شعار قسم ميدان

"بوكو فون".. سلاح شركة شاومي لمنافسة سامسونغ

midan - بوكو

قائمة الهواتف الذكية العاملة بمعالج "سناب دراغون 845" طويلة جدا، لكن وباختيار ذواكر وصول عشوائي بمساحة 6 غيغابايت على الأقل تنحسر الخيارات، ومع تفضيل بطارية كبيرة سعتها تصل إلى 4000 ملّي أمبير تتقلّص الأسماء إلى اثنين، "غالاكسي نوت 9″ من سامسونغ و"إف 1" (F1) من شركة "بوكو" (Poco)، العلامة التجارية الجديدة من "شاومي"، والتي تأتي لمنافسة أكثر من شركة في الوقت نفسه.

 

"إف 1"

تُنافس شركة "شاومي" (Xiaomi) الصينية في جميع الفئات تقريبا، فهي تقوم بإنتاج هواتف ذكية رائدة المواصفات، ومتوسّطة، بالإضافة إلى المنخفضة أيضا، وتلك إستراتيجيّة سمحت لها بتأمين المركز الرابع على مستوى العالم لفترة طويلة جدا. وفي الربع الثاني من 2018 تحديدا، حقّقت نسبة نمو من ناحية المبيعات بلغت 48٪، متفوّقة على جميع الشركات بما في ذلك "هواوي" التي أصبحت ثاني أكبر مُصنّع للهواتف الذكية على مستوى العالم والتي حقّقت نسبة نمو بلغت 40٪ فقط(1).

  

    

ومن هنا، فإن إستراتيجيّة "شاومي" قويّة وناجحة، لكنها لا تبدو راضية بها، ومن أجل ذلك قدّمت للعالم علامة تجارية فرعية تُعرف بـ "بوكو فون" (PocoPhone)، أو "بوكو" (Poco) كما تُسمّى في الهند، البلد الذي سوف تُنتج فيها جميع الهواتف الذكية تحت هذه العلامة التجارية، لكن وفي الوقت ذاته لن يكون بيعها محصورا هناك، فهي ستُباع في أوروبا وفي الولايات المُتحدة الأميركية أيضا.

 

وبالأرقام، فإن هاتف "إف 1″، أول هاتف لشركة "بوكوفون"، يعمل بمعالج "سناب دراغون 845″، وبحمل ذواكر وصول عشوائي تبدأ من 6 غيغابايت، مع إمكانية رفعها إلى 8 غيغابايت. أما مساحة التخرين فهي قابلة للزيادة عبر بطاقة خارجية، في وقت تبدأ فيه المساحة الداخلية من 64 غيغابايت، مع خيار ثانٍ بمساحة 128 غيغابايت، وثالث بمساحة 256 غيغابايت(2).

 

"بوكو" حرصت على إعطاء لمسة رائدة للجهاز، فهو يحمل شاشة حجمها يزيد على ست بوصات بقليل مع نتوء علوي يُشابه ذلك الموجود في مُعظم الهواتف الذكية، وهذا يعني وجود كاميرا أمامية دقّتها 20 ميغابكسل رفقة كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء لخاصيّة التعرّف على الوجه. ولم تبخل الشركة أيضا على جهازها الأول من الخلف، فهو يحمل كاميرتين أيضا، واحدة بدقّة 12 ميغابكسل والثانية بدقّة 5 ميغابكسل فقط لالتقاط عمق العناصر داخل الصور، مع مُستشعر للبصمة أسفلها، إلا أن اختيار البلاستيك كمادّة للغطاء الخلفي تجعل مظهره أقل من ناحية الجودة مُقارنة بهواتف أُخرى مثل "ون بلس 6" (OnePlus 6) أو "نوت 9″، وتلك هواتف أغطيتها الخلفية مصنوعة من الزجاج مع لمعة قليلة.

 

غياب الزجاج عن الوجه الخلفي يعني أيضا غياب خاصيّة الشحن اللاسلكي، إلا أن هذا لم يمنع "بوكو" من توفير بطاريّة 4000 ملّي أمبير مع خاصيّة الشحن السريع بفضل منفذ "يو إس بي-سي" (USB-C) الموجود في الأسفل. كما تجدر الإشارة هُنا إلى أن خاصيّة الاتصال قريب المدى، "إن إف سي" (NFC) غير مدعومة أيضا، وبالتالي لا توجد إمكانية لاستخدام خاصيّة الدفع الإلكتروني عبر "أندرويد بي" (Android Pay)، على سبيل المثال لا الحصر.

 

أخيرا، حرصت الشركة على استخدام أندرويد 8.1 مع واجهات "شاومي" المعروفة بـ "مي يو آي" (MIUI). لكنها قامت بتطوير نظام جديد يحمل اسم "بوكو لانشر" (Poco Launcher)، لتقديم تصميم مُشابه لنسخة أندرويد الأصليّة، واجهات بسيطة وأيقونات بألوان هادئة بعيدا عن التأثيرات الحركية المُعقّدة، لتتشابه بذلك مع واجهات "أوكسيجين أو إس" (Oxygen OS) المُستخدمة في هواتف شركة "ون بلس".

  

   

الأداء

قبل الخوض في الجهاز الجديد على أرض الواقع يجب التنويه إلى أن سعر الجهاز يبدأ من 300 دولار أميركي فقط، وهنا الحديث عن مساحة تخزين 64 غيغابايت وذواكر وصول عشوائي بمساحة 6 غيغابايت. في وقت يبلغ فيه ثمن النسخة الأكبر، بمساحة تخزين 128 غيغابايت وذواكر 6 غيغابايت، 345 دولارا أميركيا. أما النسخة الرائدة بمساحة 256 غيغابايت وذواكر 8 غيغابايت فهي متوفّرة لقاء 415 دولارا. كما يتوفّر إصدار بنفس مواصفات النسخة الرائدة لكن بغطاء مصنوع من "الكاربون فايبر"، أو ما يُعرف بـ "كيفلار" (Kevlar)، وهي مادّة أكثر صلابة من البلاستيك ومقاومة للخدوش وللصدمات وللحرارة العالية أيضا، وهذا لقاء 430 دولارا أميركيا.

 

بحسب مُعظم التقارير الصادرة بحقّ الجهاز، بعضها مدفوع وبعضها الآخر من مواقع عالمية، فإن أداء الجهاز كان مُرتفعا جدا بالنظر إلى سعره، فالانتقال بين التطبيقات سريع جدا وسلس دون مشاكل، كما أن تشغيل الألعاب أيضا كان جيّدا جدا ومُمتعا دون وجود بطء أو تقطيع في عرض الرسوميات عالية الجودة، وهذا يعود إلى أكثر من عامل أهمّها نظام التبريد الداخلي، "ليكويد كول" (LiquidCool) الذي يقوم بسحب الحرارة من المُعالج وتوزيعها على بقيّة الجهاز(3)(4).

 

استخدام مُعالج "سناب دراغون 845" مع ذواكر وصول عشوائي 6 غيغابايت على الأقل له دور كبير في الأداء غير المتوقّع، خصوصا عند النظر إلى الهواتف رخيصة الثمن المتوفّرة في الأسواق، أو حتى إلى هواتف مثل "ون بلس 6" أو "هونر 10" (Honor 10) من شركة هواوي، وتلك هواتف تقريبا تُنافس في الفئة نفسها.

   

   

وبحسب "ماركيز براونلي" (Marques Brownlee)، المعروف بـ "إم كي بي إتش دي" (MKBHD)، فإن جودة الكاميرات مقبولة نوعا ما، خصوصا مع وجود عدستين في الجهاز، فالصور في ظروف الإضاءة الطبيعية لا بأس بها، إلا أن تصوير مشاهد فيها ألوان فاقعة كتصوير الورود الحمراء سيؤدّي إلى بعض الغباشة لأن الكاميرا ستُبرز اللون الأحمر على حساب البقيّة(5). لكن ومن جديد، فإن هاتفا بسعر 300 دولار يُقدّم صورا بتلك الجودة أمر لا بأس به ويُمكن القبول به، فالشركة ركّزت في حملتها الترويجية على سرعة الجهاز وعلى بطاريّته الكبيرة، والتي تدوم ليوم واحد على الأقل، أو ليومين عند الاستخدام المُعتدل، وتلك فترة تفشل الكثير من الهواتف الذكية في تحقيقها، وهذا بسبب المواصفات الرائدة الموجودة كالشاشات عالية الدقّة، أو المُساعدات الرقمية الذكية التي تبقى في حالة تأهّب دائم.

 

لكن وبعيدا عن المُبالغة، فإن جودة صور الهواتف في الإضاءة المُنخفضة سيئة جدا، وتُظهر التنازلات التي قامت بها الشركة للحفاظ على شريحة سعرية مُنخفضة، فالوجه الخلفي المصنوع من البلاستيك، وغياب الشحن اللاسلكي، إضافة إلى عدم وجود عدسات بزاوية عريضة ودقّة مُرتفعة تعني التقاط كمّية أقل من الضوء، وبالتالي عدم إمكانية إخراج صور عالية الجودة في الليل على سبيل المثال، وهذا يُفسّر بدوره سعر هواتف "ون بلس" التي تبدأ من 500 دولار تقريبا، والتي كانت في يوم من الأيام وجها لوجه مع الشركات الكُبرى التي تُطلق هواتف ذكية بمواصفات رائدة وأسعار فلكيّة.

   

  

السوق تغيّر، وشركة "ون بلس" التي قدّمت أول هاتف لها بسعر 300 دولار أميركي وبمواصفات عالية ما زالت سائرة على الدرب نفسه، ففي ذلك الوقت كان متوسط سعر الهواتف الرائدة يبدأ من 650 دولارا أميركيا. أما اليوم، فهو يبدأ من 850 دولارا أميركيا على الأقل، وبالتالي فإن تسعيرة "ون بلس" الجديدة منطقية بالنظر إلى المواصفات. وهذا بدوره دفع "شاومي" إلى السير على خُطى "أوبو" المالكة لعلامة "ون بلس"، و"هواوي" المالكة لعلامة "هونر"، وهذا طمعا في تأمين حصّة أكبر من سوق الهواتف الذكية المؤلّف من آبل وسامسونغ في فئة الهواتف الرائدة، وبقيّة الشركات تتنافس فيما بينها على الريادة في بقيّة الفئات.