمجالات التجارية والزراعية والنقل والإنشاءات نتيجة الحصار الإسرائيلي، وأوضح أن إسرائيل منعت دخول أربعة آلاف طن من القمح إلى قطاع غزة وبالتالي فإن العجز في المواد التموينية سيتضح بصورة تدريجية خلال الأيام القادمة.

حماية الفلسطينيين

undefinedوناشد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات عددا من زعماء العالم العمل من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وقال بيان صادر عن مكتب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إنه سلم قناصل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وجنوب أفريقيا رسائل خطية من عرفات لرؤساء بلدانهم ودعاهم فيها لبذل جهودهم لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني استناداً لميثاق جنيف الرابع لعام 1947 المتعلق بحماية الشعوب الخاضعة للاحتلال.

وفي السياق ذاته جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك رفضه نشر قوات حماية دولية في الأراضي الفلسطينية، وقال بيان صادر عن مكتب باراك إن رئيس الوزراء يرفض في ظل الأوضاع الحالية نشر قوة مراقبة دولية في الأراضي الفلسطينية.

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أعلن الجمعة الماضية أنه سيتشاور مع الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن إرسال قوات حماية دولية للمنطقة.

تقلص الهجمات المسلحة
وشهدت جهود وقف المواجهات بعض التطور، إذ أعلن مسؤولون عسكريون إسرائيليون عن ارتياحهم لتقلص عدد الهجمات الفلسطينية ضد المواقع اليهودية منذ أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات منع شن هجمات مسلحة انطلاقاً من المناطق الخاضعة أمنياً للسلطة الفلسطينية. وقال يوم توف ساميا قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي "يبدو أن الشرطة الفلسطينية بدأت تتحرك، وهي تحقق – للمرة الأولى منذ فترة طويلة – نجاحاً ضد المسلحين"، وأشار ساميا إلى أن الليلة الماضية لم تشهد سوى خمس هجمات بالرصاص ضد مواقع إسرائيلية مقابل ما بين 15 إلى 20 هجوما في الأيام السابقة.

إعلان

وأيد قائد منطقة الخليل في القوات الإسرائيلية ملاحظات ساميا مؤكدا أن المنطقة تشهد "هدوءاً نسبياً"، وأن الشرطة الفلسطينية تتحرك لمنع المسلحين الفلسطينيين من مهاجمة المواقع الإسرائيلية، وقال "لكننا لا نعلم إن كانت تعتقلهم أو أنها تبعدهم فقط".

undefinedوبالرغم من ذلك نقل شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية قيام إسرائيل بنشر آليات مدرعة جديدة في جنوب قطاع غزة، وقال الشهود إن قوات الاحتلال استقدمت تسع مدرعات ونشرتها على طول الطريق بين مستوطنتي نتساريم وكفار داروم في جنوب القطاع. بيد أن متحدثا باسم قوات الاحتلال رفض تأكيد النبأ وقال إن الوضع في المنطقة لم يطرأ عليه جديد.

رغبة فلسطينية بالتهدئة
وتأتي هذه التطورات عقب هجوم نفذه شرطي فلسطيني أمس بعد أن تسلل إلى مستوطنة كفار داروم وهاجم نقطة عسكرية، مما أدى إلى مصرع جندي وإصابة اثنين آخرين بجراح.

وقالت مصادر إسرائيلية إن المؤشرات المتوفرة حالياً تدعم تأكيدات الشرطة الفلسطينية بأن المهاجم الذي استشهد لاحقاً في تبادل لإطلاق النار في موقع الهجوم تصرف بمفرده.

وكانت السلطة الفلسطينية قد طلبت من إسرائيل عدم الرد على الهجوم، وفتحت تحقيقا لمعرفة ملابساته، وأعلنت منظمة "صقور فتح" الجناح العسكري في قطاع غزة لحركة فتح العمود الفقري شعبياً للسلطة الفلسطينية؛ مسؤوليتها عن الهجوم، وذلك للمرة الأولى منذ تفجر المواجهات قبل نحو سبعة أسابيع.

وقلل مسؤولون إسرائيليون من أهمية الانحسار الحالي في مستوى المواجهات، وقال داني ياتوم المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي إن "الوقت ما زال مبكراً للاستنتاج وإصدار حكم".

وأعرب ياتوم في الوقت ذاته عن أمله في أن يسهم لقاء بين الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الإسرائيلي السابق عزرا وايزمن في الوصول إلى ما من شأنه وقف المواجهات.

وقال ياتوم الذي سيشارك في اللقاء المزمع عقده في منتجع شرم الشيخ اليوم "آمل أن يؤدي الاجتماع إلى إسهام ينهي العنف والإرهاب والتحريض"، وأشار إلى أن أهمية اللقاء تنبع من أنه "عندما يحتاج عرفات إلى نصيحة فإنه يسافر إلى صديقه مبارك".

إعلان

وإلى جانب لقاء مبارك/وايزمن قال دبلوماسيون إن المنسق الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط دينيس روس سيبدأ الاثنين جولة جديدة بالمنطقة في محاولة لإعادة عملية السلام إلى مسارها.

وكان روس أجرى محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين الأسبوع الماضي على هامش زيارة قام بها للمشاركة في تشييع جثمان ليئة رابين أرملة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ولم يعلن أي طرف عن نتائج تلك المحادثات.

المصدر : وكالات

إعلان